فرنسا – السابعة الإخبارية
في خطوة مفاجئة تعكس تحولًا في نظرة بعض دوائر صناعة السينما تجاه قضايا الجدل والعودة المهنية، يُكرَّم الممثل الأميركي كيفن سبيسي، يوم الثلاثاء 20 مايو/أيار 2025، بجائزة “الإنجاز مدى الحياة” في مدينة كان الفرنسية، بعد تبرئته من جميع التهم المتعلقة بالاعتداء الجنسي في يوليو 2023.
ويأتي هذا التكريم ضمن فعاليات الذكرى العاشرة لصندوق Better World Fund، في حفل يُقام بفندق كارلتون الشهير، أحد المعالم البارزة في مدينة كان، تزامنًا مع مهرجان كان السينمائي، رغم أن الحدث ليس جزءًا رسميًا من المهرجان ذاته.
عودة مثيرة للجدل إلى الواجهة
يُنظر إلى هذا التكريم كعودة جريئة إلى الساحة الفنية بالنسبة لسبيسي، الذي طاردته لعقود أضواء الشهرة قبل أن تُطفئها موجة من الاتهامات المتتالية منذ عام 2017، والتي ألقت بظلالها الثقيلة على مسيرته المهنية.
ومع إسقاط التهم المدنية في نيويورك وتبرئته لاحقًا في المملكة المتحدة، يبدو أن هناك توجهًا لإعادة الاعتبار للفنان الحائز على جائزتي أوسكار.
وفي بيان رسمي، أوضح صندوق Better World Fund أن اختيار سبيسي جاء: “تكريمًا لعقود من التألق الفني، وتأثيره المستمر في السينما والفنون رغم التحديات”.
“The Awakening”… خطوة فنية جديدة
لا يكتفي سبيسي بالتكريم الرمزي فحسب، بل يعود أيضًا من بوابة الإنتاج الفني، حيث يشارك في السوق السينمائي في كان (Marché du Cannes) لعرض فيلمه الجديد “The Awakening” أمام موزعين ومشترين محتملين.
وتُعد هذه الخطوة بمثابة اختبار حقيقي لمدى قبول الصناعة السينمائية لعودته، سواء من قِبل العاملين أو الجمهور.
قضية معقدة… وانقسام في الرأي العام
كان سبيسي قد خضع لمحاكمة دامت أربعة أسابيع في محكمة ساوثوورك الملكية بالمملكة المتحدة، انتهت في يوليو 2023 بتبرئته من جميع تهم الاعتداء الجنسي على أربعة رجال قبل ذلك، أُسقطت عنه دعوى مدنية بارزة في نيويورك عام 2022، تعود إلى اتهامات تعود إلى بدايات مسيرته.
ومنذ تفجّر القضية في عام 2017، وُجّهت إلى سبيسي أكثر من 30 ادعاءً، ما أدى إلى انهيار سريع في مسيرته المهنية، من بينها إنهاء تعاقده مع شبكة “نتفليكس” واستبعاده من أعمال سينمائية كبرى، في وقتٍ كانت فيه حركة #MeToo تفرض تحولًا جذريًا في ثقافة صناعة الترفيه.
إرث فني يصارع صورته العامة
عُرف كيفن سبيسي بتنوعه الفني وقدرته على تجسيد شخصيات معقدة، أبرزها شخصية “فرانك أندروود” في مسلسل House of Cards، ودوره في أفلام مثل American Beauty وThe Usual Suspects وقد نال جوائز عالمية عن أعماله، لكنها ظلت مطموسة لسنوات تحت وطأة الجدل القانوني والإعلامي.
ويأتي هذا التكريم ليعيد تسليط الضوء على هذا الإرث، في وقت لا يزال فيه المجتمع الفني العالمي منقسمًا حول كيفية التعامل مع الفنانين الذين وُجّهت إليهم اتهامات خطيرة، حتى بعد تبرئتهم قانونيًا.
حفل خارج المهرجان… لكن تحت أضواءه
رغم أن الحفل ليس جزءًا من برنامج مهرجان كان السينمائي الرسمي، إلا أن انعقاده في فندق كارلتون، أحد المواقع المحورية للأنشطة الموازية، يمنحه أهمية كبيرة.
ومن المتوقع أن يحظى الحدث بتغطية واسعة، سواء من وسائل الإعلام أو المتابعين لصناعة السينما.
بين الفن والعدالة… جدل لا ينتهي
تكريم كيفن سبيسي في مدينة كان يعكس لحظة فاصلة في المشهد السينمائي العالمي، حيث تتقاطع مفاهيم الفن، العدالة، والمحاسبة.
وبين مؤيد يرى في ذلك استحقاقًا لفنان بارع، ومعارض يرى فيه تطبيعًا مع من وُجهت له اتهامات خطيرة، يبقى السؤال الأهم: هل يكفي الحكم القضائي لتبرئة الفنان في نظر المجتمع؟