أمريكا – السابعة الإخبارية
في تطور طبي لافت قد يغيّر مستقبل علاج السمنة، أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) موافقتها على أول أقراص تؤخذ عن طريق الفم لخفض الوزن، في خطوة تُعد نقلة نوعية مقارنة بالعلاجات المعتمدة سابقًا على الحقن. ويمنح هذا القرار شركة الأدوية الدنماركية المنتجة ميزة تنافسية قوية في سوق يشهد نموًا متسارعًا وزيادة كبيرة في الطلب عالميًا.
وبحسب ما أوردته وكالة «رويترز»، فقد انعكست الموافقة سريعًا على أداء الشركة في الأسواق المالية، إذ ارتفعت أسهمها بنسبة 7.5% في بداية تعاملات يوم الثلاثاء، ما يعكس ثقة المستثمرين في الإمكانات التجارية الكبيرة للدواء الجديد، الذي يُتوقع أن يستقطب شريحة واسعة من المرضى.
ويضع هذا الترخيص الشركة المنتجة في صدارة السباق لتطوير أدوية فعالة لإنقاص الوزن يمكن تناولها عن طريق الفم، وهو ما يمثل تحولًا مهمًا في مسار علاجات السمنة، خاصة أن العديد من المرضى يترددون في استخدام الحقن طويلة الأمد، رغم فعاليتها.

وفي تصريحات سابقة، قال الرئيس التنفيذي للشركة، مايك دوستدار، إن الشركة أصبحت أكثر استعدادًا هذه المرة من حيث القدرة الإنتاجية، مشيرًا إلى توفر «كميات كافية من الأقراص» تُمكن من تلبية الطلب المتوقع عند الإطلاق. وأكد أن الشركة ستبذل أقصى جهودها لضمان نجاح طرح الدواء في الأسواق، وتفادي المشكلات التي واجهتها سابقًا مع بعض العلاجات القابلة للحقن، والتي شهدت نقصًا في الإمدادات مع تزايد الإقبال عليها.
من جانبه، أوضح إيفان سيجرمان، المحلل في شركة «بي إم أو كابيتال»، أن الشركة ستستفيد من ميزة الريادة في هذا المجال، لافتًا إلى أن الدواء الفموي سيجذب المرضى الذين يفضلون سهولة الاستخدام والراحة، مقارنة بالحقن الدورية. لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن هذه الأفضلية قد تكون مؤقتة، في ظل توقعات بحصول شركة منافسة على موافقة مماثلة لدواء فموي آخر في عام 2026.
وتأتي هذه الخطوة في سياق منافسة محتدمة بين شركات الأدوية العالمية في سوق علاج السمنة، الذي يُعد من أكثر الأسواق ربحية في القطاع الصحي. وكانت الشركة المنتجة قد تمتعت سابقًا بميزة السبق في طرح أدوية إنقاص الوزن القابلة للحقن، إلا أنها واجهت تحديات كبيرة في تلبية الطلب المتزايد، وهو ما أتاح للشركات المنافسة فرصة لتطوير منتجات بديلة وتعزيز حضورها في السوق.

وأكد تقرير «رويترز» أن المنافسة الحالية لا تعني بالضرورة تراجع شعبية العلاجات القابلة للحقن، إذ يُتوقع أن تسهم الأدوية الفموية في توسيع سوق علاج السمنة بدلًا من تقليص حصة الحقن. وأشار التقرير إلى أن نحو 10% أو أكثر من البالغين يترددون في استخدام الحقن لأسباب نفسية أو عملية، ما يجعل الأقراص خيارًا أكثر جاذبية لهذه الفئة.
ويرى خبراء أن اعتماد أقراص فموية فعالة لإنقاص الوزن قد يُحدث تحولًا واسعًا في طريقة تعامل المرضى مع السمنة، ويزيد من الإقبال على العلاج المبكر، خاصة مع سهولة الاستخدام مقارنة بالوسائل التقليدية. كما يُتوقع أن يسهم هذا التطور في رفع معدلات الالتزام بالعلاج، وهو عامل حاسم في تحقيق نتائج طويلة الأمد.
ومع استمرار السباق بين شركات الأدوية لتقديم حلول أكثر فاعلية وأقل تعقيدًا، تبدو الموافقة الأخيرة لـ«FDA» بمثابة نقطة تحوّل في علاج السمنة، تفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تُعيد رسم خريطة هذا القطاع الطبي الحيوي خلال السنوات المقبلة.
