إسبانيا– السابعة الإخبارية
يبدو أن خسارة برشلونة أمام ريال مدريد في “كلاسيكو الدوري الإسباني” لم تمر مرور الكرام داخل جدران النادي الكتالوني، خاصة بالنسبة للجناح الشاب لامين يامال، الذي وجد نفسه في قلب العاصفة بعد تصريحات مثيرة للجدل، وأداء متواضع لم يرقَ لتوقعات الجماهير.
فقد كشفت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية عن خضوع اللاعب الشاب لنظام تدريبي خاص، صُمم بعناية ليعيد إليه لياقته البدنية وذهنه التنافسي بعد الأداء المخيب في مواجهة “الميرينغي”.

بداية الأزمة.. تصريحات أشعلت الكلاسيكو
قبل الكلاسيكو بأيام قليلة، أدلى يامال بتصريحات مثيرة حين اتهم ريال مدريد بالاعتماد على التحكيم لتحقيق انتصاراته، ثم “الشكوى بعد ذلك”، وهو ما اعتبرته الصحافة الإسبانية “تصريحًا مستفزًا” زاد من حدة التوتر قبل المباراة.
لكن المفارقة أن اللاعب الذي أشعل الجدل لم يكن في يومه داخل أرض الملعب، إذ فشل في إحداث الفارق أمام دفاع ريال مدريد الصلب، وخرج برشلونة خاسرًا بنتيجة 1-2، ليتسع الفارق مع المتصدر إلى خمس نقاط كاملة.
برنامج خاص لإعادة التوازن
وفقًا لتقرير “موندو ديبورتيفو”، قرر الجهاز الفني في برشلونة، بقيادة المدرب هانس فليك، إخضاع يامال لبرنامج تدريبي خاص بعيدًا عن الجدول الجماعي للفريق.
يهدف البرنامج إلى رفع الكفاءة البدنية والذهنية للاعب البالغ من العمر 17 عامًا، الذي يُنظر إليه داخل النادي كأحد “كنوز المستقبل”.
ويشمل البرنامج جلسات يومية مكثفة، يتراوح زمنها بين ساعتين إلى ثلاث ساعات إضافية بعد نهاية التدريبات الجماعية، تُركز على تحسين التسديد والسرعة والتعامل مع الضغط في المباريات الكبرى.
علاج طبيعي وتحليل نفسي
لم يقتصر العمل مع يامال على الجانب البدني فقط، إذ أكدت المصادر أن النادي الكتالوني وفّر له جلسات علاج طبيعي يومية قبل وبعد المران، إلى جانب جلسات خاصة مع أخصائي نفسي رياضي لمساعدته على التعامل مع التوتر الجماهيري والضغوط الإعلامية، خاصة بعد الانتقادات اللاذعة التي طالته عقب الكلاسيكو.
ويؤمن برشلونة بأن الجانب النفسي لا يقل أهمية عن الجانب الفني، خصوصًا بالنسبة للاعب يافع يحمل على كتفيه آمال جماهير نادي بحجم “البلوغرانا”.

بوادر إيجابية مبكرة
وأشارت الصحيفة إلى أن نتائج هذا البرنامج بدأت تظهر مبكرًا، إذ بدا يامال نشيطًا وحيويًا في التدريبات الأخيرة، واستعاد دقته في التسديد، كما لم تظهر عليه أي علامات الإرهاق أو الألم العضلي التي كانت واضحة خلال مباراة ريال مدريد.
وقال أحد أعضاء الطاقم الفني للصحيفة:
“لامين عاد بابتسامة جديدة، هو الآن أكثر التزامًا من أي وقت مضى، ويعمل بجد لإثبات أنه يستحق الرقم 10 على قميص برشلونة.”
الدرس القاسي من الكلاسيكو
تُجمع الصحف الكتالونية على أن “كلاسيكو مدريد” كان تجربة قاسية ولكن مفيدة ليامال. فالهجوم الإعلامي الذي تعرض له بعد المباراة جعله يعيد التفكير في كيفية التعامل مع التصريحات العامة، والتركيز أكثر على الأداء داخل الملعب.
وبحسب مصادر داخل برشلونة، فإن فليك اجتمع باللاعب على انفراد، وأبلغه بوضوح أن الموهبة وحدها لا تكفي، قائلاً له:
“لتصبح نجمًا حقيقيًا، عليك أن تتحدث بقدميك، لا بلسانك.”
استثمار طويل الأمد
يراهن برشلونة على يامال ليكون النجم الأبرز في العقد المقبل، خلفًا لأساطير مثل ميسي وإنييستا. وقد أظهر النادي التزامًا واضحًا تجاه تطويره ليس فقط كرياضي، بل كشخص قادر على تمثيل هوية برشلونة أمام العالم.
ولذلك، تم منحه رقم 10 الأسطوري، وهو القرار الذي وضعه تحت ضغط هائل، لكنه في الوقت نفسه يُعدّ اعترافًا مبكرًا بإمكاناته الكبيرة.
نحو عودة قوية بعد التوقف الدولي
يتطلع برشلونة لأن تؤتي هذه الجهود ثمارها سريعًا، إذ من المتوقع أن يكون يامال عنصرًا أساسيًا في تشكيل الفريق بعد فترة التوقف الدولي المقبلة.
وسيكون الهدف الأساسي هو استعادة مستواه السابق، خصوصًا أن الفريق يحتاج إلى كل أسلحته الهجومية لتعويض الفارق مع ريال مدريد في صراع الصدارة.

رحلة لامين يامال الجديدة ليست مجرد خطة تدريبية، بل محطة نضوج مبكر في مسيرته الكروية. فبين انتقادات الصحف وضغط الجماهير، وجد اللاعب الشاب نفسه مطالبًا بإثبات أنه أكثر من مجرد “موهبة واعدة”؛ أنه مشروع نجم عالمي قادر على حمل راية برشلونة في المستقبل.
وبينما يواصل تدريباته بعيدًا عن الأضواء، يترقب الجميع في كتالونيا اللحظة التي يعود فيها يامال إلى أرض الملعب، ليحوّل إخفاق الكلاسيكو إلى نقطة انطلاق نحو المجد.
