أمريكا – السابعة الاخبارية
براد بيت، تجدد الصراع بين النجم العالمي براد بيت وطليقته أنجلينا جولي بعد أن رفع بيت ملفًا قضائيًا جديدًا ضدها، يتهمها فيه بـ”التضليل المستمر” في القضية المتعلقة بملكيتهما المشتركة لمزرعة Château Miraval الشهيرة في جنوب فرنسا، التي كانت في يوم من الأيام رمزًا لحبهما، قبل أن تتحول إلى محور نزاع قانوني طويل ومعقد.
المزرعة التي تبلغ مساحتها مئات الأفدنة، وتضم قصرًا فخمًا وحقول عنب تنتج نبيذًا فاخرًا يحمل الاسم نفسه، أصبحت اليوم عنوانًا لخلاف قضائي لا يقل شهرة عن أصحابه، بعدما تبادلا الاتهامات حول ملكية الأسهم وحق الإدارة والبيع.
براد بيت يطالب بالكشف عن رسائل خاصة
في أحدث فصول القضية، طالب فريق براد بيت القانوني المحكمة بإجبار أنجلينا جولي على تسليم سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة التي رفضت الإفصاح عنها حتى الآن.
تشمل هذه الرسائل مراسلاتها مع مدير أعمالها تيري بيرد، والمستشارتين الإعلاميتين البريطانيتين كلوي دالتون وأرمينكا هيليك، إلى جانب مستشارين ماليين آخرين شاركوا في مناقشة صفقة بيع حصتها من المزرعة.
![]()
الفريق القانوني لبيت أكد أن هذه الرسائل قد تكشف عن نية جولي المسبقة في عرقلة عملية البيع لصالحه، أو التلاعب في التفاصيل القانونية لإتمام الصفقة مع طرف ثالث، وهو ما اعتبره بيت “سلوكًا تضليليًا متكررًا” أدى إلى إطالة أمد القضية لسنوات.
بيت: لا حصانة للمراسلات مع غير المحامين
وقال محامو بيت في الملف الجديد إن جولي اعتادت مناقشة “جميع جوانب أعمالها وحياتها المهنية” مع مدير أعمالها تيري بيرد، بما في ذلك الاستراتيجيات القانونية المحتملة، رغم أنه ليس محاميًا.
وأضاف الفريق أن هذه الممارسات تفقد المراسلات صفة السرية القانونية التي تحميها من الكشف، ما يعني أن المحكمة يحق لها طلب الاطلاع عليها. وأشاروا إلى أن جولي لم تقدم سوى رسالة إلكترونية واحدة تتعلق ببيع حصتها في Château Miraval، وهو ما اعتبره الفريق “دليلًا على حجب معلومات جوهرية” تخص سير الدعوى.
وأكد فريق بيت أن رسائل جولي مع المستشارتين الإعلاميتين دالتون وهيليك لا تتضمن أي محامٍ، ولا يوجد مبرر قانوني يمنع الكشف عنها، خاصة أنها تتعلق بقرارات مالية وتجارية وليست محمية بقوانين الخصوصية القانونية.
اتهامات بعدم الشفافية
وفقًا لبيان قدمه فريق بيت، فإن أنجلينا جولي لم تتعاون بالقدر المطلوب خلال مراحل التحقيق، ولم تشرح الأسباب التي دفعتها لإشراك مستشارات إعلاميات في قضايا قانونية تخص المزرعة.
وأضاف البيان أن هناك رسائل مفقودة ووثائق لم تُقدَّم للمحكمة رغم أهميتها، مشيرًا إلى أن هذا السلوك ساهم في تأجيل القضية لأكثر من ثلاث سنوات ونصف، وأدى إلى “إعاقة سير العدالة”.
رد أنجلينا جولي: دعوى بلا أساس ومحاولة للسيطرة
من جانبها، ردت أنجلينا جولي عبر محاميها بول ميرفي، ووصفت الدعوى الجديدة بأنها “محاولة يائسة من بيت لمضايقتها والتحكم بها”، مؤكدة أن طلبه بالحصول على مراسلاتها “يعتمد على التخمين والتكهنات وليس على أدلة ملموسة”.
وطلبت جولي من المحكمة أن يُلزم بيت بدفع 33 ألف دولار لتغطية تكاليف المحاماة المتعلقة بمحاولته الحصول على تلك الرسائل، معتبرة أن هذا النزاع ليس سوى فصل جديد من “حربه الطويلة لإرهاقها نفسيًا وماليًا”.
وقالت جولي في ملفها القانوني إن القضية تجاوزت مجرد خلاف تجاري، مشيرة إلى أن الطلاق الذي جمعهما كان “صعبًا جدًا” عليها وعلى أطفالهما الستة، وإن مزرعة Miraval كانت جزءًا من ذكرياتهم العائلية التي يصعب التخلي عنها.
وأضافت: “تزوجنا هناك، وولدت جزءًا من أطفالي هناك، وأحضرت التوائم من المستشفى إلى المنزل هناك… كان الانفصال عن المكان صعبًا جدًا، خاصة على الأطفال”.
خلفية الصراع على Château Miraval
تعود جذور النزاع إلى عام 2021، حين أبلغت أنجلينا جولي طليقها براد بيت بنيّتها بيع حصتها في المزرعة التي اشترياها سويًا عام 2008 مقابل نحو 25 مليون دولار.
في ذلك الوقت، عرض بيت شراء حصتها مقابل أكثر من 55 مليون دولار، لكن الصفقة فشلت بسبب رفض جولي التوقيع على اتفاقية عدم إفصاح (NDA) كانت شرطًا أساسيًا لإتمام البيع.
وبعد أشهر قليلة، فوجئ بيت بأن جولي باعت حصتها إلى شركة Stoli Group التابعة لرجل الأعمال الروسي يوري شيفلر، ما أثار غضب النجم الهوليوودي الذي اعتبر أن البيع تم من دون موافقته المسبقة، في خرق صريح لاتفاق الشراكة بينهما.
منذ ذلك الوقت، تبادل الطرفان الدعاوى والدعاوى المضادة، حيث رفع بيت قضية يتهم فيها جولي ببيع غير قانوني، بينما تقدمت الشركة الروسية بدعوى ضد بيت تتهمه بـ”محاولة استيلاء عدائي” على إدارة المزرعة.
رمزية المزرعة في حياة الثنائي
كانت Château Miraval أكثر من مجرد استثمار مالي بالنسبة إلى براد وأنجلينا؛ فهي المكان الذي شهد أجمل مراحل علاقتهما، حيث احتفلا بزفافهما هناك عام 2014 وسط أجواء عائلية حميمية.
كما كانت المزرعة بمثابة ملاذ عائلي لهما ولأطفالهما الستة، حيث أمضوا فصول الصيف بين الطبيعة الفرنسية والهدوء الريفي. ولهذا، يعتبر كل طرف أن فقدان السيطرة على المزرعة يمثل فقدانًا لجزء من تاريخه الشخصي والعاطفي.
حرب قانونية طويلة الأمد
منذ عام 2016، عقب طلاقهما الشهير، دخل النجمان في سلسلة من النزاعات القضائية شملت قضايا الحضانة، وتقاسم الممتلكات، وحقوق الإنتاج السينمائي، إلا أن نزاع Château Miraval يبقى الأطول والأكثر تعقيدًا.
القضية الحالية تتضمن عشرات الملفات القانونية، وشهادات من خبراء ماليين ومستشارين قانونيين، إضافة إلى مراسلات إلكترونية وتحويلات مالية بين الطرفين.
وبحسب مصادر مقربة من الفريقين، فإن جلسات المحاكمة القادمة قد تستمر لمدة تصل إلى 15 يومًا، وسط توقعات بأن تكون واحدة من أكثر القضايا الشخصية إثارة في هوليوود هذا العام.
ثروة Miraval بين الحب والعداء
تُعد مزرعة Château Miraval اليوم من أشهر مصانع النبيذ في العالم، وتقدر قيمتها السوقية بعشرات الملايين من الدولارات. وقد حقق النبيذ الذي يُنتج منها نجاحًا تجاريًا كبيرًا، ما جعلها مصدر دخل مهم للطرفين قبل الانفصال.
لكن اليوم، تحوّل هذا النجاح إلى بؤرة صراع شرس بين جولي وبيت، حيث يسعى كل طرف للسيطرة على الحصة الأكبر من الأرباح والقرار الإداري.

محاولات الصلح التي فشلت
على الرغم من محاولات التسوية التي جرت في السنوات الماضية، فإن العلاقة بين النجمين تدهورت بشكل كبير. مصادر مقربة ذكرت أن بيت حاول في البداية التفاوض بعيدًا عن المحاكم، لكن جولي تمسكت ببيع حصتها لشركة أخرى، معتبرة أن التعامل معه “لم يعد ممكنًا”.
من جانبه، يرى بيت أن تصرف جولي كان طعنة في الثقة، خاصة أنهما اتفقا سابقًا على الاحتفاظ بالمزرعة كإرث للأبناء.
هل تقترب النهاية؟
حتى الآن، لم يتم تحديد موعد نهائي للمحاكمة، لكن من المتوقع أن تبدأ خلال الأشهر المقبلة، وتستمر أسبوعين على الأقل. ويتوقع مراقبون أن يقدم الطرفان مفاجآت قانونية جديدة، خاصة مع إصرار بيت على الكشف عن الرسائل الخاصة، ورفض جولي القاطع لذلك.
المعركة القانونية بين براد بيت وأنجلينا جولي تبدو بعيدة عن نهايتها، إذ تحولت من نزاع حول شركة نبيذ إلى صراع رمزي على الماضي والذكريات، يعكس الوجه المعقد للحب بعد الانفصال في عالم النجوم.
خلاصة: معركة مريرة على أرض الذكريات
قصة Château Miraval لم تعد مجرد نزاع مالي أو قانوني، بل تحولت إلى رمز للعلاقة المكسورة بين اثنين من أشهر نجوم هوليوود. براد بيت يسعى لإثبات أنه صاحب الحق القانوني والإداري في المزرعة، بينما ترى أنجلينا جولي أنها تمارس حريتها في التصرف بأملاكها كما تشاء.
وبين الأوراق القانونية ورسائل البريد الإلكتروني، تختبئ قصة حب تحولت إلى معركة عناد وكبرياء، تُكتب فصولها ببطء في أروقة المحاكم الفرنسية والأميركية.
ومهما كانت نتيجة هذه الجولة من الصراع، تبقى Château Miraval شاهدًا على رحلة بدأت بالحب وانتهت بنزاع، ربما لن يُغلق قريبًا.
