سوريا – السابعة الاخبارية
باسم ياخور، في لقاء صريح ومشحون بالعاطفة والغضب، كشف الفنان السوري باسم ياخور عن حجم الضغوط النفسية والمعنوية التي تعرّض لها خلال الأشهر الأخيرة، حيث تحدث في برنامج “قابل للجدل” على قناة العربية عن حملة منظمة طالته، وصلت إلى حد التهديد بالقتل والإساءة إلى عائلته بأبشع العبارات، نافيًا في الوقت ذاته اتهامات خطيرة وجهت له عبر مواقع التواصل، كان أبرزها اتهامه بـ”التحرش بالأطفال” دون أي دليل أو سند قانوني.
التصريحات جاءت قوية ومباشرة، ووضع فيها ياخور النقاط على الحروف، معلنًا أنه لم يعد قادرًا على الصمت أمام هذا النوع من الحملات التي وصفها بـ”المنظمة والممنهجة”.
باسم ياخور يصف الأمر بالحملة الغير مسبوقة
بدأ ياخور حديثه بالتأكيد على أن ما يتعرض له ليس مجرد انتقادات معتادة تطال الفنانين عادة، بل شيء أخطر بكثير، حيث قال:
“تعرضت خلال الـ4 أشهر الماضية لحملة غير مسبوقة من التهجم والتطاول والأذى والتهديد بالقتل، والتطاول على عائلتي وأهلي بالألفاظ النابية والجارحة”.
لم يكن الحديث عن مجرد خلاف فني أو سوء فهم بين الجمهور والفنان، بل عن حملة تحمل طابعًا شخصيًا، تستهدف السمعة والأمان الشخصي له ولأسرته. وأشار ياخور إلى أن البعض استغل أي تصريح له أو مقطع قديم يتم اجتزاؤه من سياقه، ليبني عليه اتهامات خطيرة.
“من حقي أخطئ، لكن ليس من حقك أن تفبرك”
في محاولة منه للفصل بين النقد المشروع والتجريح والتشهير، قال الفنان السوري:
“من حقك تتهمني اتهامًا مباشرًا بكلام صرحت به وتختلف معي، لكن ليس من حق أحد أن يؤلف عني شيء غير صحيح، أو يقول عني إني مغتصب أطفال”.
هذه العبارة أثارت تعاطفًا كبيرًا من متابعيه، حيث بدت وكأنها صرخة إنسان تعرض للتشويه على يد مواقع السوشيال ميديا، دون أي اعتبار للقانون أو الأخلاق. وأشار ياخور إلى أنه لا يبرئ نفسه من الخطأ، ويعترف أن تصريحاته قد تكون أحيانًا غير صائبة، ولكن حتى في هذه الحالة، لا يحق لأحد أن يحكم عليه بأقسى التهم دون دليل.
فيديو “بطاطا كله بطاطا”.. بين السخرية وسوء الفهم
واحدة من النقاط التي أثارت الجدل حول ياخور مؤخرًا كانت مقطع فيديو قصير يحمل عبارة “بطاطا، كله بطاطا”، تم تداوله بكثافة عبر المنصات الرقمية، وربطه البعض بإسقاطات سياسية أو طائفية أو حتى عنصرية.
كشف باسم ياخور في اللقاء أن هذا الفيديو يعود إلى ما يقرب من عامين، وصُوّر في لبنان خلال جلسة مع أحد أصدقائه، حيث كان يناقش فكرة استخدام “لازمة” ساخرة ضمن عمل فني، مشيرًا إلى أن الجملة كانت عفوية تمامًا، ولم يكن القصد منها الإساءة لأي جهة أو فئة.
قال: “كنت عم جرب أطلع لازمة ممكن استخدمها لاحقًا بمسلسل… نزلت الجملة على السوشيال ميديا، وناس فسرتها على مزاجها… هل أنت قاعد في قلبي لتعرف شو أقصد؟!”
هذه الجملة تلخص حجم الإحباط الذي يشعر به ياخور من التضخيم المتعمد لأي فعل أو قول يصدر عنه، وتحويله إلى مادة للاتهام والتشهير.
ما بين حرية التعبير ومحكمة السوشيال ميديا
الحالة التي وصفها ياخور تفتح بابًا واسعًا للنقاش حول حرية التعبير وحدودها، وكذلك حول دور وسائل التواصل في صناعة “محاكم شعبية” لا تعتمد على دليل، ولا تمنح فرصة للدفاع أو التوضيح.
في السنوات الأخيرة، باتت هذه المنصات بمثابة ساحة للتشهير العلني، لا سيما عندما يتعلق الأمر بشخصيات عامة، حيث يكفي اجتزاء تصريح أو عبارة لإطلاق عاصفة من الشتائم والتهديدات.
ورغم أن ياخور كان دائمًا معروفًا بروحه الساخرة وخفة ظله، إلا أن تصريحاته الأخيرة أظهرت جانبًا مختلفًا، أكثر حساسية وانفعالًا، ما يدل على أن الضغوط قد بلغت ذروتها.
دعم جماهيري واسع
بعد عرض الحلقة، تلقى ياخور دعمًا واسعًا من زملائه الفنانين وجمهوره، الذين عبّروا عن تضامنهم معه، ورفضهم للأسلوب الهمجي في الانتقاد. وعلّق كثيرون أن باسم ياخور لطالما كان فنانًا مثقفًا، ولم يُعرف عنه التورط في أي سلوك مسيء، وأن ما يحدث له هو نتيجة مباشرة لفوضى المحتوى الرقمي.
وتداول البعض وسم “#كلنا_باسم_ياخور” كنوع من الرد الرمزي على الحملات المسيئة، مؤكدين أن لا أحد يجب أن يتعرض للتهديد أو التشهير لمجرد رأي شخصي أو جملة أسيء فهمها.
الوجه الآخر للشهرة
ربما تكشف تصريحات ياخور عن ثمن الشهرة في العالم العربي اليوم، حيث لم تعد الأضواء كافية للحماية من سيوف منصات التواصل. فكل فنان أو إعلامي معرض للانهيار المعنوي، إذا ما تحول الجمهور من ناقد إلى خصم وقاضٍ وجلاد في آن واحد.
ويبدو أن ياخور لم يطلب سوى حق بسيط وعادل:
أن يتم التعامل معه كإنسان يخطئ ويصيب، وليس كهدف متاح لتفريغ الكراهية والخيال المريض.
في نهاية اللقاء، لم يبدُ باسم ياخور ضعيفًا، بل بدا غاضبًا، واضحًا، وشجاعًا في مواجهة سيل من الافتراءات التي طالت كرامته وعائلته.
رسالة ياخور كانت واضحة: النقد مقبول، والخلاف مرحب به، لكن الكذب والتهديد والافتراء مرفوض جملة وتفصيلًا.
فهل آن الأوان لوضع حد لهذه الفوضى الرقمية؟ أم أن باسم ياخور لن يكون الأخير في قائمة ضحايا “محاكم السوشيال ميديا”؟