الإمارات – السابعة الإخبارية
في كل عام، يحتفل العالم في 10 فبراير بـ اليوم العالمي للصرع، وهو مناسبة تهدف إلى زيادة الوعي حول هذا المرض العصبي الذي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.
يعتبر الصرع من أكثر الحالات العصبية شيوعًا، حيث يعاني منه نحو 50 مليون شخص على مستوى العالم، وفي مصر وحدها، تشير الدراسات إلى أن هناك نحو 2 مليون شخص مصاب بالصرع، وهو ما يستدعي تسليط الضوء على أهمية التوعية المجتمعية وتوفير الدعم النفسي والطبي للمصابين.
تعريف الصرع وأعراضه
الصرع هو اضطراب عصبي مزمن يتسبب في نوبات متكررة وغير مبررة في الدماغ. هذه النوبات تختلف في نوعها ومدى تأثيرها، وقد تظهر بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، تتراوح الأعراض من التشنجات العضلية إلى فقدان الوعي، وقد تكون النوبات قصيرة أو طويلة المدى.
من أهم أسباب الصرع: الإصابات الدماغية، السكتات الدماغية، التهابات الدماغ، العوامل الوراثية، وكذلك بعض الحالات الصحية الأخرى. تتفاوت النوبات بين الأشخاص المصابين، وقد تكون بسيطة، حيث يشعر الشخص ببعض الارتباك أو الدوار، أو قد تكون معقدة تشمل فقدان الوعي والتشنجات الحركية العنيفة.
أهمية اليوم العالمي للصرع
يأتي اليوم العالمي للصرع كفرصة لتعزيز الوعي بهذا المرض وتحدياته. يعاني المصابون بالصرع من العديد من المشاكل النفسية والاجتماعية بجانب المرض نفسه.
الكثير منهم يتعرضون للتمييز أو الوصمة المجتمعية بسبب الجهل بطبيعة المرض، مما يزيد من العزلة والتوتر لديهم.
وتسعى المبادرات العالمية لهذا اليوم إلى تحقيق عدة أهداف، أبرزها:
- زيادة الوعي: من خلال الحملات الإعلامية التي تركز على شرح أسباب الصرع وأعراضه وأنواعه المختلفة.
- التخفيف من الوصمة المجتمعية: وذلك من خلال تزويد الجمهور بالمعلومات الضرورية لتغيير التصورات الخاطئة حول المرض.
- تقديم الدعم الطبي والنفسي: دعم المرضى في الحصول على العلاج المناسب وخلق بيئات صديقة لهم في أماكن العمل والمدارس.
- جمع الأموال لدعم الأبحاث: لدعم جهود الأبحاث الطبية والعلمية في إيجاد علاج فعال للصرع وتخفيف تأثيراته على المصابين.
كيف يمكن دعم المصابين؟
من أبرز التحديات التي يواجهها مرضى الصرع هي الوصمة الاجتماعية و التمييز في العديد من الأماكن مثل المدارس وأماكن العمل والمجتمعات بشكل عام.
ولذا يجب العمل على نشر ثقافة الوعي بأن الصرع ليس مرضًا معديًا أو يشكل خطرًا على المجتمع، بل هو حالة صحية تحتاج إلى الدعم والرعاية.
إضافة إلى ذلك، يتطلب المرض تقديم رعاية طبية متخصصة، وعلى الرغم من وجود العديد من الأدوية التي يمكن أن تساعد في التحكم في النوبات، إلا أن هناك أشخاصًا يعانون من صعوبة في إيجاد العلاج المناسب. من هنا تبرز أهمية الأبحاث الطبية المستمرة التي تهدف إلى تطوير علاجات أكثر فعالية وأقل آثارًا جانبية.
دور المؤسسات والجمعيات العالمية والمحلية
تلعب المؤسسات والجمعيات العالمية دورًا رئيسيًا في دعم مرضى الصرع من خلال توفير الدعم النفسي والطبي، وتنظيم حملات توعية، وتنظيم أنشطة تساهم في إدماج المصابين في المجتمع.
ومن هذه المؤسسات منظمة “إيبيلب” (International Bureau for Epilepsy)، التي تنظم فعاليات عالمية سنويًا، وتشارك في نشر الوعي حول المرض.
في المقابل، تسعى العديد من الجمعيات المحلية في دول مختلفة إلى توفير برامج تعليمية للمرضى وأسرهم حول كيفية التعامل مع الصرع، وطرق الوقاية من النوبات، بالإضافة إلى إنشاء مجموعات دعم نفسي تساعد المرضى على التكيف مع التحديات اليومية التي قد يواجهونها.
التطورات العلاجية والبحث العلمي
على الرغم من أن العلاج التقليدي للصرع يعتمد في الغالب على الأدوية المضادة للتشنجات، فإن هناك العديد من التطورات الحديثة في مجال الأبحاث الطبية التي تفتح آفاقًا جديدة لمكافحة هذا المرض.
يشمل ذلك العلاج الجراحي لبعض الحالات التي لا تستجيب للأدوية، بالإضافة إلى العلاج العصبي باستخدام الأجهزة الإلكترونية مثل جهاز التحفيز العصبي العميق.
وفي الآونة الأخيرة، بدأ العلماء في دراسة العلاج الجيني كحل محتمل لعلاج الصرع، مما يثير الأمل في إمكانية تقديم علاجات أكثر فعالية في المستقبل القريب.