القاهرة – السابعة الاخبارية
عبد الحليم حافظ، أصدرت عائلة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ بيانًا رسميًا حذرت فيه إدارة مهرجان موازين بالمغرب من استخدام اسم العندليب أو صورته في أي عروض أو أنشطة فنية دون الحصول على موافقة قانونية مسبقة من الجهات المخولة بذلك. جاء هذا التحذير بعد رصد العائلة تداول بعض المواد الترويجية المرتبطة بالمهرجان، والتي توحي بنيّة تقديم عرض باستخدام تقنية الهولوجرام يتناول شخصية الفنان الراحل.
وفي بيان نُشر عبر الصفحة الرسمية للعائلة على موقع فيسبوك، أوضحت الأسرة أنها تفاجأت بوجود مواد مرئية وإعلانات يتم الترويج لها عبر منصات تابعة للمهرجان، سواء رسمية أو غير رسمية، تتضمّن صورًا ظلية شهيرة للعندليب، ما يعطي انطباعًا مباشرًا بأن هناك عرضًا فنيًا مرتقبًا سيُقدَّم باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي لاستحضار شخصية عبدالحليم حافظ على المسرح.
العائلة أكدت من خلال البيان أن هذا التصرف لم يتم بناءً على أي تنسيق أو اتفاق قانوني معها، كما أنها لم تتلقّ أي مراسلات رسمية أو طلبات تصريح من جانب إدارة مهرجان موازين أو أي جهة أخرى ترغب في استخدام صورة أو اسم الفنان الراحل في هذا السياق.
جميع الحقوق محفوظة والتجاوز مرفوض في حق عبد الحليم حافظ
وأوضحت الأسرة في البيان أن كافة الحقوق القانونية والفنية المرتبطة باسم عبدالحليم حافظ وصورته وأعماله محفوظة لجهة واحدة فقط، تم التعاقد معها رسميًا لإدارة هذا الإرث، وأن أي استخدام يتم خارج هذا الإطار يعد خرقًا قانونيًا صريحًا يستوجب المساءلة أمام الجهات المختصة.
البيان شدد على أن هذه الحقوق لا تشمل فقط الجوانب الفنية المتعلقة بالأغاني والصوت، بل تمتد لتشمل الصورة والهوية البصرية والتجسيد الرقمي، والتي أصبحت في الآونة الأخيرة محل اهتمام واسع بعد انتشار تقنيات مثل الهولوجرام التي تُستخدم لاستحضار صور ومقاطع للفنانين الراحلين على خشبة المسرح.
وأكدت الأسرة أن احترام الرموز الفنية العربية لا يقتصر على تقدير إسهاماتهم، بل يشمل أيضًا احترام حقوقهم وحقوق ذويهم القانونية، والتي تضمن الحفاظ على صورة الفنان من التلاعب أو الاستغلال غير المشروع.
تحذير قانوني ورسالة للجمهور
وفي ختام البيان، وجهت عائلة عبدالحليم حافظ رسالة واضحة إلى كافة الجهات المنظمة لأي فعاليات فنية، تطالبهم فيها بضرورة احترام الحقوق الأدبية والقانونية الخاصة بالرموز الفنية، وفي مقدمتهم العندليب الأسمر، باعتباره أحد أعمدة الفن العربي، وشخصية لها مكانة كبيرة في وجدان الملايين.
كما أعربت الأسرة عن امتنانها وتقديرها لجمهور عبدالحليم حافظ، الذي وصفته بالجمهور الوفي، مشيدة بمواقفه الداعمة في الحفاظ على إرث الفنان وصورته المشرفة. وأضافت أنها تحتفظ بكافة حقوقها القانونية في ملاحقة أي جهة تتجاوز حدود الاستخدام المشروع أو تتعامل مع إرث عبدالحليم بشكل غير لائق أو غير مصرح به.
وأشارت إلى أن هذه الخطوة ليست سوى إجراء وقائي لحماية الإرث، خاصة في ظل انتشار ظاهرة عروض الهولوجرام التي أصبحت تُستخدم بشكل متزايد في استعراض أعمال الفنانين الراحلين، دون الرجوع إلى الجهات المالكة للحقوق.
الهولوجرام وإثارة الجدل مجددًا
شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا في الاهتمام باستخدام تقنية الهولوجرام في الحفلات الغنائية، حيث تتيح هذه التقنية إمكانية تجسيد شخصيات الفنانين الراحلين بشكل ثلاثي الأبعاد على المسرح، ما يُتيح للجمهور فرصة مشاهدتهم وكأنهم حاضرين فعليًا.
رغم أن هذه التقنية أثارت إعجاب عدد من المتابعين، إلا أنها في المقابل طرحت تساؤلات أخلاقية وقانونية كثيرة، خاصة فيما يتعلق بحقوق الاستخدام، وملكية الصورة، ومشاعر العائلات تجاه إحياء ذكرى أحبائهم بتقنيات قد لا يتفقون معها.
عائلة عبدالحليم حافظ، التي عُرفت دائمًا بحرصها على احترام تاريخه الفني والإنساني، تؤكد أن كل محاولة لإعادة تقديم شخصية العندليب، سواء عبر الصوت أو الصورة أو التكنولوجيا، يجب أن تمر من خلال القنوات الشرعية التي تحفظ مكانته، وتضمن تقديمه بالشكل اللائق.
تاريخ فني لا يُختزل بتقنية
يُعد عبدالحليم حافظ واحدًا من أبرز رموز الغناء العربي في القرن العشرين، وترك وراءه أرشيفًا غنيًا بالأغاني الرومانسية والوطنية التي ما زالت حيّة في وجدان أجيال متعددة. وتُدرك عائلته جيدًا أن هناك شغفًا كبيرًا لدى الجمهور بإعادة إحياء هذه الذكريات، إلا أنها تؤمن أن حفظ الكرامة الفنية للفنان أهم من أي استعراض تكنولوجي.
البيان الذي أصدرته الأسرة يعكس هذا المبدأ بوضوح، ويوجّه رسالة للجميع بأن الحب الحقيقي للفن يبدأ من احترام الأصول والحقوق، وليس من خلال استغلال الصورة والاسم لأغراض تجارية دون مراعاة البعد الإنساني والقانوني.