سوريا – السابعة الإخبارية
سارة فرح.. في خطوة فجرت موجة من الصدمة بين جمهورها ومحبيها، أعلنت المطربة السورية سارة فرح اعتزالها الغناء بشكل نهائي، عبر فيديو مؤثر نشرته على حسابها الرسمي على منصة إنستجرام. الفيديو الذي ظهرت فيه باكية وصريحة، كشف عن تفاصيل قرار لم يكن في الحسبان بالنسبة للكثيرين، خاصةً بعد نشاطها الفني اللافت في الأشهر الأخيرة.
سارة فرح.. اعتزال غير متوقع.. قصة ألم وراء القرار
لم يكن اعتزال سارة فرح مجرد قرار عادي أو استراحة مؤقتة، بل حمل بين طياته الكثير من الألم والضغط النفسي الذي تعرّضت له خلال السنوات الماضية. في الفيديو الذي نشرته عبر خاصية “ستوري”، تحدثت الفنانة عن فقدانها للشغف الفني الذي لطالما كان نبض قلبها، وعن ظروف شخصية أثّرت عليها بشدة، كان لها الدور الأكبر في قرارها النهائي.

أوضحت سارة أن نقطة التحول الحاسمة جاءت منذ نحو ثلاثة أشهر، حين تعرضت والدتها لوعكة صحية مفاجئة أثرت على نفسيتها بشكل عميق، وأجبرتها على مراجعة أولوياتها في الحياة. وقالت:”انسرق مني عمري وطموحي، وانطفأت أحلامي.. أنا شخص حنون، لكنني لم أعد أملك الطاقة للاستمرار”.
وبينما كانت كلماتها تنضح بالحزن، أكدت الفنانة أنها لم تعد تجد الدفء الإنساني الذي تبحث عنه، مشيرة إلى أن الضغوط المتراكمة في مجال الفن وأسلوب الحياة الذي فرضته الشهرة ساهم في استنزافها.

رسالة شكر بلا ندم: وداع بفخر واعتراف
رغم الألم الواضح في نبرة صوتها، وجهت سارة فرح رسالة شكر حارة لجمهورها الذي دعمها طوال سنوات مشوارها الفني، قائلة إنها ممتنة لكل لحظة دعم وصلتها من المعجبين والمتابعين. لكنها في الوقت نفسه أكدت عدم شعورها بأي ندم على قرارها، مؤكدة:”أتمنى أن أعيش حياة طبيعية هادئة، بعيداً عن أضواء الشهرة والضغوط التي لم تعد تحتملها”.
كانت هذه الكلمات بمثابة وداع حقيقي لعالم الفن الذي شهد نجاحاتها الكبيرة، لكنها بنفس الوقت كانت تعبيراً عن حقها في البحث عن السلام النفسي والراحة التي فقدتها.
آخر أعمالها الفنية: أغنية “إروي” ووداع جميل
رغم إعلانها المفاجئ، لم تبتعد سارة عن جمهورها دون أن تترك لهم بصمة فنية جديدة، حيث أطلقت قبل خمسة أيام فقط أغنيتها الأخيرة بعنوان “إروي”، التي تحمل توقيعها في الكلمات والألحان، كما تعاونت مع فريق التوزيع الموسيقي Hijazi Records. الأغنية التي لاقت تفاعلاً واسعاً بين المتابعين، جاءت كرسالة فنية وداعية تمثل الختام الحزين لمسيرتها الغنائية.
من هي سارة فرح؟ رحلة نجاح وشهرة متجددة
ولدت سارة فرح في العاصمة السورية دمشق عام 1991، وكانت البداية مع حلم الفن، لكنها دخلت كلية الحقوق قبل أن تتركها لتتفرغ لمسيرتها الفنية. شهرتها الحقيقية بدأت مع مشاركتها في النسخة الثامنة من برنامج المواهب ستار أكاديمي عام 2011، حيث أظهرت صوتاً قوياً وموهبة فريدة أهلتها للوصول إلى النهائيات وحصد المركز الثالث.
بعد البرنامج، انطلقت في رحلة فنية بين الغناء والتمثيل، ونجحت في كسب جمهور واسع من خلال أدائها المتنوع وصوتها القوي، ليصبح اسمها من الأسماء المعروفة في الساحة الفنية السورية والعربية. ولكن رغم كل النجاحات، لم تسلم من الضغوط النفسية والشخصية التي أثرت على استمرارها.

ضغوط الشهرة وتأثيرها على الفنانين
قصص الانسحاب والاعتزال ليست جديدة في عالم الفن، حيث يواجه كثير من الفنانين تحديات نفسية وجسدية نتيجة ضغوط العمل، والحياة تحت المجهر، والتحديات الأسرية. وفي حالة سارة فرح، يبدو أن مزيج هذه العوامل، إلى جانب الأزمة الصحية لوالدتها، كانت عوامل رئيسية دفعتها لاتخاذ قرار صعب لكنه يعبر عن حقها في البحث عن ذاتها بعيداً عن الأضواء.
ماذا بعد الاعتزال؟
بالرغم من اعتزالها الرسمي، يبقى الجمهور ينتظر رؤية ماذا تخبئ السنوات القادمة لسارة فرح، وهل ستختار العودة للفن من بوابة جديدة أو ربما تنخرط في مجال مختلف. ما هو مؤكد أنها الآن تتجه نحو حياة أكثر هدوءاً وراحة نفسية، وهو ما تمنته في رسالتها الأخيرة.

تظل قصة سارة فرح مثالاً حياً على أن الحياة الشخصية تؤثر بشكل كبير على المشوار الفني، وأن الشهرة ليست دوماً ضمانة للسعادة. قرارات الاعتزال تعكس أحياناً بحث الفنان عن السلام الداخلي، وعن فرصة لإعادة بناء حياته بعيداً عن ضغوط المشهد الفني.
ولمحبي سارة، يبقى الأمل في أن تجد الراحة والطمأنينة التي تبحث عنها، وأن تبقى ذكراها الفنية حية في قلوبهم، مهما ابتعدت عن المسرح وأضواء الشهرة.