تصدر اسم الفنانة طروب، الفنانة اللبنانية الشهيرة، محركات البحث على موقع «جوجل» في الساعات الأخيرة، وذلك بعد الإعلان عن ظهورها المنتظر في برنامج “معكم” مع الإعلامية منى الشاذلي على قناة “ON”، بعد فترة طويلة من الغياب.
هذا الظهور أثار حماس جمهورها، الذي تفاعل بشكل كبير مع الأخبار حولها، وبدأ في البحث عن تفاصيل جديدة حول حياتها ومسيرتها الفنية. وفي هذا المقال، نقدم لكم نظرة شاملة عن هذه الفنانة الرائدة، التي كانت جزءًا من تاريخ الفن العربي.
من هي طروب؟
طروب، مغنية لبنانية من أصل شركسي، ولدت في 1 يونيو 1937، وتحمل الجنسية الأردنية. اشتهرت في حقبتي الستينات والسبعينات، وتمكنت من ترك بصمة واضحة في الساحة الفنية العربية بأغانيها وأفلامها. الاسم الحقيقي لها هو أمل إسماعيل جركس، وقد بدأت مسيرتها الفنية منذ الصغر.
بداية مسيرتها الفنية
بدأت طروب مسيرتها الفنية في أواخر الأربعينات، حيث ظهرت في إذاعة الشام من خلال برنامج “ألوان”، وهو برنامج إذاعي كان منطلقًا لها نحو الشهرة.
خلال هذه الفترة، قررت تغيير اسمها من “أمل” إلى “طروب”، وهو الاسم الذي ارتبط بها طوال مسيرتها.
وارتبطت طروب في بداية مسيرتها بالفنان محمد جمال، ليشكل الثنائي الفني المعروف بـ “جمال الطروب”، حيث قدما معًا العديد من الأعمال الناجحة.
لكن بعد سبع سنوات من الزواج، قررت طروب الانفصال عن محمد جمال، لتستكمل مشوارها الفني بمفردها. ورغم علاقاتها الشخصية مع بعض الفنانين الكبار، فقد أكدت طروب في العديد من اللقاءات أن طلاقها كان قرارًا صعبًا ولكنه مهم.
علاقتها بفريد الأطرش
في فترة لاحقة، تعرفت طروب على الفنان الكبير فريد الأطرش، لكن العلاقة لم تكتمل بسبب غيرته الشديدة، وهو ما جعل طروب ترفض الزواج منه.
وتقول طروب، إنها “هربت من فريد الأطرش بسبب شروطه الصعبة”، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من التعايش مع الضغوط التي كانت ترافق هذه العلاقة.
تجارب فنية متعددة
خلال مسيرتها الفنية، شاركت طروب في العديد من الأفلام العربية وظهرت في أفلام تركية، حيث أظهرت مهارتها في غناء اللغة التركية، وهو ما أضاف طابعًا مميزًا إلى مسيرتها الفنية.
كما قدمت ما يقرب من 100 أغنية وشاركت في حوالي 30 فيلمًا سينمائيًا. أثبتت طروب قدرتها على التنوع الفني والانتشار في مختلف الثقافات، وهو ما جعلها محبوبة في العديد من الدول العربية والأجنبية.
أبرز أغاني طروب.. خفة الدم والجاذبية
من بين أغانيها الشهيرة التي حققت نجاحًا كبيرًا، نجد “يا ست يا ختياره”، “يا صبابين الشاي”، “وحوي يا وحوي”، “قضايمي يا قضايمي”، “يا قشر البندق”، “يا مال الشام”، و”يللي كلامك حلو يا بويا”، حيث تميزت أغانيها بالطابع الفلكلوري الشعبي الذي جمع بين اللحن الشرقي والكلمات الجميلة.
الاعتزال وارتداء الحجاب
في عام 1994، قررت طروب اعتزال الفن وارتداء الحجاب، وهو قرار أثار الكثير من الجدل، خاصة وأنها كانت في ذروة نجاحها الفني.
ولكن طروب قررت التركيز على حياتها الشخصية والروحانية، مبتعدة عن الأضواء والشهرة. ورغم اعتزالها، تبقى طروب رمزًا من رموز الفن العربي الذي قدم العديد من الأعمال التي لا تُنسى.
أبرز أفلامها.. لحظات سينمائية خالدة
من بين أفلام طروب البارزة التي تركت أثرًا في السينما العربية: “العقل والمال” مع الفنان إسماعيل ياسين، وفيلم “هـ3” الذي شاركت فيه مع الفنانة سعاد حسني والفنان رشدي أباظة، بالإضافة إلى فيلم “عصابة النساء” الذي جمعها مع الفنانة صباح.
هذه الأفلام كانت بمثابة محطة هامة في مسيرتها السينمائية، حيث قدمت فيها أدوارًا مميزة جعلت اسمها يتردد بقوة في أذهان محبي السينما العربية.
عودة طروب إلى الأضواء
تعود طروب إلى الأضواء من خلال برنامج “معكم” مع منى الشاذلي، في ظهورها الأول بعد فترة طويلة من الغياب.
ومن المتوقع أن يكشف هذا اللقاء عن الكثير من التفاصيل حول حياتها الخاصة ومسيرتها الفنية، كما سيتم التطرق إلى أسباب اعتزالها الفن، ورؤيتها لما يحدث في الساحة الفنية اليوم.
الجمهور الذي أحب طروب طوال سنوات لا يزال يتساءل عن حياتها بعد الاعتزال، ويتمنى لها كل التوفيق في هذه العودة الرمزية.
وتبقى الفنانة طروب واحدة من الأيقونات الفنية التي تركت بصمة كبيرة في تاريخ الفن العربي. قصتها ليست مجرد قصة فنانة لبنانية، بل هي رحلة من التحديات والنجاحات التي قد تكون نموذجًا للكثيرين في مواجهة الصعاب وتحقيق الأحلام.
وبينما تستعد طروب للظهور في برنامج “معكم” مع منى الشاذلي، تظل ذكراها حيّة في ذاكرة جمهورها، الذي لا يزال يترقب كل ما هو جديد عنها.