المغرب – السابعة الإخبارية
سطر منتخب شباب المغرب تحت 20 عامًا إنجازًا غير مسبوق في تاريخ الكرة المغربية والإفريقية، بعدما تُوج بلقب النسخة الرابعة والعشرين من كأس العالم للشباب المقامة في تشيلي 2025، بالفوز على منتخب الأرجنتين القوي بهدفين دون رد في النهائي الذي أُقيم يوم الإثنين الموافق 20 أكتوبر 2025.
جاء هذا التتويج كصاعقة على كبار اللعبة، خصوصًا أن المنتخب المغربي دخل البطولة دون ترشيحات كبيرة، لكن عزيمة اللاعبين وروحهم القتالية قادتهم لتحقيق أعظم إنجاز في تاريخ الكرة المغربية في فئة الشباب، مما جعل الصحف المحلية والعالمية تشيد بالمستوى الاستثنائي لأسود الأطلس الشابة.
الصحافة المغربية: لحظة للتاريخ
جاءت ردود فعل الإعلام المغربي لتؤكد أهمية هذا التتويج، حيث كتبت صحيفة هسبريس: “لحظة مجد للكرة المغربية.. تتويج تاريخي يرفع الراية الوطنية عاليًا”، فيما وصف موقع Le360 Sport الإنجاز بـ”المفاجأة من العيار الثقيل”، مشيرًا إلى أن المنتخب المغربي اعتمد على ثلاثة حراس مرمى في مباراة واحدة خلال مشواره، في خطوة تكتيكية غير مسبوقة أسهمت في تأهله إلى النهائي.
أما موقع البطولة، فقد لفت إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اعتبر فوز المنتخب على الأرجنتين “سابقة تاريخية”، حيث لم يتعرض منتخب التانغو لأي خسارة في نهائي البطولة منذ 42 عامًا، وتحديدًا منذ نهائي 1983 الذي خسره أمام البرازيل.
كسر هيمنة الأرجنتين
وضع شباب الأطلس حدًا لسلسلة الانتصارات النهائية لمنتخب الأرجنتين، والذي سبق له أن حسم النهائيات أمام عمالقة اللعبة مثل البرازيل وغانا ونيجيريا والتشيك. ومع هذا الفوز، أصبح الأطلس أول منتخب عربي وإفريقي يهزم الأرجنتين في نهائي كأس العالم للشباب، وهو إنجاز دوّن اسمه من ذهب في سجلات “الفيفا”.
المدرب المغربي الذي قاد الفريق، نجح في خلق منظومة متكاملة، جمعت بين المهارة الفردية والانضباط التكتيكي، ما جعل الفريق يحقق سلسلة انتصارات متتالية منذ بداية البطولة وحتى التتويج.
الإنجاز في أرقام
اللقب الأول في تاريخ الأطلس في هذه البطولة.
بات المنتخب رقم 13 الذي يظفر بلقب كأس العالم للشباب.
أول منتخب يهزم الأرجنتين في النهائي منذ عام 1983.
ثالث منتخب إفريقي يتوج باللقب بعد غانا (2009) ونيجيريا التي لم تحقق اللقب رغم وصولها إلى النهائي مرتين.
السجل الذهبي للبطولة: الأرجنتين في الصدارة
رغم خسارتها أمام الأطلس، لا تزال الأرجنتين تحتفظ برقم قياسي في عدد الألقاب، حيث توجت 6 مرات أعوام:
(1979، 1995، 1997، 2001، 2005، 2007)، بينما جاءت في مركز الوصيف في نسختي 1983 و2025.
أما البرازيل، فتحتل المركز الثاني بـ 5 ألقاب، تليها البرتغال وصربيا بلقبين لكل منهما، ثم بقية المنتخبات التي اكتفت بلقب وحيد، ومن بينها الآن الأطلس.
مغزى الإنجاز: ما بعد التتويج
هذا التتويج لا يعني فقط رفع الكأس، بل هو بمثابة بوابة عبور نحو مستقبل مشرق للكرة المغربية، التي بدأت في السنوات الأخيرة تجني ثمار العمل القاعدي والاستثمار في المواهب الشابة. ويُعد هذا الفوز أيضًا امتدادًا لما حققه المنتخب الأول في كأس العالم 2022 بقطر، حين وصل إلى نصف النهائي.
الاتحاد المغربي لكرة القدم بات مطالبًا أكثر من أي وقت مضى باستثمار هذا النجاح، من خلال دمج هذه المواهب في المنتخبات الأولمبية والأول، ومنحهم فرصًا احترافية في أوروبا والعالم العربي.
الجيل الذهبي.. بداية لعصر جديد؟
ما تحقق في تشيلي لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة عمل وتخطيط وتطوير امتد لسنوات. هذا الجيل الذهبي من اللاعبين يُتوقع أن يُشكل نواة قوية للمنتخب المغربي الأول في المستقبل، وربما يقودون “أسود الأطلس” نحو ألقاب قارية وعالمية جديدة.
الشارع المغربي، من الرباط إلى الدار البيضاء، مرّورًا بمراكش وفاس، عاش ليلة لا تُنسى، حيث نزل الآلاف إلى الشوارع احتفالًا بهذا الإنجاز التاريخي، حاملين الأعلام الوطنية ومرددين الأهازيج التي تمجّد “الأبطال من ذهب”.
خاتمة: من تشيلي إلى التاريخ
يظل 20 أكتوبر 2025 يومًا خالدًا في ذاكرة الكرة المغربية، يوم خط فيه شباب المغرب اسم بلادهم في سجل الأبطال، مؤكدين أن الكرة ليست حكرًا على الكبار، بل إن الإرادة والروح والتخطيط يمكنها أن تصنع المعجزات.
من ملعب نهائي تشيلي إلى قلوب الملايين، أصبح منتخب الأطلس للشباب رمزًا للأمل والطموح، وبداية حقيقية لعصر جديد في كرة القدم المغربية.