السعودية- السابعة الإخبارية
الهلال.. تتواصل أخبار نادي الهلال السعودي في صدارة المشهد الكروي المحلي والقاري، خصوصًا مع اقتراب انطلاق منافسات دوري أبطال آسيا، حيث يسعى الزعيم إلى تحقيق لقب جديد يعزز مكانته كأحد أعرق الأندية في القارة.
إلا أن القرارات الأخيرة للمدير الفني الإيطالي سيموني إنزاجي أثارت جدلًا واسعًا بين الجماهير، بعد أن قرر استبعاد الثنائي الهجومي مالكوم دي أوليفيرا وألكسندر ميتروفيتش من القائمة المشاركة في البطولة الآسيوية.

الهلال.. القرار المفاجئ
بحسب ما نقلته صحيفة الميدان الرياضي، فإن إنزاجي يرى أن الفريق ليس بحاجة إلى جهود مالكوم وميتروفيتش خلال المرحلة المقبلة قاريًا، مفضلًا الاعتماد على خيارات هجومية أخرى يرى أنها أكثر انسجامًا مع أسلوب اللعب الذي يسعى لتطبيقه.
ويُعد القرار صادمًا على وجه الخصوص فيما يتعلق بالنجم البرازيلي مالكوم، الذي كان أحد العناصر المهمة في هجوم الهلال بالمواسم الأخيرة، ونجح في تسجيل أهداف مؤثرة ساهمت في تحقيق البطولات. أما ميتروفيتش، فرغم أنه انضم بصفقة ضخمة من فولهام الإنجليزي في صيف 2023، إلا أن الإصابات وتذبذب المستوى حالا دون ظهوره بالشكل الذي كان يتوقعه الجمهور الأزرق.
ردود فعل الجماهير
أبدت جماهير الهلال عبر منصات التواصل الاجتماعي استياءً واسعًا من قرار إنزاجي، معتبرة أن استبعاد لاعبين بحجم مالكوم وميتروفيتش في بطولة قارية كبرى قد يُضعف القوة الهجومية للفريق. وذهب البعض إلى القول إن القرار يحمل نوعًا من المخاطرة، خاصة أن المنافسة في دوري أبطال آسيا تحتاج إلى عناصر هجومية حاسمة قادرة على صناعة الفارق في المباريات الصعبة.
في المقابل، دافع البعض عن وجهة نظر المدرب الإيطالي، معتبرين أن إنزاجي جاء بخطة واضحة لتطوير أداء الفريق، وأن اختياراته تعكس قراءته الفنية لاحتياجات المرحلة المقبلة، خصوصًا مع وجود أسماء هجومية لامعة مثل نيمار جونيور، سالم الدوسري، ومالكوم دي أوليفيرا قبل استبعاده.

مستقبل ميتروفيتش الغامض
القرار لم يقتصر على الصدمة الجماهيرية، بل أعاد فتح ملف مستقبل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، حيث أشارت تقارير صحفية إلى أن اللاعب قد يرحل عن الهلال خلال الفترة المتبقية من سوق الانتقالات الصيفية.
فالهلال كان قد تعاقد مع ميتروفيتش في صفقة قدرت قيمتها بأكثر من 50 مليون يورو، لكنه لم ينجح حتى الآن في تقديم المستوى المأمول، خاصة مع تعرضه لإصابات متكررة حدّت من مشاركاته. ومع استبعاده من القائمة الآسيوية، بدا وكأن مستقبله مع الفريق يقترب من نهايته، ليصبح مرشحًا للعودة إلى أوروبا أو الانتقال إلى أحد أندية الدوري التركي أو الإيطالي.
أسباب الاستبعاد الفنية
يرى محللون أن إنزاجي اعتمد في قراره على عدة عوامل:
1. التكتيك الجديد: المدرب الإيطالي يسعى إلى اللعب بأسلوب يعتمد على السرعة والضغط العالي، وهو ما قد لا يتناسب مع أسلوب لعب ميتروفيتش الذي يعتمد على القوة البدنية والكرات الهوائية.
2. الانسجام الهجومي: يفضّل إنزاجي منح الفرصة للاعبين أكثر انسجامًا مع بعضهم البعض، وعلى رأسهم نيمار وسالم الدوسري، اللذان أظهرا مؤشرات إيجابية في فترة الإعداد.
3. الإصابات: تكرار غياب ميتروفيتش بداعي الإصابة جعله خيارًا غير مضمون، في وقت يحتاج فيه الهلال إلى لاعبين قادرين على المشاركة بانتظام.
4. الأجانب في القائمة: لوائح الاتحاد الآسيوي تحد من عدد اللاعبين الأجانب، وهو ما يفرض على المدرب اتخاذ قرارات صعبة بالاستغناء عن بعض الأسماء البارزة.
الهلال بين الطموح الآسيوي والضغوط الجماهيرية
لا شك أن الهلال يدخل منافسات دوري أبطال آسيا هذا الموسم تحت ضغط هائل لتحقيق اللقب، خصوصًا بعد التدعيمات القوية التي أجراها النادي في المواسم الأخيرة، وعلى رأسها صفقة نيمار التاريخية. ويأمل أنصار الزعيم أن تنجح اختيارات إنزاجي في صناعة الفارق، رغم الشكوك التي أثارتها قراراته الأخيرة.
فالهلال يمتلك تاريخًا مشرفًا في البطولة القارية، كونه أكثر الأندية تتويجًا بها، والجماهير لا ترضى بغير المنافسة على اللقب. وهنا تكمن صعوبة مهمة إنزاجي، الذي سيكون تحت المجهر منذ المباراة الأولى، حيث سيُقاس نجاحه بمدى قدرته على تعويض غياب أسماء ثقيلة مثل مالكوم وميتروفيتش.
قرار استبعاد مالكوم وميتروفيتش من قائمة الهلال الآسيوية يظل رهانًا محفوفًا بالمخاطر، قد ينجح في حال أثبتت العناصر البديلة فعاليتها، أو قد يتحول إلى نقطة ضعف تستغلها الفرق المنافسة. وفي الوقت الذي يعيش فيه الهلال مرحلة إعادة بناء تحت قيادة إنزاجي، يبقى الجمهور في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، سواء على صعيد المنافسة القارية أو فيما يخص مستقبل اللاعبين المستبعدين.
