القاهرة – السابعة الاخبارية
المتحف المصري الكبير، تستعد مصر بعد غد السبت 1 نوفمبر لحدث استثنائي يترقبه العالم بأسره، مع الافتتاح الرسمي للحدث الأكبر وهو المتحف المصري الكبير، المشروع الثقافي الأضخم في تاريخ البلاد، والذي يُعد أيقونة حضارية جديدة على خريطة المتاحف العالمية. الفعاليات الكبرى للافتتاح تنطلق في تمام الساعة السابعة والنصف مساءً، لتجسد لحظة فخر واعتزاز بتاريخ مصر الممتد عبر آلاف السنين، وتعيد التأكيد على مكانة البلاد كواحدة من أقدم وأعظم حضارات العالم.
المتحف المصري الكبير لم يكن مجرد مشروع معماري، بل رحلة حضارية طويلة استغرقت سنوات من التخطيط والبناء، ليصبح اليوم منارة للثقافة والفن والتاريخ، حيث يجمع بين الإبداع الفني والتقنيات الحديثة، ليقدم تجربة فريدة للزائرين من جميع أنحاء العالم.
المتحف المصري الكبير: مزيج من الفن والموسيقى والتكنولوجيا
كشف مصدر خاص لموقع “فوشيا” عن تفاصيل الاحتفالية الكبرى، مؤكدًا أن المخرج المعروف محمد عاطف، المعروف باسم ميدو عاطف، يتولى إخراج الحفل العالمي، بينما يتولى مازن المتجول إدارة التصوير، وهو الاسم الذي لمع سابقًا من خلال مشاركته في تنظيم وتصوير موكب المومياوات الملكية الذي أبهر العالم.
كما سيقود المايسترو ناير ناجي الأوركسترا الضخمة المشاركة في الاحتفالية، بينما يتولى هشام نزيه وضع التأليف الموسيقي للأعمال الفنية، ليخلق الثنائي توليفة موسيقية راقية تليق بعظمة المناسبة التاريخية.

نجوم الفن في قلب الحدث
ستشهد الاحتفالية مشاركة الفنان ليجي سي، الذي سيقدم أغنية خاصة تم تسجيلها خصيصًا لهذه المناسبة، بعد مشاركته المتميزة في مهرجان العلمين في نسخته السابقة. كما ستشارك الفنانتان أميرة ومريم أحمد عبد الرحمن أبو زهرة، حفيدتا الفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة، بمصاحبة أوركسترا عالمية تضم نخبة من العازفين من مختلف أنحاء العالم، لتشكل هذه المشاركة لمسة فنية فريدة تعبّر عن امتداد الإبداع المصري عبر الأجيال.
هذه الفقرات الفنية تعكس قدرة مصر على الجمع بين الأصالة والحداثة، وتبرز مكانة الموسيقى والفنون في تقديم صورة مشرقة عن تاريخ وثقافة البلاد.
عروض فنية وتكنولوجية تحكي قصة الحضارة المصرية
تم تصميم الاحتفالية لتكون تجربة متعددة الحواس، حيث ستستمر الفعاليات على مدار يومين كاملين، تتخللهما عروض فنية ضخمة تستخدم أحدث التقنيات في السرد البصري، بما في ذلك الوسائط التفاعلية والعروض الضوئية ثلاثية الأبعاد.
تعكس هذه العروض عبقرية المصريين في الفنون منذ آلاف السنين وحتى العصر الحديث، مع تقديم مشاهد تمثل الحياة اليومية والطقوس الدينية والفنون العسكرية والمعمارية عبر العصور، لتأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن تحكي قصة الحضارة المصرية منذ فجر التاريخ وحتى الوقت الراهن.
كما ستتخلل الاحتفالية فقرات موسيقية واستعراضات مسرحية مستوحاة من روح مصر القديمة، لتسرد بطريقة مبتكرة وإبداعية أحداثًا تاريخية وشخصيات خالدة، بما يعكس براعة المصريين في تقديم الفن والثقافة عبر العصور.
بث مباشر للعالم من قلب الحضارة
تتوجه مصر اليوم إلى العالم برسالة فخر واعتزاز من خلال نقل الاحتفالية مباشرة عبر القنوات الفضائية المصرية والدولية، بالإضافة إلى بث مباشر على المنصات الإلكترونية الرسمية التابعة لوزارة السياحة والآثار، ليتمكن الجمهور العالمي من متابعة الحدث لحظة بلحظة.
يمثل هذا البث المباشر فرصة نادرة للجمهور الدولي لمشاهدة مشهد يليق بمكانة مصر كقلب الحضارة الإنسانية، كما يعزز من مكانة المتحف المصري الكبير على الساحة السياحية والثقافية العالمية.
أسعار التذاكر خلال الافتتاح والتشغيل التجريبي
أعلنت وزارة السياحة والآثار عن الأسعار الرسمية لتذاكر الدخول خلال فترة التشغيل التجريبي وما بعد الافتتاح الكامل للمتحف، والتي جاءت على النحو التالي:
- للمصريين: 200 جنيه، مع خصم 50% للطلاب وكبار السن والأطفال.
- للزوار الأجانب والعرب: 1200 جنيه، وتنخفض إلى 600 جنيه للطلاب والأطفال.
- للمقيمين غير المصريين: خصم 50% من سعر التذكرة العادية للأجانب.
وأكدت الوزارة أن الأسعار للمصريين ستظل ثابتة بعد الافتتاح، بينما يُتوقع زيادة طفيفة للأجانب بنحو 5 دولارات فقط، لدعم السياحة الداخلية وتشجيع المواطنين على زيارة المتحف.
جولات إرشادية لاكتشاف أسرار المتحف
يوفر المتحف جولات إرشادية احترافية يقدمها خبراء في علم الآثار، تتيح للزوار فرصة نادرة لاستكشاف أسرار قاعة الملك توت عنخ آمون ومشاهدة مراكب الملك خوفو المهيبة.
- تكلفة الجولة للمصريين: 350 جنيهًا، مع خصم 50% للطلاب وكبار السن.
- تكلفة الجولة للأجانب: 1950 جنيهًا.
تعتبر هذه الجولات واحدة من أغنى التجارب الثقافية والتعليمية، حيث تتيح للزائرين التعرف على مقتنيات نادرة وتحف أثرية لا تقدر بثمن، كما تمنح فرصة للتفاعل المباشر مع التاريخ المصري العظيم.
المتحف المصري الكبير: أكثر من مجرد متحف
المتحف المصري الكبير ليس مجرد مكان لعرض القطع الأثرية، بل هو مركز حضاري يدمج بين الفن والثقافة والتعليم والسياحة، ويشكل منصة عالمية للتبادل الثقافي والعلمي. بفضل تصميمه المعماري المذهل ومساحته الشاسعة التي تضم آلاف القطع الأثرية، يمثل المتحف رمزًا لفخر مصر وعمق حضارتها، ويضع البلاد في مصاف الدول الرائدة في حفظ التراث الثقافي العالمي.
المتحف يضم مجموعة هائلة من المقتنيات، تشمل تماثيل وآثار الملكات والملوك، ومومياوات ملكية، وأدوات حياتية من مختلف العصور، إلى جانب عروض تفاعلية تتيح للزوار فهم السياق التاريخي والاجتماعي لكل قطعة أثرية.
مستقبل السياحة والثقافة في مصر
افتتاح المتحف المصري الكبير يعكس رؤية مصر لتطوير قطاع السياحة الثقافية، ويشكل دعامة قوية للنهوض بالاقتصاد السياحي، حيث من المتوقع أن يجذب المتحف ملايين الزوار سنويًا من جميع أنحاء العالم.
كما يعزز المتحف من مكانة مصر في المجال العلمي والأثري، من خلال إنشاء مراكز بحثية وتدريبية لدراسة المقتنيات الأثرية وتطوير طرق مبتكرة للحفاظ عليها، مما يجعل المتحف منصة تعليمية وثقافية متكاملة.
![]()
خلاصة: لحظة تاريخية وفخر دائم
يمثل افتتاح المتحف المصري الكبير لحظة تاريخية فارقة في تاريخ مصر الحديث، إذ يجمع بين الأصالة والحداثة، والفن والموسيقى والتكنولوجيا، ليصبح رمزًا عالميًا للحضارة المصرية.
هذا المتحف ليس مجرد مكان للعرض، بل تجربة ثقافية شاملة تعكس عمق التاريخ المصري وتنوعه، وتقدم للعالم صورة مشرقة عن حضارة استمرت آلاف السنين. افتتاحه ليس نهاية المشروع، بل بداية رحلة جديدة من الإبداع والمعرفة والتواصل الثقافي، ليبقى المتحف المصري الكبير أيقونة حضارية تتحدث عن مصر للعالم بأسره.
