القاهرة – السابعة الاخبارية
الفنانة شروق، فُجع الوسط الفني والجمهور المصري والعربي صباح اليوم الجمعة، الموافق 11 يوليو 2025، بخبر رحيل الفنانة شروق، عن عمر ناهز 73 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، لتغيب عنا واحدة من الوجوه المألوفة على شاشات الدراما والسينما المصرية، والتي ظلت لعقود تمثل رمزًا للأداء الهادئ والتمثيل الطبيعي العفوي.
ورحلت الفنانة شروق بعد مسيرة فنية غنية امتدت لأكثر من أربعة عقود، قدمت خلالها أعمالًا متنوعة بين السينما والتلفزيون، حيث نجحت في ترك بصمة خاصة جعلتها من الفنانات اللاتي احتفظن بمكانة في قلوب الجمهور، رغم عدم سعيها إلى البطولة المطلقة أو الأدوار الصاخبة.
الفنانة شروق.. الاسم الحقيقي وبداية المشوار
وُلدت الفنانة شروق باسمها الحقيقي علية محمد أحمد فؤاد في 20 مارس عام 1952 بمحافظة القاهرة، وتخرجت من كلية الزراعة – جامعة القاهرة. لم يكن طريقها إلى التمثيل تقليديًا، إذ بدأت حياتها المهنية بعيدًا عن الفن، لكن شغفها بالتمثيل قادها في أوائل الثمانينيات إلى خوض أولى تجاربها في السينما من خلال أدوار ثانوية، سرعان ما أثبتت من خلالها موهبتها الهادئة والمؤثرة.
من السينما إلى الدراما
في البداية، ظهرت شروق في عدد من الأفلام التي تناولت موضوعات اجتماعية وإنسانية، مقدمة أدوارًا صغيرة، لكنها ذات تأثير درامي عميق، ما لفت الأنظار إليها كفنانة قادرة على الوصول إلى قلب المشاهد بأقل الكلمات وأبسط التعبيرات.
غير أن انطلاقتها الحقيقية جاءت من خلال الشاشة الصغيرة، وتحديدًا في منتصف التسعينيات، حيث أصبحت واحدة من نجمات الدراما التليفزيونية التي لا تخلو منها أي قائمة لأعمال تلك الحقبة.
ومن أبرز الأعمال التي شاركت فيها:
- يوميات ونيس: حيث قدمت دور الأم الطيبة والجارة الصبورة، وهو من الأدوار التي أحبها الجمهور كثيرًا.
- قضية رأي عام: حيث ظهرت في دور معلمة مدرسة تخوض صراعًا مع قضايا مجتمعية جريئة.
- راجل وست ستات، وستات قادرة: وقد أظهرت فيهما قدرتها على التلون بين الدراما والكوميديا.
- كما شاركت في أعمال مثل: الخفافيش، عرفة البحر، أم الصابرين، رقم مجهول، وعبودة ماركة مسجلة، وجميعها أكدت قدرتها على التكيف مع أنماط مختلفة من الشخصيات.
رصيد سينمائي هادئ لكنه مؤثر
رغم أن الدراما كانت مسرحها الأهم، فإن للسينما مكانة في رصيد شروق الفني. شاركت في أفلام متنوعة مثل:
- حبك نار
- نص يوم
- إنت إيه
- الخروج عن النص
- فوبيا
- دقي يا مزيكا
- محترم إلا ربع
وغالبًا ما قدمت فيها أدوار الأم، أو السيدة البسيطة ذات المبادئ، لتجسد صورة المرأة المصرية التقليدية بطريقة صادقة وأنيقة.
صراع مع المرض وابتعاد عن الأضواء
خلال السنوات الأخيرة، ابتعدت شروق عن الظهور الإعلامي، وقلّت مشاركاتها الفنية بسبب تدهور حالتها الصحية. ورغم محاولاتها المتكررة للعودة، فإن حالتها لم تسمح لها بالاستمرار، واختارت أن تقضي أيامها الأخيرة بعيدًا عن الكاميرات، محتفظة بصورتها المشرقة في أذهان جمهورها.
وكانت آخر مشاركاتها الفنية في مسلسل قصير عُرض قبل عامين، ظهرت فيه بدور الأم، وهو الدور الذي لطالما تميزت فيه طوال مسيرتها.
المهن التمثيلية تنعي.. والجمهور يسترجع الذكريات
فور إعلان خبر الوفاة، نعت نقابة المهن التمثيلية الفنانة الراحلة بكلمات مؤثرة، جاء فيها: “بقلوب يعتصرها الحزن، تنعى النقابة الفنانة القديرة شروق، التي أثرت الشاشة العربية بأعمالها الصادقة، وتركت بصمة فنية لا تُنسى.”
وانهالت ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي من فنانين وجمهور، حيث عبّر الكثيرون عن حزنهم لرحيل الفنانة التي شكّلت جزءًا من طفولتهم ومراهقتهم عبر أدوارها الدافئة في المسلسلات العائلية.
كتب أحد المتابعين: “وداعًا للفنانة التي أحببناها دون ضجيج.. أدوارها كانت تشبهنا وتلمسنا.” بينما قالت فنانة شابة عبر حسابها: “تعلمت من شروق البساطة في الأداء والإخلاص في تقديم الدور.. خسارة كبيرة.”
موعد الجنازة
من المقرر أن تُشيّع جنازة الفنانة الراحلة بعد صلاة الجمعة من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، بحضور عدد من الفنانين ومحبيها، على أن يُوارى جثمانها الثرى في مقابر العائلة.
وتستعد الأسرة لإقامة العزاء مساء الغد في مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد، وسط توقعات بحضور كثيف من زملائها في الوسط الفني.
رحلت شروق في صمت، كما عاشت تعمل بصمت، دون أن تسعى إلى صدارة أو شهرة، لكنها ظلت حاضرة في قلوب من تابعوها لعقود. ستبقى أعمالها شاهدًا على موهبة حقيقية احترمت جمهورها، وبصمة لن تُنسى في أرشيف الدراما المصرية.