تركيا – السابعة الاخبارية
الشيف بوراك، أثار الشيف بوراك أوزدمير، المعروف عالميًا باسم CZN Burak، موجة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة التركية، بعد ظهوره الأخير وهو يقود سيارة فاخرة من طراز مرسيدس، اشتراها بمبلغ ضخم أثار علامات استفهام عديدة حول مصدر ثروته ودخله الحقيقي.
هذا الحدث لم يمرّ مرور الكرام، خاصة أن الشيف الشاب كان قد صرّح في وقت سابق أن دخله الشهري لا يتجاوز 30 ألف ليرة تركية، ما جعل الجمهور التركي يتساءل: كيف يستطيع شخص بهذا الدخل أن يقتني سيارة تبلغ قيمتها ملايين الليرات، ويعيش حياة البذخ التي لا تتناسب مع تلك التصريحات؟
الشيف بوراك بسيارته الجديدة: مرسيدس بسعر خيالي ولوحة لافتة
بحسب ما أوردته صحيفة “حرييت” التركية، فإن السيارة التي اقتناها الشيف بوراك هي مرسيدس صفراء اللون، سبق أن كانت مملوكة للنجم التركي بوراك أوزجيفيت، أحد أشهر وجوه الدراما التركية، والمعروف بدوره في مسلسل “قيامة عثمان”.
وبلغ سعر السيارة 14 مليون ليرة تركية، أي ما يعادل 340 ألف دولار أمريكي تقريبًا. وبذلك، أصبحت واحدة من أغلى السيارات التي يمتلكها شخصية عامة في تركيا خلال الفترة الأخيرة.
اللافت في الأمر، إلى جانب السعر، هو لوحة السيارة التي تحمل الأحرف “BUR”، في إشارة واضحة إلى اسم بوراك أوزجيفيت، المالك السابق للسيارة، ما جعل كثيرين يتساءلون إن كان اقتناؤها يحمل طابعًا استعراضيًا، أو إن كان بوراك أوزدمير يحاول لفت الأنظار من خلال شراء سيارة لها رمزية خاصة في الوسط الفني التركي.
تضارب بين التصريحات والمظاهر
ما أثار الجدل بشكل أكبر هو التناقض الصارخ بين حياة بوراك الفاخرة وتصريحاته السابقة في إحدى القضايا، والتي ذكر فيها أن دخله الشهري لا يتجاوز 30 ألف ليرة تركية، أي ما يعادل 730 دولارًا تقريبًا وفق سعر الصرف الحالي. وقد عاد هذا التصريح إلى الواجهة بعد انتشار خبر السيارة، وأصبح مادة دسمة للتعليقات الساخرة والنقاشات الواسعة.
تساءل العديد من المتابعين: كيف يمكن أن يعيش شخص بدخل “متواضع” كما وصفه بنفسه، حياةً تتضمن شراء سيارة مرسيدس فاخرة وشقة فارهة في أحد أغلى أحياء إسطنبول؟
شقة فاخرة بقيمة ملايين الدولارات
هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها الشيف بوراك الجدل بنمط حياته. فقد سبق له أن تصدّر عناوين الصحف خلال الأشهر الماضية بعد أن قام بشراء شقة دوبلكس فاخرة في منطقة تشفيكية – نيشانتاشي، إحدى أرقى مناطق مدينة إسطنبول، حيث يسكن نخبة المجتمع من رجال أعمال ومشاهير وفنانين.
وقدرت وسائل الإعلام التركية آنذاك قيمة الشقة بـ 3.5 مليون دولار أمريكي، وهو مبلغ يعادل نحو 145 مليون ليرة تركية. ويبدو أن هذه الصفقة العقارية كانت الشرارة الأولى التي دفعت الناس للتساؤل عن حجم ثروة الشيف بوراك، الذي بدأ مسيرته كمجرد طاهٍ في مطعم صغير، قبل أن يتحول إلى أحد أبرز مشاهير الإنترنت في تركيا والعالم العربي.
تفاعل واسع عبر السوشيال ميديا
انتشرت صور سيارة بوراك الجديدة كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما على منصتي إنستغرام وإكس (تويتر سابقًا)، حيث انهالت التعليقات بين الدهشة والسخرية والانتقادات.
فقد كتب أحد المغرّدين:
“إذا كان هذا دخله 30 ألف ليرة فقط، فماذا عن من يكسبون الملايين؟”
بينما علّق آخر ساخرًا:
“يبدو أن السرطان الوحيد في الاقتصاد التركي هو التناقض بين التصريحات والواقع.”
وذهب بعض المستخدمين إلى اتهام بوراك بأنه يمارس نوعًا من “الاستعراض الطبقي”، من خلال الظهور المتكرر بممتلكات فاخرة ومظاهر بذخ مبالغ فيها، في وقت تعاني فيه تركيا من أزمة اقتصادية خانقة وارتفاع مستمر في معدلات التضخم.
رأي الجمهور منقسم: بين الانتقاد والتبرير
لم تكن كل التعليقات سلبية، إذ دافع البعض عن الشيف بوراك، مشيرين إلى أنه شخصية عامة وناجحة، ويحق له التمتع بحياة مترفة طالما أن أمواله ناتجة عن عمله وجهده.
وقد علّق أحد المتابعين قائلاً:
“لماذا يفترض الناس أن الناجحين يجب أن يعيشوا كالبسطاء؟ بوراك تعب على نفسه وبنى اسمه من الصفر، من حقه أن يعيش كما يشاء.”
في المقابل، طالب آخرون بمزيد من الشفافية حول مصادر دخل بوراك، خاصة أنه يقدم نفسه دائمًا كوجه اجتماعي خيري، ويشارك في المبادرات الإنسانية والمساعدات.
من هو بوراك أوزدمير؟ من الطهي إلى النجومية العالمية
يُعتبر الشيف بوراك أوزدمير من أشهر الطهاة على منصات التواصل الاجتماعي في العالم، حيث يتابعه ملايين الأشخاص من مختلف الدول، خصوصًا في العالم العربي.
بدأ بوراك شهرته من خلال مقاطع فيديو لطبخات ضخمة الحجم يقدمها بابتسامته الشهيرة ونظرته الثابتة إلى الكاميرا. وسرعان ما انتشرت هذه المقاطع بشكل فيروسي، لتتحول إلى ظاهرة عالمية، ويصبح بوراك ضيفًا دائمًا على برامج تلفزيونية ومناسبات كبرى.
وقد استفاد بوراك من هذه الشهرة ليؤسس سلسلة مطاعم تحمل اسمه “CZN Burak”، تنتشر حاليًا في عدة مدن داخل وخارج تركيا، منها دبي والدوحة ولندن، ما جعله يتحول من مجرد طاهٍ إلى رجل أعمال دولي.
هل دخل بوراك تحت المجهر المالي؟
في ضوء ما يحدث، بدأ البعض يطالب بضرورة التدقيق في مصادر دخل المشاهير بشكل عام، وخاصة أولئك الذين يُصرّحون بدخل محدود، ثم يظهرون بنمط حياة لا يتناسب مع تلك التصريحات.
ورغم أن بوراك لم يُتهم رسميًا بأي مخالفة مالية أو قانونية، إلا أن هذا الجدل يسلّط الضوء على فجوة الثقة بين الجمهور والمشاهير في تركيا، خصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، والتي جعلت المواطنين يراقبون مظاهر الترف بعين الريبة.
الختام: جدل لا ينتهي حول ثروات المشاهير
ما حدث مع الشيف بوراك ليس حادثة فردية، بل هو جزء من ظاهرة أوسع تتعلق بـ الشفافية في حياة المشاهير. فكلما زادت شهرتهم، زاد التدقيق في تحركاتهم، ومشترياتهم، وحتى تصريحاتهم المالية.
وفي حالة بوراك، فإن المزج بين حياة البذخ وتصريحات الدخل المحدود خلق تناقضًا لا يمكن تجاهله. ورغم أنه لم يقدّم حتى الآن توضيحًا مباشرًا للجدل الأخير، فإن الجمهور لا يزال يراقب، وينتظر ما إذا كان هناك رد قادم، أو ربما توضيح يفسر هذه المعادلة الصعبة بين “المرسيدس الصفراء” و”الراتب المتواضع”.