السابعة الإخبارية- أحمد النجار
عاش الشاعر الكوري كو أون، حياة درامتيكية مليئة بالتجارب والمآسي والتأملات والإبداع، فقد حكم عليه بالسجن المؤبد قبل أن يطلق سراحه بعد ان أمضى عامين في السجن.
في سنة 1970، حاول كو أون، الانتحار وتم اعتقاله أكثر من مرة خلال دعمه لثورات الطلاب والكتاب المتصدين للديكتاتورية، وغاص وعيه في ويلات الحرب خلال الاحتلال الياباني لكوريا بين 1910- 1945.
شهد الشاعر كو أون، بعينيه مقتل الكثير من أفراد عائلته وجيرانه وأصدقائه خلال جحيم الحرب الكورية 1950- 1953.
من هو كو أون
“في النهاية أريد أن أكون قصيدة بلا قصائد وشاعراً بلا قصائد، وأريد أن أكتب قصائد بلا شاعر.. أريد أن أنتمي إلى القصيدة التي تكون قبل اللغة أو بعدها”.
هكذا عرف الشاعر الكوري كو أون، نفسه عبر موقعه الإلكتروني الخاص، مشيرًا إلى مقدمة قصيدة سابقة له.
كو أون، شاعر وكاتب من كوريا الجنوبية، من أكثر الشعراء خصوبة في القرن العشرين، كما تم وصفها نظرًا لتنوع وأنواع أعماله، التي لا تنضب.
ويملك الشاعر الكوري كو أون، مسيرة شعرية طافحة ما بين معاناة الطفولة، وأهوال الحرب، وصفاء الرهبنة، خرج إلى العالم ذلك الشاعر الذي سجل نفسه رمزًا في عالم الشعر والشعراء، وأصدر العشرات من القصائد والكتب.
في قصائده عيون تسمع، وألسنة تسمع، وآذان تتكلم.. هكذا تنوعت أعمال الشاعر الكوري كو أون، بين مجموعات شعرية ومسرحيات وتراجم عن اللغة الصينية، ومقالات ودراسات ثقافية متنوعة.
ديوان “ألف حياة وحياة”
في عام 2012، ضمن “سلسلة كتاب دبي الثقافية”، صدر ديوان “ألف حياة وحياة” للشاعر الكوري كو أون، ترجمه إلى اللغة العربية أشرف أبو اليزيد، حيث تضمنت القصائد عناصر ومفردات من موروث ثقافي، عرفت به الحضارة الآسيوية.
يتميز ديوان الشاعر الكوري كو أون، “ألف حياة وحياة”، بتعدد مناخات القصائد وتضاريسها في البيئة الكورية، والتي جرى توظيفها ببراعة في التعبير عن آلام وهموم وطموحات الإنسان.
ينفرد الشاعر كو أون، بكتابته قصيدة (الزن) التي تعد تعبيرًا عن لحظة تنوير للعقل، يستوحيها من مشهد طبيعي رآه، أو من شخص لاقاه، أو من ذكريات عاشها، حيث عانى من أهوال الحرب، ليصبح كاهنًا بوذيًّا من طائفة الزن.
ولد الشاعر كو أون، لعائلة من الفلاحين في 1 أغسطس 1933، بمدينة غونسان، كوريا الجنوبية.
نشرت أول قصائد الشاعر كو أون، عام 1958، وأصدر أول كتبه سنة 1960، حيث مثل صوت الصراع من أجل الحرية والديمقراطية في السبعينيات والثمانينيات، لتبدأ رحلته مع السجن المتكرر.
تعرض الشاعر كو أون، للسجن أكثر من مرة وغاص وعيه في ويلات الحرب خلال الاحتلال الياباني لكوريا الذي استمر بين 1910- 1945. شهد مقتل الكثير من أفراد عائلته وجيرانه وأصدقائه خلال جحيم الحرب الكورية 1950- 1953. وحاول الانتحار سنة 1970، بعد أن قضى عامين في السجن.
شهدت حياته الإبداعية ما وصف بـ”الانفجار الشعري”،وذلك بعد أن قرر الزواج متأخرة بعمر الخمسين من سانج ـ وا لي، أستاذة الأدب الإنجليزي، لتذيع شهرته في العالم أجمع، مرورًا بدول أمريكا وأوروبا وأستراليا. وفي عام 1982، ترجمت أعماله إلى أكثر من 15 لغة، ويعتبر في كوريا من أجدر الأدباء الفائزين بجائزة نوبل في الأدب.
كتب ومؤلفات الشاعر الكوري كو أون
أصدر الشاعر الكوري كو أون، عشرات من الكتب، من بينها مجموعات شعرية ومسرحيات وتراجم عن اللغة الصينية، ومقالات ودراسات ثقافية متنوعة، بجانب كتاب عن سيرته الذاتية. يمتلك الشاعر الكوري كو أون في رصيده الأدبي، أكثر من 150 كتابًا، بينها دواوين قصائده، ومقالات نقده، ورواياته، وسيرته الذاتية، وترجماته لأعلام الشعر الكوري.
قالوا عن الشاعر الكوري كو أون
– لورانس فيرلينجيتي (الولايات المتحدة الأمريكية): “لقد وصل كو أون إلى أعلى قمة في الحدس”.
– غاري سنايدر (الولايات المتحدة الأمريكية): “كو أون ليس متحدثًا رئيسيًا باسم الثقافة الكورية بأكملها فحسب، بل هو صوت لمجتمعات كوكب الأرض أيضاً”.
– مايكل مكلور (الولايات المتحدة الأمريكية) : “تحت فنه أشعر بأرواح الحيوانات والطيور التقليدية الغامضة، بالإضافة إلى الاحتفالات القديمة لأمة قريبة من تاريخها”.
– ديفيد ماكان (الولايات المتحدة الأمريكية): “لا توجد وسيلة لمواكبة كو أون، إنه ببساطة به روح الأدب الكوري في القرن الحادي والعشرين”.
– مايكل أوهاودا (أيرلندا): “في قصائده عيون تسمع، وألسنة تسمع، وآذان تتكلم. استيقظ الفجر على انحسار الظلام. إنه بالفعل في عالم الفجر الذي يوقظه الظلام”.
*************
– لكتابة مقال خاص عن اسم مؤسستك أو شركتك يمكنك المراسلة عبر البريد الإلكتروني التالي: