السعودية – السابعة الاخبارية
المجهولة، أعلنت شركة روتانا ستوديوز عن استعدادها لعرض فيلمها الجديد المجهولة لأول مرة عالميًا ضمن فعاليات مهرجان تورنتو السينمائي الدولي 2025، لتواصل السينما السعودية خطواتها الطموحة نحو العالمية. ونشرت الشركة عبر حسابها الرسمي على “إنستغرام” ملصق الفيلم الذي تميز بتصميمه الغامض والدرامي، معلقة:
“العرض العالمي الأول لفيلم المجهولة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي… إبداع هيفاء المنصور يضع السينما السعودية تحت أضواء واحدة من أبرز المنصات العالمية”.
ويأتي هذا الإعلان ليؤكد مكانة السينما السعودية كصناعة واعدة قادرة على المنافسة في أكبر المهرجانات، بعد سلسلة من النجاحات التي حققتها في السنوات الأخيرة على مستوى الإنتاج الفني والتوزيع الدولي.
المجهولة يمتلك حبكة غامضة وأجواء مشوّقة
تدور أحداث “المجهولة” في قالب درامي مشوّق تتخلله عناصر الجريمة والغموض. تبدأ القصة بالعثور على جثة فتاة مراهقة مجهولة الهوية في منطقة صحراوية نائية، لتجد الموظفة نوال، التي تجسد دورها الفنانة ميلا الزهراني، نفسها في قلب قضية معقدة تقلب حياتها رأسًا على عقب.
رحلة التحقيق التي تخوضها نوال تكشف خيوط جريمة غامضة وتشابكات إنسانية واجتماعية، وتضعها أمام شبكة من الأسرار التي لم تكن تتوقعها. ويُبرز العمل الصراع النفسي للشخصيات، ويطرح تساؤلات حول العدالة والهوية والمصير في مجتمع يختزن الكثير من الحكايات الخفية.
فريق عمل استثنائي يجمع الخبرة والطموح
يمثل الفيلم ثمرة تعاون جديد بين هيفاء المنصور، المخرجة السعودية التي تعد رمزًا لصناعة السينما في المملكة، والكاتب براد نيمان، الذي شاركها صياغة النص ليقدما معًا عملًا دراميًا متقن البناء، يمزج بين عمق الشخصيات وإثارة الأحداث.
يشارك في بطولة الفيلم:
- ميلا الزهراني بدور نوال، البطلة التي تحمل القصة على عاتقها بأداء يبرز الصراع الداخلي.
- شافي الحارثي في دور محوري يكشف جانبًا آخر من لغز الجريمة.
- عزيز الغرباوي الذي يضفي على الأحداث بعدًا إنسانيًا جديدًا.
اختيار هذا الفريق يعكس رغبة المنصور في تقديم مزيج من الوجوه السعودية الشابة والطاقات الفنية الصاعدة مع حضور أسماء مخضرمة قادرة على دعم العمل بعمق وتجربة.
عرض عالمي في قسم Centerpiece
اختيار “المجهولة” للعرض ضمن قسم Centerpiece في مهرجان تورنتو، الذي يقام في سبتمبر المقبل، يعد محطة فارقة في مسيرة السينما السعودية. هذا القسم مخصص لأبرز الإنتاجات السينمائية العالمية من خارج أميركا الشمالية، ما يمنح الفيلم فرصة استثنائية للتواصل مع جمهور عالمي ونقاد متخصصين.
ويُعرف مهرجان تورنتو بأنه واحد من أكثر المهرجانات تأثيرًا على الساحة السينمائية العالمية، حيث يُستخدم كمنصة لإطلاق الأفلام المرشحة للأوسكار، كما يُعتبر بوابة لصنّاع الأفلام الجدد للوصول إلى شركات الإنتاج والتوزيع الكبرى. اختيار “المجهولة” للعرض في هذا المحفل يثبت أن السينما السعودية باتت تمتلك عناصر تنافسية تضاهي أرقى المدارس السينمائية.
هيفاء المنصور: رحلة إبداعية تواصل التألق
تُعرف هيفاء المنصور بأنها أول مخرجة سعودية تحقق شهرة دولية واسعة، حيث برز اسمها في مهرجانات عالمية من خلال أفلام مثل “وجدة” و**”المرشحة المثالية”**، اللذين نالا إشادات نقدية واسعة وأسّسا لمرحلة جديدة في تاريخ السينما السعودية.
عودة المنصور بفيلم جديد يجمع بين الدراما والجريمة يعكس تطور أسلوبها الفني وقدرتها على خوض أنماط جديدة من السرد البصري، وهو ما يجعل “المجهولة” تجربة مثيرة للاهتمام على المستويين الإبداعي والنقدي.
ثنائية المنصور والزهراني.. انسجام فني متجدد
هذا الفيلم يمثل ثاني تعاون بين هيفاء المنصور والممثلة ميلا الزهراني بعد نجاح فيلمهما السابق “المرشحة المثالية”، الذي فتح أبواب المهرجانات الدولية أمام السينما السعودية وأبرز دور المرأة السعودية في صناعة الأفلام.
عودة هذا الثنائي الفني في “المجهولة” تضيف للعمل بعدًا مميزًا، حيث تجسد الزهراني شخصية معقدة تتطلب توازنًا بين الأداء العاطفي والدرامي، في حين تقدم المنصور رؤية إخراجية دقيقة تمزج بين الواقعية والتشويق البصري.
السينما السعودية.. من المحلية إلى العالمية
يمثل “المجهولة” خطوة جديدة في رحلة صعود السينما السعودية، التي شهدت طفرة نوعية خلال العقد الأخير مع فتح دور العرض وإطلاق برامج دعم المواهب والمشاريع السينمائية.
لقد تحوّل المهرجان الدولي إلى منصة رئيسية لصنّاع الأفلام السعوديين الذين يثبتون عامًا بعد آخر قدرتهم على تقديم أعمال ذات جودة عالية ورسائل قوية. ويمثل عرض الفيلم في تورنتو فرصة لزيادة الوعي بقضايا اجتماعية وثقافية سعودية من خلال حبكة مشوقة تتخطى الحدود المحلية.
صناعة الفيلم: دمج الرؤية المحلية بالتقنيات العالمية
من أبرز نقاط قوة “المجهولة” أنه عمل سعودي الهوية بلمسة عالمية، إذ تم تصويره وإنتاجه بتقنيات حديثة تعكس تطور صناعة السينما في المملكة. واستعان فريق العمل بخبراء تصوير وإضاءة دوليين لإبراز الطبيعة الصحراوية كعنصر أساسي في القصة، ما منح الفيلم بعدًا بصريًا مدهشًا.
كما ساهم الإنتاج المشترك مع روتانا ستوديوز في توفير دعم تقني ولوجستي ضخم، مكّن الفيلم من الظهور بمستوى منافس للإنتاجات العالمية، ليصبح نموذجًا لنجاح التعاون بين شركات الإنتاج المحلية والخبرات الدولية.
مهرجان تورنتو: نافذة جديدة للسينما العربية
يُعرف مهرجان تورنتو السينمائي الدولي بأنه واحد من أكبر منصات العرض السينمائي في العالم، ويتميز بجمهور ضخم ونخبة من النقاد والصحفيين. عرض “المجهولة” في هذا المهرجان يمنح الفيلم فرصة نادرة للوصول إلى أسواق جديدة، كما يساهم في تغيير الصورة النمطية عن المنطقة العربية من خلال تقديم أعمال ذات جودة عالية وسرد قصصي متقن.
هذا الحضور السعودي القوي في تورنتو يأتي استكمالًا لخطوات سابقة شهدت عرض أفلام سعودية في مهرجانات كان وبرلين وفينيسيا، ليؤكد أن السينما السعودية لم تعد مجرد ظاهرة محلية، بل لاعب أساسي في المشهد السينمائي الدولي.
فيلم يعكس تحولات المجتمع السعودي
لا يقتصر “المجهولة” على كونه فيلمًا مشوقًا فحسب، بل يعكس أيضًا تحولات المجتمع السعودي وانفتاحه على تناول قضايا إنسانية واجتماعية بجرأة وواقعية. فالقصة لا تدور فقط حول جريمة غامضة، بل تتناول أيضًا الصراعات الداخلية للشخصيات والتحديات الاجتماعية التي تواجه الأبطال، لتمنح المشاهد تجربة فنية متكاملة تمزج بين الترفيه والتفكير النقدي.
توقعات بنجاح جماهيري ونقدي
مع كل هذه العوامل، يتوقع نقاد السينما أن يحقق “المجهولة” صدى واسعًا سواء على مستوى المهرجانات أو شباك التذاكر عند عرضه تجاريًا. حبكة الفيلم المشوقة، وأداء ميلا الزهراني القوي، ورؤية هيفاء المنصور المميزة، تجعل من هذا العمل محطة جديدة في مسيرة السينما السعودية نحو التميز والانتشار العالمي.