الإمارات – السابعة الإخبارية
القمر.. في مشهد ليلي لا تخطئه العين، يسطع القمر الآن في السماء مكتملًا تقريبًا، إذ يبلغ عمره 16 يومًا ويصل إلى مرحلة البدر، وهي إحدى أبرز المراحل في الدورة القمرية التي تستمر لنحو 29.5 يومًا. في هذه المرحلة، يبدو القمر مضاءً بنسبة 98%، مشعًا ومشرقًا، كأنه قطعة من النور معلّقة في الظلام.
المثير في دورة القمر أنه لا يظهر في السماء بنفس الشكل كل ليلة، بل يمر بسلسلة من المراحل تُعرف باسم مراحل القمر، وهي تغيرات مرئية تحدث نتيجة لتغيّر موقع القمر بالنسبة إلى الأرض والشمس. وكأن القمر في هذه الدورة يسرد لنا قصة الزمن، فبمرور الأيام، تتبدل صورته من قمر جديد إلى هلال، ثم تزداد الإضاءة تدريجيًا حتى يكتمل بدرًا، قبل أن يتناقص نوره مرة أخرى في الاتجاه المعاكس.

أربع مراحل رئيسية لـ القمر … ووقت دقيق
وفقًا لما أورده موقع “Space” المتخصص في أخبار الفضاء والفلك، فإن للقمر أربع مراحل رئيسية تمر بفارق زمني يبلغ حوالي أسبوع بين كل منها، وهي: القمر الجديد، الربع الأول، البدر، والربع الأخير. وعادةً ما يحظى البدر باهتمام واسع من محبي السماء والمهتمين بالتصوير الليلي، إذ يظهر في أجمل حالاته ويضيء السماء لعدة ليالٍ، مفسحًا المجال أمام تأملات ومشاهدات فلكية استثنائية.
ومع أن البدر قد يبدو مكتملًا لعدة ليالٍ متتالية، فإن القمر لا يكون مضاءً بنسبة 100% إلا في لحظة واحدة محددة خلال دورة القمر، أما في الليالي القريبة منها، فيبدو القمر ممتلئًا ولكن بنسبة تقل قليلًا عن الكمال، كما هي الحالة الآن بنسبة 98%.
القمر يستعد لتبديل وجهه: الربع الأخير في الطريق
بحلول يوم الأربعاء 18 يونيو، سيشهد العالم المرحلة التالية من مراحل القمر، وهي الربع الأخير، والتي تُعرف أيضًا باسم الربع الثالث. في هذه المرحلة، ينخفض نور القمر تدريجيًا، ولن يُرى مكتملاً كما في البدر، بل سيظهر فقط النصف الأيسر منه مضاءً، كما نراه من الأرض.
وتتميز هذه المرحلة بكونها فترة انتقالية هادئة، تنذر بنهاية الدورة القمرية واقتراب ولادة قمر جديد. وكما أن القمر يبدو مكتملًا في منتصف دورته، فإنه يبدأ بالتناقص في الإضاءة حتى يعود إلى المرحلة الأولى: القمر الجديد، حيث يغيب القمر عن الأنظار كليًا تقريبًا.
هذا المشهد المتغير للقمر لا يعكس فقط الجمال الطبيعي في السماء، بل يكشف أيضًا دقة النظام الكوني، وتناسق حركة الأجرام السماوية. فهذه التغيرات تحدث بوتيرة ثابتة، ويمكن التنبؤ بها بدقة عالية، ما يجعل القمر أداة طبيعية رائعة لرصد الزمن، وقد استخدمه البشر عبر العصور لتحديد المواقيت الزراعية والدينية.

أكثر من ظاهرة فلكية… ارتباط ثقافي وروحي
لا تقتصر أهمية مراحل القمر على الجانب العلمي والفلكي فقط، بل إن لها جذورًا عميقة في ثقافات العالم المختلفة. فالبدر على سبيل المثال، ارتبط منذ القدم بالأساطير والحكايات، وكان علامة على الوفرة والنور. أما الربع الأخير، فغالبًا ما رُبط بالتأمل والهدوء والنهاية.
في بعض الثقافات، يُنصح بتجنب اتخاذ قرارات كبيرة خلال هذه المرحلة، بينما تُفضل مراحل معينة من القمر، مثل البدر أو القمر الجديد، للبدايات الجديدة أو التطهير الروحي. وعلى الرغم من أن هذه المفاهيم ليست مبنية على العلم، فإنها تُظهر كيف أن الإنسان لطالما حاول أن يربط حركته بحركة الكون.
عودة إلى السماء… ومراقبة مجانية للجميع
مع اقتراب الربع الأخير، تصبح فرصة مشاهدة تفاصيل سطح القمر أفضل باستخدام التلسكوبات أو حتى بالعين المجردة. إذ تسهم الزوايا المائلة للضوء في إظهار الظلال والجبال والحفر على سطحه بشكل أوضح مما هو عليه في طور البدر، عندما تبدو الإضاءة مسطحة.

ولا تحتاج لمعدات فلكية معقدة لتستمتع بهذه الظواهر، يكفي فقط أن ترفع عينيك إلى السماء في الليالي المقبلة وتراقب القمر وهو يتحول من دائرة مضيئة إلى هلال نحيف، في عرضٍ سماوي متكرر لا يُمل.
لا تقتصر أهمية مراحل القمر على الجانب العلمي والفلكي فقط، بل إن لها جذورًا عميقة في ثقافات العالم المختلفة. فالبدر على سبيل المثال، ارتبط منذ القدم بالأساطير والحكايات، وكان علامة على الوفرة والنور. أما الربع الأخير، فغالبًا ما رُبط بالتأمل والهدوء والنهاية.
لا أوحشَ اللهُ عَيني من ملامِحِهِم
هل يَأْنَسُ الليلُ محرومًا من القمرِ؟ pic.twitter.com/tpAhGDCEFl
— وضحى (@olls111) June 10, 2025