فرنسا – السابعة الإخبارية
ديمبيلي.. في ليلة تاريخية لا تُنسى في العاصمة الفرنسية باريس، توّج النجم الفرنسي عثمان ديمبيلي، جناح باريس سان جيرمان، بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025، متفوقًا على نخبة من نجوم كرة القدم العالمية، بعد موسم استثنائي حافل بالألقاب والإنجازات الفردية والجماعية.
لكن التتويج لم يكن فقط مناسبة رياضية، بل تحوّل إلى لحظة إنسانية نادرة، عندما ذرف ديمبيلي دموع الفرح والتأثر، موجّهًا كلمات شكر عاطفية لأسرته، وناديه، ومدربه، وكل من دعمه في رحلته الطويلة نحو القمة.

“لم أكن أحلم بها… والآن أعيشها”
في كلمته عقب استلام الجائزة من أسطورة باريس سان جيرمان رونالدينيو، عبّر ديمبيلي عن دهشته وامتنانه قائلاً:”بصراحة، لم تكن الكرة الذهبية أحد أهدافي، كنت فقط أريد أن أساعد فريقي وأطوّر نفسي. لكن أن أصل إلى هنا، هو إنجاز كبير جدًا بالنسبة لي، ولعائلتي، ولكل من دعمني منذ بدايتي”.
وأضاف بابتسامة امتزجت بالدموع:”أنا الآن أقف في المكان الذي لم أكن أتخيله، لحظة كهذه تساوي كل التعب، كل التضحيات، كل الدموع التي لم ترها الكاميرات”.
امتنان لإدارة باريس ولويس إنريكي
وخصّ اللاعب إدارة باريس سان جيرمان بالشكر، قائلاً:”أشكر إدارة باريس سان جيرمان التي وثقت بي منذ عامين وسعت للتعاقد معي رغم الشكوك التي أحاطت بمستقبلي حينها، لقد آمنوا بي حين لم يؤمن بي أحد”.
ووجّه رسالة شخصية لمدربه لويس إنريكي، قائلًا:“أعتبره مثل والدي، دعمني، فهمني، منحني الثقة، وهو جزء أساسي من هذا التتويج. لويس إنريكي لم يكن فقط مدربًا، بل كان مرشدًا في أصعب فترات مسيرتي”.
لحظة إنسانية مؤثرة… دموع الأم واعتراف بالفضل
بلغت الكلمة ذروتها حين تطرق اللاعب إلى والدته، حيث لم يتمالك نفسه ودخل في نوبة بكاء مؤثرة، قائلاً:”لو كنتُ هنا اليوم، فالفضل الأول يعود لأمي. ضحّت بكل شيء من أجلي. عملت، صبرت، تحملت، فقط لأحظى بفرصة. أنا مدين لها بكل شيء”.
وصعدت والدة ديمبيلي إلى خشبة المسرح لمشاركته فرحة التتويج، وسط تصفيق حار من الحضور، في مشهد نادر جمع بين الرياضة والمشاعر الإنسانية في لحظة واحدة. احتضنها ديمبيلي بحرارة، وذرفت دموعها معه أمام عدسات الكاميرا في واحدة من أكثر لحظات الحفل تأثيرًا.

تحية للماضي… ورسالة وفاء للأندية السابقة
وفي وفاء نادر، لم ينسَ ديمبيلي أن يذكر كل الأندية التي مر بها، قائلاً:”أشكر كل المدربين والزملاء في أندية ستاد رين، وبروسيا دورتموند، وبرشلونة، وباريس سان جيرمان. أنتم جزء من هذا الإنجاز، لقد تعلمت في كل محطة شيئًا جديدًا ساعدني على أن أكون هنا اليوم”.
هذا التصريح نال استحسانًا واسعًا، خاصة من جماهير الأندية التي لعب لها، والذين عبّروا عن فخرهم بما وصل إليه نجمهم السابق.
أسطورة الماضي يسلم التاج… “رونالدينيو؟! هل هذا حقيقي؟”
ولم يخفِ ديمبيلي فرحته حين تسلم الجائزة من أسطورة الكرة البرازيلية رونالدينيو، حيث علّق مبتسمًا:”أن أتسلّم الجائزة من رونالدينيو؟ هذا جنون. كنت أشاهده عندما كنت طفلاً على شاشة التلفاز، واليوم أحتفل معه كأفضل لاعب في العالم… لا توجد كلمات تعبر عن سعادتي”.
الصورة التي جمعت بين ديمبيلي ورونالدينيو تصدرت صفحات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، كرمز لانتقال الشعلة من جيل إلى جيل.
شكر خاص لمنتخب فرنسا
ووجّه النجم الفرنسي الشاب رسالة تقدير لزملائه في المنتخب الوطني، قائلًا:”شكراً لمنتخب فرنسا، وزملائي في الفريق، ساعدوني لأتطور وأظهر بشكل مميز على المستوى الدولي. هذه الجائزة لكم أيضًا”.
وتُعد هذه الكلمات تأكيدًا على الروح الجماعية التي يتميز بها اللاعب، وعدم نسيانه للدور الذي لعبه زملاؤه في دعمه داخل وخارج الملعب.

ختامها حلم.. وديمبيلي يدخل التاريخ
بتتويجه بالكرة الذهبية، أصبح عثمان ديمبيلي ثامن لاعب فرنسي في التاريخ يحصل على الجائزة المرموقة، في إنجاز يضع اسمه بين عظماء الكرة الفرنسية مثل زين الدين زيدان، وميشيل بلاتيني، وجان بيير بابان.
ورغم أن حلم التتويج لم يكن في حساباته، إلا أن ديمبيلي استطاع عبر العمل الجاد، والتطور المستمر، والدعم العائلي والاحترافي، أن يصل إلى قمة المجد الفردي في عالم كرة القدم.
ولعل دموعه على المسرح، واحتضانه لأمه، كانت الصورة الأبلغ التي اختزلت كل التحديات، وكل الرحلة.