الهند، محمد الصو – السابعة الاخبارية
بريانكا شوبرا، في واحدة من أكثر جلسات قمة بريدج 2025 تأثيرًا وإلهامًا، خطفت النجمة العالمية بريانكا شوبرا الأنظار في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، حيث قدّمت سردًا صريحًا وعميقًا لمحطات حياتها المهنية بين بوليوود وهوليوود، وكشفت عن الوجه الحقيقي لمسيرة لم تُبنَ على المصادفة، بل على الإرادة، الشجاعة، والقدرة الدائمة على التحوّل.
الجلسة التي أدارها الإعلامي أنس بوخش تحت عنوان “مسيرة مهنية متوازنة في عالم مهووس بالشهرة والمال”، تحولت إلى درس حيّ في الإصرار وتقبّل الذات، ومساحة استثنائية تحدثت فيها شوبرا بلا تكلّف عن الضغوط، الإخفاقات، التحولات، وانتزاع المساحة الخاصة وسط ضجيج النجومية.
وفي مقال ممتد من 800 كلمة، إليك حكاية بريانكا كما روتها في أبوظبي—بصراحة وقوة وجاذبية كاملة تحمل اسمها.
بريانكا شوبرا: امرأة تعرف كيف تربح نفسها قبل أن تربح الشهرة
رغم مكانتها كأحد أشهر الوجوه في السينما العالمية، أكدت بريانكا أنّ أهم إنجاز حققته خلال مسيرتها الطويلة ليس فيلمًا عالميًا ولا جائزة مرموقة، بل قدرتها على صنع توازن حقيقي بين حياتها الشخصية ومسيرتها الدولية. قالت وهي تبتسم:
“أعظم نجاحاتي هو بناء بيت مليء بالسلام، بيت أشعر فيه أنني أنا… بعيدًا عن صخب العالم.”
شوبرا أوضحت أنها اختارت دائمًا أن تعطي الأولوية للإنسان الذي بداخلها؛ فالشعور بالاستقرار النفسي كان بالنسبة لها وقودًا لاستمرارها، وليس العكس. ومن هنا بدأت ملامح شجاعتها الحقيقية بالظهور: امرأة قادرة على صناعة مجدها دون أن تسمح له بابتلاعها.

كسر القوالب… فلسفة بريانكا التي صنعت منها علامة عالمية
منذ بداياتها، رفضت بريانكا الاستسلام للأدوار النمطية التي كانت مفروضة على النساء في بوليوود. أكدت أنها لطالما شعرت بأن التكرار يقتل الإبداع، وأنها لن تقبل بأن تُحصر في صورة واحدة.
تقول بثقة واضحة:
“لست الشخص نفسه الذي كنت عليه قبل عشر سنوات. الإنسان ليس قالبًا ثابتًا… نحن مخلوقات متعددة المواهب.”
هذه القناعة دفعتها إلى تنويع مسيرتها بشكل نادر: تمثيل، غناء، إنتاج، عمل إنساني، ووجود عالمي مؤثر. وكما أوضحت، فإن الانتقال بين مجالات مختلفة لم يكن محاولة للانتشار بقدر ما كان رغبة حقيقية في النمو، واستجابة لفضولها الداخلي الذي لم يخفت منذ أن كانت مراهقة من مدينة Bareilly في الهند.
من 6 إخفاقات إلى بطولة صنعت التاريخ… محطة Fashion
من أهم اللحظات التي جذبت الأنظار في الجلسة حين تحدثت شوبرا عن البدايات الصعبة. عند وصولها إلى مومباي في سن السابعة عشرة، لم يكن في انتظارها أضواء أو فرص ذهبية، بل سلسلة إخفاقات مؤلمة.
اعترفت بأن ستة من أفلامها الأولى لم تلقَ نجاحًا، وأن كثيرين توقعوا أن مسيرتها ستنتهي مبكرًا. لكن المفارقة حدثت عندما جاءتها فرصة بطولة فيلم Fashion، وهو فيلم تقوده ثلاث نساء، وكانت الصناعة الهندية آنذاك تعتبر هذا النوع من الأعمال “مخاطرة قاتلة”.
إلا أنّها اتخذت القرار الشجاع. والنتيجة:
تحوّل الفيلم إلى إحدى أبرز محطات حياتها، وغيّر صورتها في السينما، ودفعها إلى مستوى جديد من الاعتراف والنجومية.
قالت عن تلك المرحلة:
“لم أكن أملك شيئًا لأخسره… لذلك اخترت أن أراهن على نفسي.”
بين بوليوود وهوليوود… مسيرة تتحدى الحدود ولا تعترف بالجدران
شوبرا تحدثت أيضًا عن انتقالها إلى هوليوود، مؤكدة أن هذا التحول لم يكن سعيًا وراء الأضواء، بل بحثًا عن مساحة لا تُحاصر فيها بدور واحد.
واجهت صعوبات في البداية: اختلاف ثقافات، طريقة عمل جديدة، منافسة شرسة، ودخول عالم لم يكن يضم الكثير من الوجوه الهندية في الصفوف الأمامية. لكن قوة إرادتها وحضورها الطاغي صنعت لها مكانًا تُحترم فيه، لتحصل لاحقًا على أدوار بارزة وتفتح الباب لعدد كبير من الممثلين الآسيويين.
كانت رسالتها واضحة: الطموح لا يجب أن يُحدّد بحدود دولة أو سوق أو توقعات الآخرين.
قرار يوم واحد… لكنه يكشف الكثير عن روحها
من أكثر اللحظات إنسانية في حديثها، شرحها لكيف اتخذت قرار حضورها قمة بريدج 2025 في أبوظبي ليوم واحد فقط، قادمة من لوس أنجلوس ومتجهة فورًا إلى نيويورك.
اعترفت بأنها فكرت في إرهاق السفر، وفي مسؤولياتها تجاه ابنتها الصغيرة، لكنها قررت الحضور بدافع الحب—حب الناس، حب المنطقة، وحب أبوظبي التي قالت إنها ترتبط بها بذكريات مهنية وشخصية.
كان هذا التفصيل البسيط كافيًا ليرى الجمهور جانبًا آخر من شخصيتها: امرأة عملية، أم حريصة، ونجمة تعرف قيمة جمهورها.
سر بريانكا الحقيقي: التطور المستمر
من خلال الجلسة، بدا واضحًا أنّ ما يميز بريانكا شوبرا ليس نجاحها الفني فقط، بل قدرتها على إعادة اختراع نفسها في كل مرحلة.
هي ليست مجرد ممثلة لامعة، بل امرأة شغوفة بالتجارب الجديدة، تبحث عن معنى في كل محطة، ولا تخشى التخلي عما لم يعد يناسبها.
امرأة نجحت لأنها لم تخف من التغيير، ولأنها آمنت بأن النجومية ليست غاية… بل رحلة.
وقالت في ختام حديثها:
“الشهرة تأتي وتذهب… لكن الإنسان الذي تبنيه داخل نفسك هو الذي يصمد.”

خلاصة قمة بريدج 2025 مع بريانكا شوبرا
كانت الجلسة أكثر من حوار فني؛ كانت رسالة عن الشجاعة، عن رفض القوالب، عن الحفاظ على التوازن الإنساني، وعن أهمية أن يكون النجاح امتدادًا للذات لا عبئًا عليها.
في أبوظبي، خاطبت بريانكا الحضور بصدق، وتركت وراءها أثرًا يقول:
النجاح الحقيقي لا يصنعه التصفيق… بل الإصرار على أن تكون أنت، مهما تغيّر العالم حولك.