الإمارات – السابعة الإخبارية
محمد بن زايد.. أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، قراراً يقضي بإعادة تشكيل مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، في خطوة تؤكد حرص دولة الإمارات على مواصلة ريادتها العالمية في مجالات التحول الرقمي والتقنيات المستقبلية.
وبموجب القرار، يتولى سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان رئاسة المجلس، فيما يُعيَّن سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان نائباً للرئيس.
ويضم المجلس في عضويته كلاً من خلدون خليفة المبارك أميناً عاماً للمجلس، إلى جانب الدكتور أحمد مبارك بن ناوي المزروعي، والدكتور سلطان أحمد الجابر، وجاسم محمد بوعتابه الزعابي، وحميد عبيد أبو شبص، ومحمد حسن السويدي، وفيصل عبدالعزيز البناي، وأحمد تميم هشام الكتّاب، وبنج زياو.

تعزيز مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً للتقنيات المتقدمة
يأتي هذا القرار في إطار رؤية القيادة الرشيدة برئاسة محمد بن زايد لتعزيز مكانة أبوظبي كمركز عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، وترسيخ دورها كمحرك رئيسي للاقتصاد الرقمي القائم على المعرفة والابتكار.
ومنذ تأسيسه، يواصل مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة دوره المحوري في تنظيم وتنفيذ وتطوير السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بتقنيات واستثمارات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب دعم الأبحاث التطبيقية والتعاون مع مؤسسات بحثية محلية وعالمية.
ويهدف المجلس إلى تسريع تبنّي الحلول التقنية في مختلف القطاعات الحيوية، من الطاقة والصناعة إلى الصحة والتعليم والخدمات الحكومية، بما يحقق رؤية الإمارات نحو مستقبل رقمي متكامل ومستدام.
انسجام تام مع استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025–2027
يتكامل عمل المجلس مع استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025–2027، التي تسعى إلى بناء أول حكومة في العالم تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2027، من خلال استثمارات استراتيجية ضخمة في البنية التحتية الرقمية وتطوير الكفاءات الوطنية.
وتشمل الاستراتيجية تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات الحكومية، وتحسين جودة الحياة، وزيادة كفاءة العمل المؤسسي، إلى جانب تحويل البيانات إلى مورد وطني استراتيجي يدعم اتخاذ القرار المبني على التحليل الذكي.
كما تعمل أبوظبي على تطوير منظومة تشريعية متكاملة تضمن الاستخدام الآمن والمسؤول للتقنيات الحديثة، مع تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتسريع الابتكار ودعم ريادة الأعمال التقنية.

رؤية مستقبلية تقوم على الابتكار والاستدامة
من خلال هذا القرار، تواصل دولة الإمارات مسيرتها في التحول نحو اقتصاد معرفي متنوع ومستدام يعتمد على البحث العلمي والتكنولوجيا المتقدمة كركائز أساسية للنمو.
ففي السنوات الأخيرة، حققت الإمارات إنجازات بارزة في هذا المجال، إذ أطلقت عدداً من المبادرات الوطنية الرائدة مثل “الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031”، و“برنامج الإمارات للثورة الصناعية الرابعة”، إلى جانب تأسيس مؤسسات بحثية وتعليمية متخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وعلوم البيانات، والطاقة المتجددة.
وتعد أبوظبي من أبرز المدن العربية التي تبنت مبكراً فكر المدن الذكية، من خلال مشاريع رقمية متطورة تسهم في تحسين الخدمات الحكومية وتعزيز كفاءة الموارد، ما جعلها نموذجاً إقليمياً يحتذى به في التحول الرقمي المستدام.
تمكين الكفاءات الوطنية وبناء قدرات المستقبل
يركّز مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة على تمكين الكفاءات الإماراتية الشابة من قيادة مشاريع المستقبل في مجالات الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والأمن السيبراني، والأنظمة الذكية.
ويعمل المجلس بالتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية في الدولة على تصميم برامج تدريبية وتأهيلية متخصصة، تهدف إلى إعداد جيل جديد من العلماء والمهندسين القادرين على تطوير حلول تقنية تخدم المجتمع والاقتصاد.
كما يسعى إلى تعزيز بيئة البحث والتطوير من خلال تحفيز الاستثمارات في الشركات الناشئة والمشروعات المبتكرة، بما يسهم في تحويل أبوظبي إلى حاضنة للابتكار التكنولوجي في المنطقة والعالم.
شراكات دولية تعزز الريادة الإماراتية
في إطار مهامه، يعزز المجلس شراكاته مع المؤسسات الدولية الكبرى، ومراكز الأبحاث والجامعات العالمية، لتبادل الخبرات والمعرفة، واستقطاب أحدث التقنيات إلى الدولة.
وقد وقّع المجلس خلال الأعوام الماضية مذكرات تفاهم مع عدد من كبرى شركات التكنولوجيا في العالم، مثل “إنتل” و”آي بي إم” و”مايكروسوفت”، بهدف توطين المعرفة الرقمية، وتطوير منصات متقدمة للذكاء الاصطناعي الصناعي والطبي والتعليم الإلكتروني.
وتُعد هذه الشراكات جزءاً من رؤية شاملة لدولة الإمارات في تعزيز التعاون الدولي لبناء منظومة تكنولوجية متكاملة تدعم التنمية البشرية والاقتصادية.

ريادة عالمية في صناعة المستقبل
يؤكد قرار إعادة تشكيل مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة التزام القيادة الإماراتية ببناء المستقبل على أسس علمية وتقنية متطورة، وجعل أبوظبي مركزاً عالمياً يحتضن الابتكار والإبداع.
فبقيادة الشيخ طحنون بن زايد، وبمتابعة الشيخ خالد بن محمد بن زايد، يتوقع أن يشهد المجلس مرحلة جديدة من التوسع في المشاريع الاستراتيجية، تشمل الذكاء الاصطناعي التوليدي، والحوسبة الكمية، والروبوتات المتقدمة، والتقنيات الحيوية، ما سيعزز من تنافسية الإمارات في الساحة العالمية.
نحو مستقبل رقمي يقوده الإبداع
يأتي هذا القرار امتداداً لمسيرة الإمارات الطموحة في تسخير التكنولوجيا لخدمة الإنسان، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
ومع إعادة تشكيل مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، تؤكد القيادة الرشيدة أن الاستثمار في العقول والابتكار هو الطريق الأمثل لصناعة المستقبل وتحقيق الريادة العالمية.