الإمارات – السابعة الإخبارية
الطقس.. توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية أن تشهد دولة الإمارات خلال الأيام المقبلة حالة من عدم الاستقرار الجوي نتيجة لتأثير مجموعة من العوامل الجوية المعقدة والمتداخلة، التي تبدأ بالتأثير على الدولة اعتبارًا من يوم الجمعة وحتى الإثنين المقبل، حيث تزداد فرص تكوّن السحب الركامية وسقوط أمطار متفاوتة الشدة، يصاحبها أحيانًا البرد والرعد والبرق، خصوصًا على المناطق الشرقية والجنوبية، وقد تمتد إلى بعض المناطق الداخلية.
الطقس: تأثيرات جوية متعددة ترفع فرص الأمطار
وأوضح المركز أن هذه الحالة الجوية ناتجة عن امتداد خط الالتقاء المداري (ITCZ)، الذي يتحرك من الجنوب نحو الدولة، وهو خط معروف عالميًا بتأثيره المباشر في رفع معدلات الرطوبة ونشاط التيارات الهوائية الصاعدة، مما يؤدي إلى تكوّن سحب ركامية كثيفة.
ويتزامن ذلك مع تقدم منخفضات سطحية وعلوية من الجنوب، بالتوازي مع تدفق كتل هوائية رطبة من بحر العرب وبحر عُماننحو أجواء الدولة، وهي ظروف تؤدي عادة إلى نشاط كبير في تكوّن الغيوم الركامية، خاصة فوق الجبال الشرقية التي تلعب دورًا محوريًا في رفع الهواء الرطب إلى طبقات الجو العليا.

الطقس .. نشاط للرياح وحبات برد محتملة
ويُتوقع أن يصاحب هذه السحب هطولات مطرية متفاوتة، قد تكون غزيرة أحيانًا، مع احتمالية سقوط حبات برد صغيرة، خاصة في المناطق الجبلية. كما قد تترافق الحالة الجوية مع نشاط في الرياح الجنوبية الشرقية إلى الشمالية الشرقية، تكون معتدلة إلى نشطة السرعة، تصل أحيانًا إلى قوة عالية مع مرور السحب الركامية، مما يؤدي إلى إثارة الغبار والأتربة، وبالتالي تدني مدى الرؤية الأفقية على بعض المناطق المكشوفة.
وأشار المركز إلى أن البحر سيكون خفيف الموج في الخليج العربي وبحر عُمان، لكنه حذّر من الاقتراب من مناطق تشكّل السحب الركامية بسبب ما قد يصاحبها من تقلبات مفاجئة في حالة البحر والرياح.
الجبال الشرقية.. بؤرة السحب الركامية
وتُعد الجبال الشرقية للدولة من أكثر المناطق عرضة لتكوّن هذه السحب، نظرًا لتضاريسها المرتفعة، والتي تساعد على رفع الهواء الرطب نحو طبقات الجو العليا، مما يُسرّع عملية التبريد والتكاثف، وبالتالي يؤدي إلى تكوّن الغيوم الركامية.
وتُعرف هذه الغيوم بقوتها وقدرتها على إنتاج أمطار رعدية كثيفة في فترة زمنية قصيرة، فضلًا عن احتمالية أن تُصاحبها رياح هابطة شديدة السرعة تؤدي إلى إثارة الرمال وتشكل العواصف الترابية المفاجئة.

توصيات وتحذيرات للمواطنين والمقيمين
وفي ضوء هذه التوقعات، نصح المركز الوطني للأرصاد الجمهور بضرورة توخي الحذر، خصوصًا عند قيادة المركبات في الأجواء الماطرة أو العاصفة، مع التأكيد على الابتعاد عن بطون الأودية ومناطق تجمع المياه، وعدم ارتياد البحر أثناء تقلب الطقس في المناطق المتأثرة.
كما دعا المركز إلى متابعة النشرات الجوية الرسمية وعدم الانسياق وراء الشائعات أو المعلومات غير الدقيقة التي قد يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشددًا على أن الحالة الجوية المتوقعة خاضعة للمتابعة المستمرة، حيث يمكن أن تتغير مسارات السحب وشدّة الأمطار وفق تطورات الطقس.
بين فصول الصيف والمطر.. طقس استثنائي
وتأتي هذه الحالة الجوية في وقت تشهد فيه الدولة درجات حرارة مرتفعة خلال النهار، وهو ما يُعزز بدوره عمليات التبخر وارتفاع الرطوبة، مما يجعل فرصة تكوّن السحب الركامية أعلى من المعتاد في هذه الفترة من العام. ويمثل هذا الطقس مثالًا واضحًا على تعقيدات المناخ في المنطقة خلال فصل الصيف، حيث تمتزج الحرارة العالية مع الرطوبة والمنخفضات الجوية لتخلق مشهدًا من الاضطرابات الجوية المفاجئة.

تشكل هذه الأجواء المتقلبة فرصة لمحبي الأجواء الماطرة في فصل الصيف، لكنها في الوقت ذاته تتطلب الحذر والانتباه من الجميع، خاصة مع احتمال هبوب رياح قوية وانخفاض الرؤية في بعض المناطق. وبين تقلبات الرياح وتشكّل الغيوم، تبقى سماء الإمارات مرآة لحركة الغلاف الجوي العالمية التي لا تتوقف، وتجعل من كل ظاهرة فرصة للتأمل، والدراسة، والتقدير العميق لقوة الطبيعة ودقتها في التوقيت والتأثير. تشكل هذه الأجواء المتقلبة فرصة لمحبي الأجواء الماطرة في فصل الصيف، لكنها في الوقت ذاته تتطلب الحذر والانتباه من الجميع، خاصة مع احتمال هبوب رياح قوية وانخفاض الرؤية في بعض المناطق. وبين تقلبات الرياح وتشكّل الغيوم، تبقى سماء الإمارات مرآة لحركة الغلاف الجوي العالمية التي لا تتوقف، وتجعل من كل ظاهرة فرصة للتأمل، والدراسة، والتقدير العميق لقوة الطبيعة ودقتها في التوقيت والتأثير.
