مصر – السابعة الإخبارية
هبة قطب.. ما بين أجواء احتفالية صاخبة وحديث لا يتوقف على وسائل التواصل الاجتماعي، تصدّر اسم الدكتورة هبة قطب، استشارية العلاقات الزوجية والأستاذة الجامعية، واجهة الجدل بعد زفاف ابنتها دينا هشام.
حفل الزفاف الذي خرج عن المألوف شكّل مادة دسمة للنقاش والهجوم، خاصة على منصات السوشيال ميديا، وسط اتهامات وتكهنات طالت العروس ووالدتها على حد سواء. لكن ردّ هبة قطب جاء غير تقليدي… هادئ في ظاهره، وحازم في مضمونه.

حفل زفاف غير تقليدي يشعل موجة من الانتقادات
بدأ الجدل بعد انتشار صور ومقاطع فيديو من زفاف دينا هشام، حيث أظهرت لقطات عناصر غير معتادة في حفلات الزفاف “الكلاسيكية”، مثل استبدال كعكة الزفاف بصينية دجاج مقلي، ورقصات مبهجة على أنغام موسيقى “ديسكو”، وأجواء احتفالية صاخبة وصفتها بعض التعليقات بأنها “غربية وغريبة”.
زاد الطين بلة شائعات تزعم أن العروس حملت في ليلة الزفاف، بناءً على “نصائح علمية” من والدتها، ما أثار موجة من الانتقادات اللاذعة، خاصة من شخصيات إعلامية بارزة.
من بين المنتقدين، دخلت الإعلامية ياسمين الخطيب على الخط، مستحضرة تصريحات قديمة للدكتورة قطب حول موضوعات حساسة مثل الختان والعلاقة الحميمة، وقالت إن زفاف ابنتها “أعاد فتح ملفات قديمة لم تُغلق بعد”، على حد وصفها.
هبة قطب ترد برسائل صامتة: “دعوا الناس تفرح”
وسط هذا السيل من الانتقادات، قررت هبة قطب الرد بأسلوب غير مباشر، حيث نشرت عبر حسابها على فيسبوك منشورًا جاء فيه:”الناس التي قلوبها غير صافية لا تعرف أن تفرح للآخرين وتستمتع بإيقاعهم… العقاب هو تجنب هذه الشخصيات.”
كلمات واضحة تحمل نبرة حازمة دون الدخول في مشادات أو توضيحات، وهو الأسلوب الذي اعتادت عليه قطب في تعاملها مع الجدل العام، رافضة الرد على كل اتهام بشكل مباشر.
وفي رسالة أخرى، اختارت أن توجه تهنئة لابنتها وزوجها، قالت فيها:”ربنا يسعدكم ويبارك في حياتكم ويعمر بيتكم بالمودة والرحمة … ويرزقكم الذرية الصالحة.”
من “فتاة البوركيني” إلى عروس حديث السوشيال ميديا
اللافت أن دينا هشام ليست غريبة عن الجدل الإعلامي، إذ سبق وأن عُرفت بلقب “فتاة البوركيني” بعد منعها من دخول أحد المنتجعات بسبب ارتدائها زي السباحة الشرعي، وهي الواقعة التي فتحت حينها نقاشًا حادًا حول الحريات الفردية والمظهر الخارجي.
في زفافها، عادت دينا هشام لتثير الجدل مجددًا، لكنها هذه المرة لم تقف مكتوفة الأيدي، بل نشرت على حساباتها الشخصية صورًا من حفل الزفاف، وأرفقتها بتعليق مقتضب وواضح:”لا يهمني الكارهون، لقد تزوجنا.”
رسالة تؤكد فيها أنها غير معنية بالحملة التي طالتها، وأنها ماضية في حياتها الجديدة دون الالتفات للانتقادات.

قراءة في المشهد: “الصمت الذكي” لهبة قطب
يرى مراقبون أن هبة قطب اعتمدت استراتيجية “الصمت الذكي”، حيث تجنبت الدخول في سجالات قد تفقدها مكانتها الأكاديمية والاجتماعية، وفضلت الرد بإشارات تحمل معاني العتاب والاتزان دون تصعيد.
في تصريحات لاحقة، قالت قطب إن “لا أحد يعلم النوايا إلا الله”، مؤكدة أن تأويلات الناس لما تفعله هي أو ابنتها لا تعني بالضرورة أنها صحيحة، وأن الهجوم غالبًا ما يكون نتاج تصورات مشوهة أو نوايا سيئة.
المجتمع VS الفرد: من يحدد شكل “الفرح المقبول”؟
ما أثاره زفاف دينا هشام يتجاوز قصة شخصية لعائلة مشهورة، ويمثل صدامًا بين رؤى تقليدية لما يجب أن تكون عليه مظاهر الفرح، وبين جيل جديد يرى أن الاحتفال بالزواج حق شخصي لا ينبغي أن يخضع لأذواق الآخرين.
الاحتفالات الحديثة أصبحت اليوم مزيجًا من الأذواق والعادات العالمية، وهو ما يصطدم أحيانًا بثقافات محافظة تُحمّل الشخصيات العامة مسؤولية إضافية عن تصرفاتهم، حتى في مناسباتهم الخاصة.
في الختام: زفاف يكشف هشاشة الفهم الاجتماعي
ربما لم تكن دينا هشام أو والدتها تتوقعان أن يتحول يوم الفرح إلى قضية رأي عام، لكن ما جرى يعكس عمق الحساسية المجتمعية تجاه تصرفات الشخصيات المؤثرة، ومدى سرعة انتشار الأحكام المسبقة.
هبة قطب، من خلال أسلوبها الهادئ، قدمت درسًا في ضبط النفس والرد غير المباشر، بينما أثبتت دينا هشام أنها قادرة على الوقوف في وجه موجات النقد، مستندة إلى قناعاتها الخاصة.
في النهاية، قد لا يحق لأحد أن يقرر كيف يفرح الآخرون… طالما لم يتجاوزوا حدود الأخلاق أو القانون.
