مصر – السابعة الإخبارية
أحمد سعد.. في خضم احتفالات موسم عيد الأضحى، أحيا الفنان المصري أحمد سعد أولى حفلاته الغنائية بعد عودته من المملكة العربية السعودية، حيث أدى مناسك الحج في أجواء روحانية، شارك تفاصيلها مع جمهوره عبر منصات التواصل الاجتماعي.
لكن عودة سعد السريعة إلى المسرح بعد “طهوره الأخير” كما وصف، أثارت موجة من الجدل، لا سيّما بعد تعليق الشيخ مظهر شاهين الذي عبّر عن استيائه من التراجع عن “لحظة توبة”، بحسب تعبيره.

الشيخ شاهين يعلّق على أحمد سعد : التوبة ليست لحظة انفعال
في تعليق أثار تفاعلًا واسعًا، كتب الشيخ مظهر شاهين عبر حساباته الرسمية: “مؤلم أن يعود بعض الناس عن توبتهم وكأنها كانت مجرد لحظة انفعال عاطفي في موسم الحج، فالتوبة عقد مع الله، وليست زينة موسمية تُخلع بعد الإحرام. نسأل الله الثبات لنا ولهم، فالعبرة بالخواتيم لا بالبدايات”.
كلمات الشيخ لقيت تفاعلًا كبيرًا بين مؤيد ومعارض، حيث رأى البعض أنها تعبير صريح عن خيبة أمل حيال ما وصفوه بـ”الازدواجية في الخطاب والسلوك”، في حين اعتبر آخرون أن في الأمر تشددًا غير مبرر، مؤكدين أن “الحج لا يعني الانقطاع عن الحياة الفنية”، ما دام الفن الذي يُقدَّم لا يحمل إساءة.
عودة صاخبة.. أحمد سعد يشعل بورتو مارينا
رغم الجدل، لم يتأثر الحضور الجماهيري بالحفل الأول لأحمد سعد بعد الحج، إذ أحيا النجم حفلاً ناجحًا مساء الجمعة في بورتو مارينا – العلمين الجديدة، وسط حضور جماهيري ضخم، ملأ أرجاء المكان حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي.
سعد أطلّ على الجمهور بإطلالة صيفية لافتة، وبدأ الحفل بتحية حارة للحاضرين، قبل أن يقدّم باقة مميزة من أنجح أغانيه مثل:
• “اليوم الحلو ده”
• “وسع وسع”
• “اختياراتي”
• “بحبك يا صاحبي”
• “كل يوم”
وقد تفاعل الجمهور بحماس كبير مع الأداء الحي، وردّد الأغاني مع سعد الذي بدا في حالة من الانسجام التام مع جمهوره.

جولة فنية قادمة رغم الانتقادات
الحفل يأتي ضمن جولة فنية ينظمها أحمد سعد خلال موسم الصيف، حيث من المقرر أن يُحيي حفلاً ضخمًا يوم 13 يونيو الجاري في نادي الشمس، على أن يتبع ذلك بجولات غنائية داخل وخارج مصر، بالإضافة إلى تحضيرات لمجموعة من “المفاجآت الغنائية”، بحسب مصادر من فريق عمله.
ورغم المواقف المتباينة حول عودته السريعة بعد الحج، فإن سعد لم يعلّق بشكل مباشر على الانتقادات الدينية التي وُجّهت له، مكتفيًا بالتفاعل الفني عبر منصاته.
آراء متباينة على منصات التواصل
الجدل الديني–الفني لم يتوقف على تصريحات الشيخ مظهر شاهين، بل امتد إلى مواقع التواصل، حيث عبّر البعض عن دعمهم الكامل لأحمد سعد، مشيرين إلى أنه لم يُصرّح بالتوبة عن الفن، بل شارك تجربته الروحانية في الحج بشكل شخصي.
كتب أحد المعلّقين: “الحج لا يعني الاعتزال، ولو كل فنان حج واعتزل، ما كنا شفنا أحدًا في أي مجال.. كفاكم محاكمات معنوية”.
في المقابل، رأى آخرون أن الخطوة كانت تستدعي على الأقل فترة من التريّث أو التأمل الروحي، خصوصًا بعد مشاركة سعد لجمهوره بمشاهد وهو يبكي أثناء الطواف، في لحظات أثرت في كثيرين.
الفن والدين.. النقاش المتجدد
تعكس هذه الواقعة النقاش القديم المتجدد في المجتمعات العربية حول علاقة الفن بالدين، وحدود ما يُمكن أن يُعد “توبة” أو مجرد لحظة وجدانية عابرة. كما تطرح تساؤلات حول مدى مسؤولية الفنان في تمثيل تجربته الدينية على نحو متسق مع أفعاله لاحقًا، خاصة عندما تكون على الملأ.
وفي ظل غياب تصريح مباشر من أحمد سعد حول تفسير موقفه، يظل الباب مفتوحًا أمام التأويلات، بينما تستمر رحلته الفنية بكل نشاط، ويحافظ على جماهيريته التي يبدو أنها لم تتأثر كثيرًا بالعاصفة الجدلية.
في النهاية، تظل التجارب الروحية، سواء كانت حجًا أو غيره، شأنًا شخصيًا في جوهرها، يتفاوت تأثيرها من فرد إلى آخر. لكن حين يتشارك الفنانون تلك اللحظات علنًا، يصبح من الطبيعي أن تثير ردود فعل عامة. وبين التوبة كعقد مع الله، والفن كمسار مهني، تتقاطع الأسئلة، وتبقى العبرة دومًا بالخواتيم.
بعد ساعات من تأديته فريضة الحج.. #أحمد_سعد يعود لحفلاته الغنائية: مفيش اعتزال pic.twitter.com/RB4AkmiGKE
— Khabar – خبر (@khabarmena) June 9, 2025