اليمن – السابعة الإخبارية
في ليلة كروية استثنائية، خطف المنتخب اليمني تحت 19 عامًا بطاقة العبور إلى نهائي بطولة كأس الخليج للمنتخبات تحت 20 عامًا، بعدما تغلب على نظيره العُماني بهدفين نظيفين، في المباراة التي جرت مساء الأحد على أرضية ملعب مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرياضية في أبها، ليضرب موعدًا مثيرًا مع المنتخب السعودي في مواجهة نهائية مرتقبة.
انتصار بطعم التحدي والإصرار
لم يكن طريق المنتخب اليمنى إلى النهائي سهلًا، فقد دخل اللقاء أمام عمان وسط أجواء تنافسية محتدمة، حيث تبادل الفريقان الهجمات منذ الدقائق الأولى.
حاول لاعبو عمان فرض سيطرتهم، إلا أن الدفاع اليمني أظهر تماسكًا كبيرًا، مدعومًا بالحارس المتألق وضاح أحمد الذي لعب دورًا بارزًا في الحفاظ على شباكه نظيفة.
ورغم الفرص الضائعة، ظل المنتخب محافظًا على هدوئه حتى جاءت الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، حين تمكن محمد الرواني من فك شفرة المرمى العُماني عبر لمحة مهارية رائعة انتهت بهدف أول رفع من معنويات زملائه قبل التوجه لغرف الملابس.
حراس المرمى أبطال المشهد
شهدت المباراة لحظات مثيرة ومفتاحية مع تألق الحارسين في صد ركلات الجزاء. البداية كانت عندما احتسب الحكم القطري محمد الشريف ركلة جزاء لصالح اليمني، إلا أن الحارس العُماني مؤمن الصولي وقف لها بالمرصاد، ليحرم المنتخب من مضاعفة النتيجة في توقيت حساس.
وفي المقابل، رد الحارس اليمنى وضاح أحمد الجميل بالمثل، بعدما تصدى لركلة جزاء عُمانية ببراعة كبيرة، مؤكداً حضوره الذهني والبدني، ومثبتًا أنه أحد نجوم المباراة بلا منازع. هذه اللحظات الحاسمة منحت لاعبي اليمني دفعة إضافية لمواصلة القتال حتى صافرة النهاية.
الهدف القاتل في الوقت بدل الضائع
ظل اللقاء مفتوحًا على كل الاحتمالات حتى الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة. وبينما كانت عمان تبحث عن هدف التعادل، استغل المنتخب اندفاع منافسه إلى الأمام ليشن هجمة مرتدة سريعة أسفرت عن تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 90+8، عبر اللاعب زيد علي، الذي أطلق رصاصة الرحمة على أحلام المنتخب العُماني، معلنًا تأهل بلاده إلى النهائي التاريخي.
نهائي خليجي بطابع خاص
بفضل هذا الفوز المستحق، ضرب المنتخب اليمني موعدًا مع نظيره السعودي في المباراة النهائية، في لقاء لا يخلو من الإثارة والتشويق، حيث يسعى المنتخب اليمني إلى تحقيق إنجاز استثنائي بالتتويج بلقبه الأول في البطولة الخليجية للشباب.
أما المنتخب السعودي، صاحب الأرض والجمهور، فسيدخل اللقاء مدعومًا بعوامل عدة أبرزها الحضور الجماهيري الكبير، والخبرة الواسعة التي يتمتع بها لاعبوه. وهو ما يجعل المواجهة المقبلة صراعًا كرويًا خليجيًا مثيرًا سيحظى بمتابعة جماهيرية وإعلامية واسعة.
فرحة يمنية عارمة
في الشوارع اليمنية، انعكست أصداء الانتصار سريعًا، حيث احتفى الجمهور بالإنجاز الجديد وسط أجواء من الفرح والفخر. فالتأهل إلى النهائي لم يكن مجرد فوز كروي عابر، بل مثل رسالة أمل لشعب عاش سنوات طويلة من التحديات.
وتحوّل منتخب الشباب إلى رمز للإصرار والعزيمة، يعكس صورة مشرقة عن الرياضة اليمنية التي تبحث عن مكانها بين كبار القارة والمنتخبات الإقليمية.
أبعاد فنية ومعنوية
من الناحية الفنية، قدم المنتخب اليمني مباراة متوازنة، حيث برزت قوة خط الوسط في الربط بين الدفاع والهجوم، إلى جانب الانضباط التكتيكي الذي فرضه الجهاز الفني على اللاعبين. كما أظهرت التغييرات التي أجراها المدرب مرونة واضحة في التعامل مع مجريات اللقاء، وهو ما ساهم في حسم المباراة في الأوقات الحرجة.
أما من الناحية المعنوية، فقد أظهر اللاعبون روحًا قتالية عالية، حيث لم يتأثروا بإضاعة ركلة الجزاء، بل زادتهم إصرارًا على العودة بقوة، وهو ما تحقق بالفعل حتى اللحظات الأخيرة.

التاريخ ينتظر
يدخل المنتخب النهائي المقبل وعينه على كتابة فصل جديد من تاريخه الكروي، إذ سيكون أمام فرصة حقيقية لانتزاع اللقب الخليجي للشباب للمرة الأولى. وعلى الرغم من صعوبة المهمة أمام المنتخب السعودي، إلا أن ما قدمه اللاعبون حتى الآن يثبت أن المستحيل ليس في قاموسهم.
بثنائية نظيفة أمام عمان، وتفوق واضح في اللحظات الحاسمة، حجز المنتخب اليمني تحت 19 عامًا مكانه في نهائي بطولة كأس الخليج للمنتخبات تحت 20 عامًا، ليواصل مسيرته المبهرة نحو منصة التتويج. ومع اقتراب الموعد المرتقب أمام السعودية، يبقى الأمل معلقًا في قلوب اليمنيين بأن يتحقق الحلم الكبير برفع الكأس الخليجية، ليكون الانتصار رياضيًا ومعنويًا على حد سواء.
الف الف مبروووك فوز منتخبنا الوطني على سرطنة عمان
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
النتيجة 2_0#اليمن #عمان pic.twitter.com/jpeJtS7wFt— Adham Al-Hammiri (@Abu_afash21) September 7, 2025