منوعات – السابعة الإخبارية
اعتادت مصر على جعل أسواقها وبيوتها ملكاً للمنتجات محلية الصنع فقط، ولم يكن هناك أي مكان للمنتجات المستوردة وذلك قبل خمسين عامًا على الأقل.
لكن ومع دخول مصر إلى عصر الانفتاح، بدأت المنتجات غير المحلية بخلق مكانها وسط المصريين من خلال سلسلة حملات دعائية مكثفة لتبهر المستهلكين وتمنع السوق المحلية من القدرة على منافستها.
إغلاق إجباري أو العمل بصمت
وكما هو المعلوم، فالمنافسة القوية بين الشركات تجعل أحدها يتفوق على الآخر، لتصبح وحدها في السوق هي الأولى وبدون منازع.
وعليه، حافظت مجموعة من المنتجات على مكانها بالاعتماد على سمعتها بالدرجة الأولى ومنها من اضطر إلى إغلاق أبوابه، لعدم قدرتها على مجاراة السوق المنافسة.
وقد استثمرت بعض الشركات سمعتها الطيبة واستطاعت الترويج مجدداً لمنتجاتها، وذلك بسبب تعطش السوق لها، مستغلةً بذلك المثل الذي يقول “مصائب قوم عند قوم فوائد”.
كولونيا الشبراويشي
أعادت شركة “الشبراويشي” المصرية إحياء تواجدها في السوق المحلية عقب أزمة جائحة كورونا والتي كان لها الفضل في عودتها بعد اندثار بريق منتجاتها نتيجة المنافسات القوية مع الشركات الأخرى.
التصقت كلمة “كولونيا” بمنتجات هذه الشركة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، منها “كولونيا 555″، و”كولونيا 55555”.
حينما جاءت الجائحة زاد الطلب بشكل لافت على معقمات اليد من الصيدليات ومنافذ البيع ما أدى إلى نقصها في الأسواق المصرية.
وكان البديل الذي تذكره الكثيرون هو منتجات الشبراويشي وكولونيا 555، لاحتواء منتجات الشركة على نسبة كحول عالية تصل إلى 70%، تم استخدامها لمقاومة فيروس كرونا.
ما قصة “كولونيا 555”..؟
بدأت قصة “كولونيا 555” على يد حمزة الشبراويشي، الذي لم يكن لديه شيء سوى موهبته الفريدة في صنع أسنسات العطور.
حيث افتتح في بداياته محلاً صغيراً في منطقة الحسين لبيع العطور التي يصنعها بيديه، ثم افتتح آخر في الموسكي ثم وسط البلد، ليقرر أن يتحول معمله الصغير إلى مصنع، فاشترى قطعة أرض صغيرة في دار السلام، وكلما توافر لديه بعض المال كان يشتري قطعة مجاورة لتوسيع مساحة المصنع.
واعتاد “الشبراويشي” زرع الليمون الذي يستخدمه في تصنيع الكولونيا، وكان الملك فاروق يقدم سنوياً جائزة لأفضل حديقة منزل، حيث كان منزله في المعادي بقطعة أرض حوالي فدان تفوز بالجائزة كل عام.
وبمرور الوقت أصبحت منتجات “الشبراويشي” جزءاً مهماً وثابتاً في حياة المصريين، ومنها الكولونيا ومستحضرات التجميل.
وذاع صيت “كولونيا 555″، حتى أصبح الشبراويشي يصدرها إلى العديد من الدول العربية مثل لبنان التي أقام بها مصنعاً صغيراً لتصنيع العطور كبداية جديدة له خارج مصر.
سبيرو سباتس
لم يفارق مشروب “سبيرو سباتس” أذهان المستهلكين، حتى يتصدر خلال الأيام الماضية أغلب محركات البحث، تزامناً مع دعوات مقاطعة عدد من المنتجات المستوردة، ما أعاد للأذهان صورة ذلك المشروب التاريخي بالنسبة للكثيرين.
ماذا تعني “سبيرو سباتس”..؟
سبيرو سباتس، هو اسم مؤسس وصاحب شركة ومصنع “سبيرو سباتس” للمياه الغازية في مصر.
بدأ “سبيرو سباتس” العمل بمصنعه سنة 1920، حيث كان إنتاجه لأول زجاجة مياه غازية في مصر وهي ليمونادا سباتس، وكان المصنع في ذلك الوقت في شارع الخور من شارع عماد الدين وسط القاهرة.
استطاعت منتجات سباتس غزو الأسواق المصرية، وكان يعمل بالمصنع قرابة 150 عاملا ويملك 20 سيارة لتوزيع المنتجات في كافة انحاء الجمهورية، من الإسكندرية إلى أسوان، بالإضافة إلى استخدام السكك الحديدية أيضا في التوصيل للمناطق البعيدة مثل كوم أمبو في أقصى صعيد مصر وغيرها.
اشتهر منتج سبيرو سباتس برمز الذبابة التي استمرت حتى الوقت الحالي، ولم يكن سبيرو سباتس يقصد الذبابة بل كان يقصد النحلة حيث كان يعمل بالزراعة ومناحل العسل في جزيرة كيفالونيا في اليونان، والتي اشتهرت بإنتاجها لأجود أنواع عسل النحل في العالم.
تم التنازل عن الشركة والعلامة التجارية لصالح شركة سابسا للمياه الغازية عام 1998.
ومؤخراً، أعلنت الشركة عبر صفحتها على “فيس بوك” عن توسيع نطاق توزيع منتجاتها لتشمل معظم محافظات الجمهورية، في خطوة لما تقم بها الشركة منذ وقت طويل.
– لكتابة مقال خاص عن اسم مؤسستك أو شركتك يمكنك المراسلة عبر البريد الإلكتروني التالي: