مصر – السابعة الإخبارية
أم مكة.. في واقعة أثارت جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على البلوغر الشهيرة المعروفة باسم “أم مكة”، والتي تُعرف بنشاطها على منصات السوشيال ميديا من خلال بيع الفسيخ وتقديم محتوى يومي مثير للجدل.
جاءت هذه الخطوة بعد تصاعد الخلاف بينها وبين فريق عمل أحد البرامج التلفزيونية، أثناء تسجيل حلقة تناولت موضوع مؤثري المحتوى وحدود ما يُنشر عبر الإنترنت.

أم مكة.. مشادة مباشرة تنتهي بتدخل الشرطة
بدأت القصة داخل استوديو تصوير تابع لإحدى القنوات الفضائية في القاهرة، حيث كانت “أم مكة” ضيفة على حلقة من برنامج إعلامية شهيرة، خصصت الحلقة لمناقشة تأثير “الترندات” وسلوك بعض المشاهير الرقميين على المجتمع المصري، خصوصًا الفئات الشابة.
وخلال الحلقة، وجهت الإعلامية علا شوشة انتقادات حادة للبلوجر “أم مكة”، متهمة إياها بنشر محتوى يفتقر للقيمة، ويندرج ضمن ما وصفته بـ”الابتذال والاستعراض غير المقبول اجتماعيًا”، بل واتهمتها بأن محتواها يسيء إلى صورة المرأة المصرية.
ردّت “أم مكة” بانفعال، وخرجت عن السيطرة، حيث تلفظت بعبارات وُصفت بـ”المسيئة والمهينة” تجاه الإعلامية وفريق البرنامج، ما أدى إلى توقف التصوير فورًا، وتدخل الإدارة الأمنية للاستوديو. تم توثيق الواقعة من خلال كاميرات المراقبة، وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة بعد استدعاء الشرطة.
توثيق رسمي وشهادات من طاقم البرنامج
بحسب ما كشفته مصادر مطلعة من داخل القناة، فإن الواقعة لم تكن مجرد خلاف عابر، بل تصاعدت إلى مشادة كلامية حادة، شهد عليها فريق العمل بالكامل، وأُرفق في المحضر شهاداتهم، إلى جانب توثيق صوتي ومرئي يُظهر تطور النقاش وتحوله إلى إساءة علنية داخل موقع العمل.
وتضمنت الشكاوى المقدمة إلى الشرطة اتهامات من عدة أطراف ضد “أم مكة” بالإساءة اللفظية والتحريض على العنف اللفظي، ما استدعى إحالتها للتحقيق، واحتجازها احتياطيًا حتى انتهاء الإجراءات القانونية.

سياق أوسع بعد توقيف “بنت مبارك”
اللافت أن هذه الحادثة تأتي بعد أيام من توقيف البلوغر مروة يسري، المعروفة باسم “بنت مبارك”، والتي كانت قد أثارت جدلًا هي الأخرى بمحتوى اعتبره البعض مستفزًا وغير لائق. ويبدو أن حملة رقابية غير معلنة باتت تستهدف بعض الأسماء المؤثرة على تيك توك ويوتيوب، وسط مطالبات شعبية وتشريعية بضرورة تنظيم المجال الرقمي ومحاسبة صُنّاع المحتوى المسيء.
ويرى البعض أن القبض على “أم مكة” ربما يمثل بداية مرحلة جديدة من ضبط سلوك المشاهير الرقميين، الذين تخطوا، بحسب منتقديهم، الخطوط الحمراء في ما يُنشر على الملأ.
ما الذي تقدمه “أم مكة” عبر تيك توك؟
تُعرف “أم مكة” بتصويرها مشاهد يومية من حياتها الشخصية، تتخللها مواقف فكاهية، عرض تفاصيل عن تجارتها في بيع الفسيخ، وكذلك تصوير مقاطع “ردح” وسجالات كلامية مع متابعين أو شخصيات افتراضية. ورغم شعبيتها في بعض الأوساط، فإن محتواها كان دائمًا محل جدل بين من يرونه عفويًا وبين من يعتبرونه مبتذلًا أو غير مناسب.
وفي رد سابق لها على الانتقادات، قالت أم مكة في فيديو عبر تيك توك: “أنا حرة في اللي بقدمه، وكل حاجة بقولها من قلبي، ومحدش له عندي حاجة، واللي مش عاجبه ما يتفرجش”، وهي تصريحات رأى فيها البعض تحديًا للمجتمع ومبدأ المسؤولية الرقمية.

إعلامية الواقعة تروي التفاصيل
من جهتها، أكدت الإعلامية علا شوشة في مداخلة تلفزيونية، أن البلوغر قامت بـ”تعدٍّ لفظي صارخ وغير مقبول”، ووصفت ما جرى بـ”المهزلة الإعلامية التي لا يمكن السكوت عليها”. وأضافت: “فيه حدود للنقاش، لكن فيه فرق كبير بين الجدل المهني والشتائم… دي مش حرية تعبير، ده إسفاف”.
وأكدت شوشة أنها لن تتنازل عن حقها القانوني، خاصة أن الإساءة تمّت أمام طاقم البرنامج وعلى الهواء تقريبًا، وهو ما اعتبرته محاولة “لترهيب الإعلام واختطاف المنصات لصالح صُنّاع محتوى غوغائي”.
حملة لتنظيف السوشيال ميديا؟
أثارت الواقعة موجة كبيرة من التعليقات على مواقع التواصل، حيث انقسم المتابعون بين من رأوا أن ما حدث هو تصحيح لمسار الإعلام الرقمي، وبين من اعتبروا أن الموضوع تضخّم وأنه كان يمكن احتواؤه دون تدخل أمني.
وفي الوقت نفسه، تتزايد الدعوات من جهات تشريعية وتنظيمية في مصر لسن قوانين تُجرم بث المحتوى المسيء أو الذي يتضمن تحريضًا أو خدشًا للحياء، مع المطالبة بوضع معايير واضحة لصُنّاع المحتوى، أسوة بما يتم فرضه على الإعلام التقليدي.