الفجيرة – السابعة الإخبارية
الفجيرة.. في خطوة غير مسبوقة على مستوى دولة الإمارات والعالم العربي، أطلقت أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة مشروعًا فنيًا مبتكرًا يُحدث نقلة نوعية في العلاقة بين الإنسان والفضاء العام.
المشروع الجديد، الذي أطلق عليه اسم “الشارع الموسيقي”، يقدم تجربة سمعية فريدة من نوعها حيث تتحول القيادة اليومية إلى لحظة فنية مدهشة، تدمج الإبداع بالمشهد الحضري، وتحوّل مرور السيارات إلى سيمفونية متناغمة تعزفها عجلات المركبات على إيقاع الفن.

تجربة فريدة على أرض الواقع في الفجيرة
يقع “الشارع الموسيقي” في شارع الشيخ خليفة، عند المدخل الرئيسي لمدينة الفجيرة، ويمتد على طول 750 مترًا. وما إن تمر السيارات فوق هذا الطريق حتى تبدأ عجلاتها بعزف نغمات من السيمفونية التاسعة للموسيقار العالمي لودفيج فان بيتهوفن، وذلك من خلال تصميم هندسي دقيق يعتمد على تفاوتات مدروسة في سطح الطريق. هذا الابتكار التقني يتيح للسائقين والركاب على حد سواء الاستماع إلى لحن مألوف ومحبوب بطريقة تفاعلية غير مألوفة.

الفن في قلب الحياة اليومية
يُعد هذا المشروع أحد المبادرات الرائدة التي أطلقتها أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة في إطار رؤيتها الاستراتيجية لنشر الفنون في الفضاء العام. فهو لا يقتصر على تقديم عمل فني، بل يسعى إلى دمج الفن في تفاصيل الحياة اليومية للناس، وإعادة تشكيل علاقتهم به بعيدًا عن القاعات والمسارح التقليدية. إنه فن “يأتي إليك” وأنت تقود سيارتك، ليضفي على لحظاتك العادية لمسة استثنائية من الجمال والدهشة.
وقال سعادة علي عبيد الحفيتي، مدير عام أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، معلقًا على المشروع: “الشارع الموسيقي يعكس رؤية الفجيرة في جعل الفنون جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، وخلق لحظات إبداعية تلامس الحواس حتى أثناء القيادة. نحن نؤمن أن الموسيقى لغة عالمية قادرة على نشر الجمال وربط الناس بالفن في أبسط تفاصيلهم اليومية”.
الفجيرة مركز للإبداع والثقافة
يعكس هذا المشروع الطموح التوجه الثقافي المتنامي لإمارة الفجيرة، التي تسعى بجهود واضحة إلى ترسيخ مكانتها كمركز فني وثقافي في المنطقة. فإلى جانب المشاريع التعليمية والفنية التي تنظمها الأكاديمية على مدار العام، يمثل “الشارع الموسيقي” تأكيدًا على التزام الإمارة بتعزيز حضور الفن في النسيج الحضري، وتحفيز التفاعل المجتمعي مع الفنون بمختلف أشكالها.
الفجيرة تطلق أول شارع موسيقي في الوطن العربي يعزف أنغام بيتهوف
للتفاصيل:https://t.co/qkAbRUObab#الإمارات_اليوم pic.twitter.com/WCljILkLB1
— الإمارات اليوم (@emaratalyoum) June 30, 2025
الابتكار الفني في خدمة المجتمع
يتجاوز هذا العمل الإبداعي مجرد كونه مشروعًا فنيًا، ليصبح أداة لتحسين جودة الحياة وتحقيق التواصل بين الإنسان والمدينة. فبدلاً من النظر إلى الشوارع على أنها مجرد بنى تحتية للنقل، يعيد “الشارع الموسيقي” تعريف الطريق كمساحة للتعبير الفني والتجربة الإنسانية.
وتبرز أهمية هذا المشروع أيضًا في كونه وسيلة لتعزيز الوعي الجمالي لدى فئات المجتمع كافة، كبارًا وصغارًا، مواطنين ومقيمين، من خلال تقديم الفن في صور غير تقليدية يمكن للجميع الاستمتاع بها دون الحاجة لأي معرفة مسبقة أو خلفية فنية.

رسالة إنسانية بصوت الموسيقى
اختيار السيمفونية التاسعة لبيتهوفن، وهي واحدة من أكثر الأعمال الموسيقية شهرة وتأثيرًا في التاريخ، لم يكن عشوائيًا. فهي عمل إنساني بامتياز يحمل رسالة السلام والوحدة والأمل، وهي ذات القيم التي تسعى إمارة الفجيرة إلى ترسيخها من خلال هذا المشروع، باستخدام لغة الموسيقى التي تتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية.
نقلة نوعية في المشهد الحضري العربي
يعد “الشارع الموسيقي” الأول من نوعه ليس فقط على مستوى دولة الإمارات، بل في العالم العربي بأسره، وهو ما يمنح المشروع بعدًا رائدًا في استثمار الفنون ضمن النسيج العمراني العربي. كما يشكل خطوة عملية نحو تبني مفاهيم التصميم الإبداعي المستدام، الذي يجمع بين الفن والتقنية لخدمة الإنسان والمجتمع.

واختيار السيمفونية التاسعة لبيتهوفن، وهي واحدة من أكثر الأعمال الموسيقية شهرة وتأثيرًا في التاريخ، لم يكن عشوائيًا.
فهي عمل إنساني بامتياز يحمل رسالة السلام والوحدة والأمل، وهي ذات القيم التي تسعى إمارة الفجيرة

بهذا المشروع الفريد، تثبت أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة أنها لا تكتفي بدورها التعليمي والفني التقليدي، بل تمضي قدمًا في تحويل الإمارة إلى مساحة نابضة بالفن والإبداع. وبينما تعزف عجلات السيارات ألحان بيتهوفن على طريق الفجيرة، تُفتح أمام الزائر والمقيم آفاق جديدة لرؤية المدينة – لا فقط كمكان للعيش، بل كتحفة فنية متواصلة الإبداع.