مصر – السابعة الإخبارية
محمد رمضان.. تحوّل حفل الفنان المصري محمد رمضان، الذي أُقيم مساء الخميس في منطقة الساحل الشمالي، إلى مشهد مأساوي، بعد انفجار مفاجئ للألعاب النارية على المسرح، ما أسفر عن وفاة أحد أفراد الأمن الخاص، وإصابة ثلاثة آخرين بحروق خطيرة، وسط ذهول وقلق الحاضرين.
الحادث الذي وقع خلال الدقائق الأولى من الحفل، أثار حالة من الارتباك بين الجماهير، وأجبر الفنان محمد رمضان على إيقاف العرض بشكل فوري، مطالبًا الحضور بمغادرة المكان بهدوء لتفادي التدافع، فيما تم استدعاء سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية العاجلة.

محمد رمضان: حفل فني ينقلب إلى فاجعة
في التفاصيل، أفادت مصادر أمنية وشهود عيان أن أحد أجهزة إطلاق الألعاب النارية المثبتة بجوار المسرح انفجر بشكل غير متوقع، وتطايرت شظاياه نحو أفراد التأمين القريبين من الموقع، ما أدى إلى اشتعال ملابس أربعة منهم، واحتراق أجسامهم بدرجات متفاوتة.
وبحسب بيان غير رسمي من الطاقم المنظم، فإن الحادث يرجع إلى خلل في أسطوانة غاز مرتبطة بنظام المؤثرات الخاصة، وليس إلى عمل تخريبي كما أُشيع في الساعات الأولى، إذ سرت أنباء مفاجئة تفيد بوجود “محاولة اغتيال”، سرعان ما نفتها التحقيقات الأولية.
رمضان يوضح.. من “محاولة اغتيال” إلى “حادث عرضي”
الفنان محمد رمضان، الذي ظهر عليه التأثر البالغ عقب وقوع الحادث، نشر في البداية منشورًا عبر حسابه على إنستغرام وصف فيه ما حدث بأنه: “محاولة اغتيال مكتملة الأركان”،
مشيرًا إلى أن الانفجار وقع بجواره مباشرة وأدى إلى إصابة أذنه، إلى جانب وفاة أحد العاملين في المسرح.
لكن بعد مرور ساعات، عاد رمضان لتوضيح الموقف، مؤكدًا في منشور جديد أن: “الانفجار ناتج عن أسطوانة غاز ضمن معدات الألعاب النارية، وليس عبوة ناسفة كما اعتقد في البداية”.
كما أشار إلى أن التحقيقات الرسمية جارية، وأن إدارة بورتو مارينا (موقع الحفل) قامت بمسح شامل للمكان، حرصًا على سلامة الجمهور وطاقم العمل في الفعاليات المستقبلية.
الحضور في حالة صدمة.. والجمهور يغادر بصمت
أفاد عدد من الحضور بأنهم شعروا بحالة من الذعر عند سماع دوي الانفجار، خاصة مع اندلاع ألسنة اللهب على المسرح. وأكد بعضهم أن تعامل محمد رمضان مع الموقف كان “هادئًا ومسؤولًا”، حيث طالب الجميع بالهدوء ومغادرة المكان دون تدافع.
وقالت إحدى الحاضرات: “سمعنا صوت انفجار عالي جدًا، وشوفنا نار طالعة من المسرح، كنا فاكرينها فقرة استعراضية في البداية، لكن فجأة بدأ الصراخ، وشوفنا ناس بتتسحب بسرعة والإسعاف جت فورًا”.
إدارة بورتو مارينا: نأسف للحادث ونحقق بالأسباب
من جهتها، أصدرت إدارة بورتو مارينا بيانًا مقتضبًا أعربت فيه عن أسفها الشديد للحادث، مؤكدة أن الفرق الفنية المسؤولة عن تجهيزات الحفل تعمل وفق معايير السلامة المتبعة، إلا أن ما حدث “كان أمرًا مفاجئًا وخارجًا عن السيطرة”، على حد وصف البيان.
وأكدت الإدارة تعاونها الكامل مع الجهات الأمنية والفنية المختصة للتحقيق في ملابسات الانفجار، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
نقابة المهن الموسيقية تتابع الموقف
بدورها، أعلنت نقابة المهن الموسيقية أنها بصدد مراجعة تقرير الحفل بالكامل، ودراسة إجراءات السلامة المتبعة، كما دعت منظمي الحفلات إلى الالتزام الصارم بإجراءات الأمان الفني، لا سيما عند استخدام المؤثرات الخاصة.
مصدر من داخل النقابة صرّح قائلًا: “نحن نتابع ما جرى عن كثب، وسنتخذ الإجراءات اللازمة بعد انتهاء التحقيقات، فسلامة الجمهور والفنانين أولوية قصوى”.

ردود فعل واسعة على مواقع التواصل
الحادث المفاجئ أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثيرون عن تعاطفهم مع الضحايا، داعين بالرحمة للمتوفي والشفاء العاجل للمصابين، فيما انتقد البعض “الاستخدام المفرط للمؤثرات النارية في الحفلات دون رقابة دقيقة”.
كما عبّر آخرون عن دعمهم للفنان محمد رمضان الذي واجه الموقف بتصرف مسؤول، بينما طالبه آخرون بتقليص استخدام المؤثرات البصرية والاعتماد أكثر على الأداء الفني.
حادث حفل محمد رمضان في الساحل الشمالي يعيد تسليط الضوء على أهمية معايير السلامة والأمان في الفعاليات الفنية، وخاصة تلك التي تشهد استخدامًا مكثفًا للمؤثرات الخاصة. وفيما لا تزال التحقيقات جارية، يبقى الأمل أن تكون هذه الحادثة الأخيرة من نوعها، وأن يعود المسرح إلى دوره في إسعاد الجماهير… لا إخافتهم.