القاهرة – السابعة الاخبارية
بسمة بوسيل، في حوار إذاعي لافت، فاجأت الفنانة المغربية بسمة بوسيل الجمهور بكشف مثير عن واحدة من أشهر الأغنيات العربية في العقد الأخير، وهي أغنية “مشاعر” التي غنّتها النجمة شيرين عبدالوهاب وحققت بها نجاحًا مدوّيًا في العالم العربي. بسمة أكدت أن الأغنية كانت في الأصل موجهة لها، ضمن ألبومها الأول الذي أشرف عليه الفنان المصري تامر حسني، ما أثار جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وجدّد النقاش حول الفرص الضائعة في الوسط الفني.
بسمة بوسيل تؤكد: “مشاعر” كانت من نصيبي.. لكن لم تُدرج في الألبوم
في اللقاء الذي أُجري معها مؤخرًا عبر إذاعة مغربية، تحدثت بسمة بوسيل عن كواليس دخولها عالم الفن بعد مشاركتها في برنامج ستار أكاديمي، حيث لفتت الأنظار بصوتها وشخصيتها. لكن المفاجأة كانت عندما قالت:
“تامر حسني كان يشرف على ألبومي الأول بنفسه، وكان قد اختار لي أغنية (مشاعر) لتكون ضمنه، لكنها في النهاية لم تُدرج ضمن الألبوم لأسباب إنتاجية وخيارات فنية.”
وأضافت بسمة أن المنتج الكبير محسن جابر كان متبنيًا مشروعها الفني آنذاك، وأن هناك مجموعة من الأغاني التي كانت مخصصة لها تم توزيعها لاحقًا على فنانات أخريات، وهو ما كان محبطًا بالنسبة لها.
وعلّقت بمرارة واضحة:
“لا أحب استرجاع تفاصيل تلك المرحلة لأنها تثير في نفسي مشاعر الحزن… شعرت وقتها أنني فقدت شيئًا كان من الممكن أن يكون بوابتي الحقيقية لعالم النجومية.”
أغنية “مشاعر” والانطلاقة الكبرى لشيرين
تُعد أغنية “مشاعر” واحدة من أكثر الأعمال انتشارًا في مسيرة شيرين عبدالوهاب، خصوصًا بعد أن تم استخدامها كشارة لمسلسل حكاية حياة بطولة غادة عبد الرازق في رمضان 2013. الأغنية، التي كتب كلماتها أحمد مرزوق ولحنها محمد رحيم، لاقت رواجًا واسعًا، وارتبطت في الوجدان العربي بلحظة درامية عاطفية، جعلت منها أيقونة غنائية حقيقية.
وإذا كانت فعلاً الأغنية قد كُتبت في الأصل لبسمة، فإن ما كشفته يسلّط الضوء على تقلبات الوسط الفني، حيث كثيرًا ما تُعاد برمجة الأغاني وفق معطيات تجارية أو إنتاجية، وهو أمر مألوف لكن غالبًا لا يُكشف أمام الجمهور.
عن تامر حسني: أضاف لي الكثير
ورغم انفصالها عن النجم تامر حسني، تحدّثت بسمة عنه بكل احترام وتقدير، مشيرة إلى أنه كان له دور كبير في تشكيل رؤيتها الفنية. قالت:
“تامر فنان ذكي وموهوب. كنت ألاحظ كيف يختار أغانيه وكيف يدير مشاريعه، وكأنني كنت أخوض تجربة تعليمية مكثفة معه.”
ورغم الخلافات التي طفت على السطح بعد الانفصال، أظهرت بسمة نضجًا في طريقة تعاملها مع الماضي، مؤكدة أن تجربتها مع تامر كانت مهمة ومليئة بالدروس، سواء على المستوى المهني أو الشخصي.
أنا لا أُنسى.. لأنني أترك أثرًا
واحدة من أكثر التصريحات التي لفتت الانتباه في اللقاء، كانت ثقة بسمة بوسيل في حضورها وتقديرها لذاتها، حيث قالت:
“من المستحيل أن أُنسى، لأنني أترك أثرًا في حياة كل من أتعامل معه، سواء كنت صديقة أو أمًّا أو حتى زميلة. أحب أن يضيف لي من يدخل حياتي شيئًا ذا قيمة، وهذا ما يحدد من يستمر ومن يرحل.”
هذه الفلسفة، كما وصفتها، هي ما تُبقيها متوازنة رغم غيابها عن الأضواء لفترات، مشيرة إلى أن تأثير الإنسان لا يُقاس فقط بعدد الأغاني أو الألبومات، بل بالذكريات التي يتركها في قلوب الآخرين.
حضور هادئ.. وتأثير باقٍ
في السنوات الأخيرة، لم تكن بسمة بوسيل حاضرة بقوة في الساحة الغنائية، إلا أن اسمها ظل يتردّد باستمرار، سواء في إطار علاقتها السابقة بتامر حسني، أو بسبب مشاريعها الجانبية في مجالات مثل تصميم الأزياء والعطور.
وهي تؤكد أنها لم تبتعد عن الفن كليًا، لكنها تختار توقيت الظهور بعناية، وتركّز على أن يكون لما تقدّمه معنى وأثر. تقول:
“أفضّل أن أظهر عندما يكون لدي شيء حقيقي أقوله. الفن مسؤولية وليس فقط ترفيه. وقد تعلمت أن الجمهور يقدّر الصدق أكثر من الكم.”
دروس من التجربة
كشفت تجربة بسمة بوسيل مع أغنية “مشاعر” عن واقع مرير يواجهه الكثير من الفنانين في بداياتهم، حيث يُحرمون أحيانًا من فرص استثنائية لأسباب خارجة عن إرادتهم. وفي الوقت نفسه، تعكس القصة نضجًا في تعامل بسمة مع خسارتها تلك، حيث لم تهاجم أحدًا، بل اكتفت بسرد الحقيقة وترك الحكم للجمهور.
ومع أن الأغنية اشتهرت بصوت شيرين، إلا أن معرفة الجمهور بأنها كانت مخصصة لوجه جديد آنذاك، يضفي عليها طبقة إضافية من الدراما الفنية.
هل تعود بسمة بوسيل إلى الغناء؟
هذا السؤال بات مطروحًا بقوة بعد هذا اللقاء، خاصة مع عودة اهتمام الجمهور بها من خلال تصريحاتها الصادقة. وفي ظل تجدد الحديث عن مشاريع فنية جديدة قد تجمعها بمواهب شابة أو منتجين جدد، لا يستبعد مراقبون أن تستثمر بسمة هذا الزخم في إعادة تقديم نفسها فنيًا، ربما بأغنية واحدة تعيد إليها الضوء الذي افتقدته منذ ألبومها المؤجل.
وربما يكون الوقت مناسبًا لتُصدر أغنية بعنوان “مشاعر” أخرى، من وحي التجربة التي غيّرت مسارها الفني، وتحوّلت إلى محطة حاسمة في مشوارها.
في النهاية، تبقى بسمة بوسيل حالة فنية وإنسانية مختلفة، تثبت أن بعض القصص تُكتب من بين السطور، وأن الأثر لا يُقاس فقط بعدد الأغنيات، بل بالصدق في التجربة، والثقة بالنفس، والإيمان بأن لكل شيء وقته المناسب.