أبوظبي -السابعة الإخبارية
ويز إير.. في خطوة غير متوقعة، أعلنت شركة الطيران الاقتصادي الأوروبية “ويز إير” (Wizz Air) يوم الإثنين، عن إنهاء عملياتها في أبوظبي وإيقاف كافة الرحلات المحلية والدولية المنطلقة من العاصمة الإماراتية اعتبارًا من سبتمبر 2025.
هذا القرار المفاجئ يأتي في ظل ما وصفته الشركة بـ”الصعوبات التشغيلية والتطورات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط”، ما أثّر بشكل كبير على استدامة واستمرارية نموذج عملها في المنطقة.
ويز إير: تحديات الشرق الأوسط تُغيّر المعادلة
ووفقًا لما أوردته وكالة رويترز، فإن شركة “ويز إير”، التي كانت تأمل في تعزيز وجودها في منطقة الخليج من خلال مركزها في أبوظبي، واجهت عوائق غير متوقعة تتعلق بمحدودية الوصول إلى بعض الأسواق، إلى جانب التأثيرات الممتدة للاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة.
وفي بيان رسمي، قال جوزيف فارادي، الرئيس التنفيذي للشركة:”مع أن هذا القرار كان صعبًا علينا كشركة، إلا أننا نؤمن بأنه القرار الصحيح في ضوء الظروف المعقدة حاليًا. استمرار الطموحات الأصلية بات صعبًا بسبب اضطرابات سلاسل التوريد، وغياب الاستقرار الجيوسياسي، والعوائق التي تحد من النفاذ إلى الأسواق”.

إعادة توجيه الاستراتيجية نحو أوروبا
أوضحت “ويز إير” أنها ستُركّز جهودها المستقبلية على الأسواق الرئيسية في أوروبا، خاصة في وسط وشرق القارة، مع تعزيز تواجدها في دول مثل النمسا، إيطاليا، والمملكة المتحدة. وتعتزم الشركة تقوية شبكتها الجوية هناك، والاستفادة من تحسن الطلب على الرحلات داخل القارة الأوروبية.
وكانت الشركة قد دشنت فرعها في أبوظبي في عام 2020 ضمن استراتيجية التوسع العالمي، مستفيدة من البيئة الاقتصادية التنافسية في العاصمة الإماراتية، والفرص اللوجستية المتاحة فيها. إلا أن الواقع الإقليمي المتغير فرض إعادة النظر في جدوى الاستمرار ضمن هذا السوق.
انعكاسات القرار على أسطول الطائرات
من أبرز تداعيات قرار الانسحاب من أبوظبي، هو تغيير في خطط الشركة المتعلقة بأسطولها الجوي. فبحسب تصريحات فارادي، تجري “ويز إير” حاليًا محادثات مع شركة إيرباص، تهدف إلى تقليص عدد الطائرات من طراز “A321XLR” ذات المدى الطويل ضمن صفقة كانت تشمل 47 طائرة.
وقال الرئيس التنفيذي:”معظم هذه الطائرات كان من المخطط تشغيلها انطلاقًا من أبوظبي، والآن بعد التغيير في خططنا، لدينا الحق في تعديل الطلبية ونُجري مفاوضات حاليًا لتقليل عدد الطائرات أو استبدالها بنسخ أقصر مدى”.
ويُتوقع أن يتم استبدال جزء من هذه الطائرات بطراز “A321” العادي، والذي يتناسب أكثر مع خطوط الطيران الإقليمية والأوروبية متوسطة المدى.
سوق الطيران في المنطقة على مفترق طرق
جاء إعلان “ويز إير” في وقت يشهد فيه قطاع الطيران في الشرق الأوسط تحولات استراتيجية معقدة، نتيجة للتوترات السياسية وتقلّبات أسعار الوقود، بالإضافة إلى المنافسة الشرسة من شركات طيران إقليمية كبرى، مثل “طيران الإمارات”، و”الاتحاد للطيران”، و”الخطوط القطرية”، وهي شركات تمتلك موارد مالية وبنية تحتية ضخمة، مما يجعل المنافسة أمام شركة منخفضة التكلفة أكثر تعقيدًا.
ويرى محللون أن انسحاب “ويز إير” من أبوظبي لا يعني نهاية التوسع الأوروبي في الخليج، لكنه يشير إلى الحاجة لإعادة تقييم النموذج التشغيلي في منطقة تتسم بالحساسية الجيوسياسية، والاعتماد الكبير على الرحلات الطويلة ذات التكاليف المرتفعة.
ماذا بعد؟
في الوقت الراهن، لم توضح “ويز إير” مصير الموظفين العاملين في فرع أبوظبي، أو الأثر المالي المترتب على انسحابها. كما لم تُعلَن بعد الإجراءات الخاصة بالمسافرين الذين حجزوا رحلات تمتد بعد سبتمبر 2025، لكن من المتوقع أن تُصدر الشركة تحديثًا رسميًا بشأن السياسات التعويضية أو البدائل.

خلاصة المشهد
يمثل قرار “ويز إير” إشارة تحذيرية بشأن مدى تعقيد العمل في أسواق الشرق الأوسط ضمن قطاع الطيران الاقتصادي. فرغم الجاذبية الظاهرة في هذه الأسواق، إلا أن التقلبات الجيوسياسية وسلاسل التوريد تُشكّل تحديات حقيقية لأي شركة تسعى لتوسيع أعمالها بشكل مستدام.
وتبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت شركات طيران أخرى ستتخذ قرارات مشابهة، أو إذا كان هناك من سيملأ الفراغ الذي ستتركه “ويز إير” في أبوظبي.
أعلنت شركة “ويز إير أبوظبي” أنها ستتوقف عن العمل اعتبارًا من 1 سبتمبر 2025، ما ينذر بارتفاع محتمل في أسعار تذاكر السفر بأكثر من 50%، وفقًا لوكلاء السفر. وأرجع الرئيس التنفيذي للشركة القرار إلى تحديات سلسلة التوريد وعدم الاستقرار الجيوسياسي وصعوبة الوصول إلى السوق. وسيُتاح… pic.twitter.com/TBRiZK1SZn
— Alfajr Newspaper – جريدة الفجر الإماراتية (@alfajrnewsae) July 15, 2025