إسبانيا – السابعة الإخبارية
برشلونة.. بعد أكثر من عامين من الابتعاد القسري، يفتح ملعب “سبوتيفاي كامب نو” أبوابه مجددًا أمام جماهير برشلونة، في لحظة تاريخية طال انتظارها. فقد أعلن النادي الكتالوني رسميًا عودته إلى ملعبه الأسطوري يوم الأحد 10 أغسطس 2025، ضمن فعاليات كأس خوان جامبر، التي ستتحول هذا العام إلى مهرجان احتفالي كبير، يحمل عنوان العودة إلى “المنزل”.
ويمثل هذا الإعلان بارقة أمل لجماهير برشلونة التي صبرت كثيرًا على غياب الفريق عن معقله، واضطرته الظروف لخوض موسمين متتاليين على ملعب “مونتجويك”، بينما كانت تجري خلف الكواليس واحدة من أكبر عمليات التجديد والتطوير في تاريخ الملاعب الأوروبية.

كامب نو.. الفصل الجديد من الأسطورة
نشر النادي بيانًا رسميًا عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أكد فيه إقامة حفل العودة في الموعد المحدد، وسط استعدادات ضخمة وتحضيرات فنية وتقنية، تهدف إلى تقديم تجربة لا تُنسى للمشجعين داخل وخارج الملعب.
ورغم أن العودة ستكون جزئية فقط، نظرًا لاستمرار أعمال البناء في أجزاء من الاستاد، خاصة في المدرج الثالث، ومناطق كبار الزوار، والمرافق الداخلية، إلا أن الحدث سيحمل طابعًا رمزيًا قويًا، يُجسد عودة الروح إلى “كامب نو”، ويعيد ربط الفريق بجمهوره الذي لطالما مثّل قلبه النابض.

ملعب برشلونة:سعة محدودة.. ومشاعر كبيرة
بحسب ما كشفته تقارير إعلامية مقربة من النادي، فإن القدرة الاستيعابية في يوم الافتتاح ستكون محدودة عند نحو 25 ألف مشجع فقط، وذلك لأسباب تتعلق بالسلامة العامة واستمرار بعض الأعمال داخل الملعب. وعلى الرغم من عدم إعلان النادي عن هذا الرقم رسميًا، فإن الاستعدادات الأمنية والتنظيمية تسير بما يتناسب مع هذا العدد.
سيكون الحضور انتقائيًا ومميزًا، يجمع بين الجماهير، رموز النادي، بعض نجوم الماضي، وشخصيات مؤثرة في تاريخ برشلونة، ما يمنح الحدث طابعًا إنسانيًا وعاطفيًا يتجاوز كونه مجرد مباراة استعراضية.
برشلونة: احتفالية كروية بأبعاد ثقافية وتكنولوجية
تحت شعار: “نعود إلى المنزل، نهتز من جديد”، أطلق برشلونة حملة ترويجية ضخمة مرافقة للعودة المرتقبة، تتضمن عددًا من الفعاليات الرقمية والميدانية، التي تستهدف جماهيره في كتالونيا وحول العالم. وسيشهد اليوم الافتتاحي برنامجًا متنوعًا يجمع بين العروض الفنية، الفقرات الوثائقية، والتكريمات، بالإضافة إلى المباراة الرئيسية التي لم يتم الإعلان بعد عن هوية الخصم فيها.
وستُبث الفعاليات عالميًا عبر منصات متعددة، مع تغطية إعلامية موسعة، تعكس مكانة برشلونة كأحد أكثر الأندية تأثيرًا في المشهد الرياضي والثقافي العالمي.
الملعب الجديد.. مزيج بين التاريخ والمستقبل
انطلقت أعمال التجديد الشاملة لـ “كامب نو” في مايو 2023، كجزء من مشروع “إسباي برشلونة” الذي يهدف إلى تحويل المنطقة المحيطة بالاستاد إلى مجمع رياضي وتجاري متكامل. وتضمنت الأعمال تحديث البنية التحتية بالكامل، توسعة المرافق، إدخال تقنيات ذكية، وتحسين شروط السلامة والراحة.
وأكد النادي في بيانه أن أعمال التطوير ستتواصل بعد حفل الافتتاح، لا سيما في المدرج الثالث، سقف الملعب، ومناطق الضيافة والمرافق العامة، إلا أن هذه الأعمال لن تعيق استخدام الملعب لمباريات الموسم، حيث سيتم تأمين كل المناطق المخصصة للجماهير بشكل كامل.

التزام كامل بتجربة جماهيرية آمنة ومميزة
حرصت إدارة النادي على التأكيد أن كل التسهيلات ستكون جاهزة لضمان تجربة آمنة ومريحة للجماهير، مشيرة إلى أن كامب نو في حلته الجديدة لن يكون مجرد ملعب، بل مركزًا تفاعليًا يدمج بين الرياضة، التكنولوجيا، والثقافة.
وقد تم اعتماد أعلى المعايير الدولية في عمليات البناء والتجهيز، بما في ذلك البنية التحتية الرقمية، مقاعد ذكية، شاشات عرض عملاقة، وخدمات ترفيهية وتجارية متطورة.
لحظة للذكرى.. وانطلاقة لمستقبل جديد
بالنسبة لمشجعي برشلونة، لن يكون يوم 10 أغسطس مجرد مباراة أو حفل افتتاح، بل هو لحظة انتظار امتدت لعامين، عادت خلالها الذكريات، واشتعلت المشاعر، واليوم يعود الفريق إلى حيث ينتمي، إلى الملعب الذي شهد أعظم لحظاته، والذي يستعد الآن لاحتضان مستقبل جديد.
فبينما يخطط النادي لانطلاقة قوية في الموسم المقبل تحت قيادة فنية جديدة وطموحات متجددة، ستكون العودة إلى “كامب نو” نقطة تحول، تعيد التوازن للفريق، وتُنعش الحلم الذي لم ينطفئ.
عائدون إلى بيتنا pic.twitter.com/Rpk6paoy6n
— نادي برشلونة (@fcbarcelona_ara) June 25, 2025