أمريكا – السابعة الاخبارية
الشرطة الأمريكية، في واقعة أثارت الكثير من الجدل والدهشة، أعلنت الشرطة الأمريكية عن احتجاز مغني راب شهير في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس، بعد أن عُثر عليه يتجول في شوارع مدينة لوس أنجلوس وهو شبه عارٍ، وفي حالة نفسية وصحية غير مستقرة. الواقعة التي وقعت في شارع فينتورا الشهير، وُصفت بـ”غير العادية” وتضاربت حولها الأنباء والتكهنات، خصوصًا بعد نقل الفنان إلى المستشفى للاشتباه في تعرضه لجرعة زائدة من مادة مجهولة.
الشرطة الأمريكية تعتقل مغني راب في مشهد خارج التوقعات
المارة الذين صادفوا المشهد لحظة وقوعه لم يصدقوا أعينهم، إذ فوجئوا بشخصية معروفة تظهر في منتصف الطريق مرتدية فقط ملابس داخلية وحذاء، تتحدث بكلمات غير مفهومة وتقوم بحركات متشنجة، وكأنها تعاني من نوبة هستيرية أو فقدان تام للوعي بالواقع. بعضهم اعتقد أنه جزء من تصوير فيديو كليب أو حملة دعائية صادمة، إلا أن المشهد سرعان ما اتخذ منحى أكثر خطورة.
استدعاء الشرطة والإسعاف
عشرات البلاغات تلقتها إدارة شرطة لوس أنجلوس من سكان المنطقة حول “رجل عارٍ يتصرف بغرابة في الشارع”، لتتجه دوريات الشرطة على الفور إلى المكان. ومع وصول العناصر الأمنية، حاول المغني التفاعل معهم، لكنه بدا في حالة غير طبيعية تمامًا، بل وقام بدفع أحد الضباط بطريقة عدائية، ما دفعهم إلى السيطرة عليه باستخدام القيود، ونقله إلى سيارة الإسعاف مباشرةً.
فنان في دائرة الضوء
الشخص المحتجز هو فنان شاب لمع اسمه خلال السنوات الأخيرة على الساحة العالمية، وحقق شهرة مدوّية بعد إصدار عدة أغنيات تصدرت قوائم الاستماع. وقد كان دائمًا محط أنظار الصحافة بسبب جرأته في الأداء وظهوره العلني بمظاهر خارجة عن المألوف، وهو ما جعل من الواقعة الأخيرة مادة دسمة للتكهنات.
اللافت في الأمر أن هذه الحادثة وقعت بالتزامن مع فترة يُشاع فيها أن الفنان كان يستعد للإعلان عن مشروع موسيقي جديد، ما جعل البعض يربط بين ما حدث وما قد يكون حملة ترويجية استثنائية خرجت عن السيطرة.
إصابة أم انهيار نفسي؟
أظهرت التحقيقات الأولية التي أجرتها الشرطة أن المغني كان في حالة شديدة من الاضطراب العقلي، وأنه لم يكن واعيًا لما يقوم به لحظة وصول الشرطة. وأُشير إلى أن حالته الصحية تطلبت نقله فورًا إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية، حيث تلقى علاجًا مبدئيًا للاشتباه بتعرضه لجرعة زائدة من مادة مخدرة غير معروفة، في انتظار نتائج الفحوصات الطبية الدقيقة.
مصدر مقرّب من الفريق الطبي أفاد أن الفنان “كان في حالة انهيار تام”، دون أن يكشف تفاصيل إضافية عن حالته أو نوع المادة التي تناولها. أما الشرطة، فأعلنت أنها ستنتظر التقرير الطبي النهائي قبل اتخاذ قرار بشأن التهم التي قد تُوجه إليه.
اتهامات محتملة
رغم الطابع الإنساني والصحي للواقعة، فإن الجانب القانوني منها لا يمكن تجاهله. فقد وجّهت السلطات للفنان تهمة أولية تتمثل في “الاعتداء على موظف عام أثناء تأدية عمله”، وهي جنحة قانونية في الولاية، يمكن أن تؤدي إلى فرض غرامات مالية أو فترة احتجاز قصيرة، خصوصًا إذا ثبتت حالته النفسية غير المستقرة لحظة وقوع الحادث.
جمهور مذهول
في مواقع التواصل الاجتماعي، انتشر مقطع فيديو للحظة اقتياد الفنان إلى سيارة الشرطة، وسط ذهول كبير من المتابعين، الذين انقسموا بين من عبّر عن قلقه وحزنه على ما وصل إليه نجمهم المفضل، وبين من سخر من تصرفه وربطه بميله الدائم للفت الأنظار عبر التصرفات الغريبة. البعض وصفه بـ”صرخة استغاثة متأخرة”، فيما اعتبره آخرون تمثيلًا سيئًا لمشهد درامي رديء.
أسئلة كثيرة بلا أجوبة
ما زالت الأسئلة تتوالى بلا أجوبة واضحة: هل كان الفنان ضحية لحالة نفسية حادة؟ هل تعاطى مادة ما عن غير قصد؟ أم أن ما حدث كان محاولة ترويجية خرجت عن السيطرة؟ وهل سيتخذ فريقه الفني موقفًا لاحتواء الأمر، أم أن الحادث سيقلب حياته المهنية رأسًا على عقب؟
حتى اللحظة، لم يصدر أي بيان رسمي من الفنان أو فريقه، كما لم يتقدم محاميه بأي تعليق، وهو ما يزيد من الغموض المحيط بالحادثة، ويجعلها مفتوحة على احتمالات كثيرة، أقلها أن القضية قد تكون بداية لأزمة أكبر.
مشهد يعكس الواقع المظلم للنجومية
هذه الحادثة تعيد إلى الواجهة الجدل الدائم حول الضغوط النفسية التي يتعرض لها الفنانون، خصوصًا أولئك الذين يصعدون بسرعة إلى قمة المجد. فشهرتهم قد تكون سيفًا ذا حدين، تدفعهم إلى بذل كل ما في وسعهم للبقاء في دائرة الضوء، حتى وإن تطلب الأمر مغامرات خطرة أو انهيارات عصبية في العلن.
من المؤكد أن الأيام المقبلة ستكشف الكثير من خفايا ما جرى، سواء عبر تحقيقات الشرطة أو عبر تصريحات مقربة من الفنان نفسه. لكن الواضح الآن أن صورة الشهرة المبهرة قد تشوّهت بعض الشيء، بعد أن تحوّل أحد رموزها إلى عنوان رئيسي في أخبار الصباح، مقيدًا بالأصفاد، وتائهًا وسط الشارع في لحظةٍ كانت كفيلة بتغيير كل شيء.