الشارقة – السابعة الاخبارية
الشارقة، في مبادرة فريدة من نوعها، أطلقت هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، وبدعم من هيئة مطار الشارقة الدولي، حملة ترويجية مبتكرة تضع الثقافة في قلب تجربة السفر. حيث بدأت الهيئة بوضع ختم خاص على جوازات سفر القادمين والمغادرين عبر مطار الشارقة الدولي، يحمل شعار الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، في لمسة رمزية أنيقة تدمج بين عبور الحدود وعبور الآفاق المعرفية.
ويستمر هذا الختم الترحيبي حتى 16 نوفمبر الجاري، موعد اختتام فعاليات المعرض، ليصبح كل جواز يحمل هذا الختم تذكاراً ثقافياً يوثّق زيارة الإمارات وتحديداً الشارقة، عاصمة الثقافة والكتاب.
الشارقة تربط بين السماء والكتاب
منذ تأسيسها، جعلت الشارقة من الثقافة محوراً أساسياً في رؤيتها التنموية، ومع هذه المبادرة، تؤكد مجدداً أن الثقافة لا تُحصر في قاعات المعارض والمكتبات، بل يمكن أن ترافق الإنسان في كل مكان، حتى في المطارات والمنافذ الحدودية.
يستقبل مطار الشارقة المسافرين اليوم بواجهة ثقافية مبهجة: لافتات ضخمة، ورسائل ترحيبية بصرية، ومواد دعائية تُعرّف بالمعرض وأبرز فعالياته. إنها تجربة متكاملة تهدف إلى جعل أول انطباع للزائر عن الإمارات هو انطباع ثقافي، يعبّر عن هوية الشارقة كمركز عالمي للكتاب والفكر.
الشارقة تفتح أبوابها للقراء
تُعدّ هذه الحملة جزءاً من رؤية هيئة الشارقة للكتاب في جعل القراءة أسلوب حياة، وتعزيز حضور الكتاب في تفاصيل اليومي. فالمعرض الذي يُقام في مركز إكسبو الشارقة، أصبح اليوم واحداً من أكبر المعارض في العالم، ليس فقط من حيث حجم المشاركات، بل من حيث عمق التأثير الثقافي الذي يحدثه في المجتمع العربي والعالمي.
وتهدف الحملة إلى دعوة القادمين إلى الإمارات، سواء كانوا زواراً أو مقيمين، إلى خوض تجربة المعرض، الذي يضم آلاف العناوين من دور نشر عالمية، ويحتضن جلسات فكرية وورشاً للأطفال واليافعين، إلى جانب فعاليات تفاعلية تجمع بين الأدب والفن والمعرفة.

الشارقة تُقدّم الثقافة بأسلوب مبتكر
في تعليق له على المبادرة، قال بدر صعب، رئيس قسم الاتصال المؤسسي في هيئة الشارقة للكتاب:
“الحملة الترويجية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب هي امتداد طبيعي للتميّز الذي يحققه المعرض عاماً بعد عام، حيث نسعى في هيئة الشارقة للكتاب إلى مواكبة الحجم والمكانة التي يتمتع بها المعرض بأساليب تواصل توازي تأثيره الثقافي والمعرفي. ومن هنا جاءت الحملة في مطار الشارقة لتكون دعوة مفتوحة لكل زائر إلى الإمارات لاكتشاف تجربة فريدة مع القراءة والكتاب منذ لحظة وصولهم”.
هذا التصريح يلخص جوهر الفكرة: جعل الكتاب رمزاً للترحيب، وليس مجرد سلعة أو منتج ثقافي. الختم على جواز السفر هنا ليس مجرد علامة عبور، بل هو رمز للانفتاح الثقافي، وتأكيد على أن الشارقة تعتبر الكلمة المكتوبة جوازاً آخر نحو المعرفة.
الشارقة تنشر رسائلها عبر الأفق
تتضمّن الحملة الترويجية في مطار الشارقة الدولي مواداً بصرية تفاعلية، وشاشات تعريفية تعرض مقتطفات من فعاليات المعرض، إلى جانب لوحات دعائية تحمل صور كتّاب عالميين وشعارات تحفيزية للقراءة.
كما تتيح للزوار التعرف على البرامج الثقافية المتنوعة التي يحتضنها المعرض هذا العام، من أمسيات شعرية وجلسات حوارية إلى ورش تعليمية للأطفال. والهدف من كل ذلك هو بناء جسر من التواصل بين الزائر والكتاب، حتى قبل أن يطأ أرض المعرض نفسه.
الشارقة تجعل الكتاب جواز عبور إلى العالم
لطالما كانت رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قائمة على جعل الثقافة محوراً للتنمية. ومن خلال هذه المبادرة، تترجم هيئة الشارقة للكتاب هذه الرؤية بأسلوب عصري يربط بين السفر والمعرفة.
إن تحويل جواز السفر إلى مساحة رمزية للكتاب هو تأكيد على أن الثقافة لا تعرف حدوداً، وأن القارئ الحقيقي يحمل مكتبته في قلبه أينما ذهب. هكذا تصبح الشارقة بوابة مزدوجة: بوابة للعالم عبر المطار، وبوابة إلى الفكر عبر المعرض.
الشارقة تكرّس مكانتها كعاصمة للثقافة
لم تأتِ مكانة الشارقة في المشهد الثقافي من فراغ، فقد استطاعت الإمارة عبر عقود من الجهود المستمرة أن تحجز موقعها بين أبرز العواصم الثقافية في العالم. من معرض الشارقة الدولي للكتاب إلى مشروع “الشارقة مدينة القارئ”، ومن مبادرة “الشارقة تقرأ” إلى تتويجها عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019، تتواصل المشاريع التي تجعل من الكتاب محوراً للحياة اليومية.
ومع هذه المبادرة الجديدة، تتجدد رسالة الإمارة بأن الثقافة ليست فعلاً موسمياً، بل هي ممارسة مستمرة تتغلغل في كل تفاصيل المشهد الاجتماعي.
الشارقة تدعو العالم إلى الاحتفاء بالكتاب
يُتوقع أن يزور معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام مئات الآلاف من الزوار من مختلف الدول، ما يجعل الحملة في المطار وسيلة فعالة لتعزيز حضور المعرض عالمياً. فكل ختم يُطبع على جواز مسافر هو في الحقيقة رسالة ترحيب ثقافية تدعو العالم إلى زيارة الشارقة والمشاركة في هذا الحدث الفريد.
كما أن المبادرة تعكس فهماً عميقاً لأهمية التجربة السياحية الثقافية، إذ تربط بين الحركة الجوية والحراك الثقافي في المدينة، لتقدّم نموذجاً متكاملاً يجمع بين الضيافة والمعرفة.
الشارقة.. الثقافة تبدأ من المطار
بهذه الخطوة المبدعة، تثبت الشارقة أن الثقافة ليست حكراً على المثقفين أو على قاعات الندوات، بل يمكن أن تبدأ من لحظة الوصول، من صالة الجوازات، من ختمٍ صغير يحمل في طيّاته رسالة كبيرة.
إنها مبادرة تجمع بين البساطة والعمق، بين الشكل والمضمون، وتجعل من كل مسافر سفيراً للكتاب من حيث لا يدري. فربما يفتح أحدهم جوازه لاحقاً، يرى الختم الممهور بشعار المعرض، فيقرر أن يقرأ أكثر، أو أن يزور الشارقة مجدداً في العام المقبل، ليكتشف سحر الكتب عن قرب.
الشارقة تختم القلوب قبل الجوازات
ليست الغاية من هذه المبادرة أن تضع علامة على ورقة، بل أن تضع أثراً في الذاكرة. إنها طريقة مبتكرة لتأكيد أن الشارقة لا تستقبل زوارها بالمباني الشاهقة أو المهرجانات الصاخبة فقط، بل تستقبلهم بالكتاب والفكر والقراءة.

وهكذا، يصبح الختم الثقافي الذي أطلقته هيئة الشارقة للكتاب رمزاً للانتماء إلى عالم لا تحدّه الجغرافيا، بل تجمعه اللغة والمعرفة والحلم.
فالشارقة لا تكتفي بأن تكون وجهة سياحية، بل وجهة فكرية وإنسانية، تكتب اسمها على جواز كل زائر، وتختم في قلبه حب الكلمة.
