منوعات – السابعة الإخبارية
يقال عن لسان إحدى السيدات، ذهبت للفوتوغراف بهدف أخذ صور شمسية لملف ما، وطبعاً ككل مرة تخرج الصورة سيئة، لا أعرف لِمَ يضعنا المصور في هيئة أقرب منا للأشباح، مهما حاولنا أن نبدو بشكل لائق.
لا علينا، طلبت منه إعادتها، قال لي هذه صورة جيدة خذيها وانتهى الأمر، نظرت إليه مطولاً ثم عقبت: “الصورة سيئة وعليك أن تكرر المحاولة”، قال لي: “لا أنا مصرٌ أنها جيدة”.
قلت له بشكل لطيف ليست جيدة، وصرت أحاضر له في علم الجمال وكل العلوم، حتى أني أخبرته بعدم تهنئتي لروائي عربي إثر فوز روايته بجائزة، ثم نظرت إليه مطولاً مخاطبة إياه: هل تعرف لماذا؟ قال: لا! فقلت له: ببساطة لم أشترِ الرواية، ولم أجد لها صوراً جيدة بالانترنت، يجب أن ألتقط صوراً جميلة للكتاب.
ثم واصلت حديثي: سأدفع نظير كل محاولة وكأنها المحاولة الأولى، وفجأة تغيرت ملامح الرجل وبقدرة قادر صرت ابنته! إذ قال لي: “أنت محقة يا ابنتي، الصورة تبدو سيئة فعلاً”.
لطالما آمنت أن النقود دائماً ما توضح الرؤية حتى وإن أظهرت بشاعتنا على نحو ما.
المهم غادرته بألبوم مفرط في البؤس لحد الساعة غير راضية عليه تماماً، وفي نفسي طموح واحد ووحيد أن أتكون مجدداً في مهنة التصوير وأصبح مصورة.
يقول أبي دائماً: “تعلموا ما تجهلوه، تعلموا ما يمكن أن تتعلموه، من لا يعرف، هو عبد عند غيره”.
محاولاتي البارحة عند المصور والوقت الضائع عنده، جعلني أفكر في أشياء كثيرة أهمها أن ما ينقصنا هو وجود الفن بحياتنا، وفي تعاملاتنا، المصور المفروض لا يشبه الجزار.
المهم كل الصور التي التقطتها عنده أضرمت فيها النار، لكي أرتاح، وهذا من ضمن طقوسي، لا طقوس الهنود الحمر، بت بانتظار يوم السبت لأذهب لمصور آخر.
لا أحب أن يفرض علي شيء كأنه الحل النهائي، دائماً هناك حل جيد يجب أن أسعى إليه، أيضاً لا أحب كثرة الصور الشخصية خارج نطاق الصور الإدارية.
القبائل القديمة كانت ترفض التصوير حين يذهب رجال الإرساليات وعلماء الأنتروبولوجيا، لأنهم كانوا يعتقدون أن الكاميرا تسرق أرواحهم، أنا أيضاً أؤمن أن الصور لا تسرق الروح فحسب، بل تشوهها لأننا مهما حاولنا أن نبدو أجمل من خلال الصور، لن نكون نحن، الصور ليست نحن أبداً، هي كل شيء إلّا نحن.