لوس أنجلوس – السابعة الإخبارية
Maria De La Rosa..في فجر أحد أيام نهاية الأسبوع (حوالي الساعة 1:25 فجر السبت)، تحوّل حيّ هادئ في منطقة نورثريدج بمدينة لوس أنجلوس إلى مسرح لصدمة أليمة؛ إذ أقدم رجلان مجهولان على الاقتراب من سيارة متوقّفة تضم شبابًا بينهم مغنية شابة صاعدة، وأطلقا عدة رصاصات على الركاب، قبل أن يلوذا بالفرار. الضحية: المغنية الصاعدة Maria De La Rosa، المعروفة فنيًا باسم DELAROSA، البالغة 22 عامًا — التي فارقت الحياة لاحقًا في المستشفى متأثرة بجراحها — فيما أصيب شخصان آخران داخل السيارة، وحُوّلت حالتهما إلى “حرجة”
الشرطة في ولاية كاليفورنيا (Los Angeles Police Department – LAPD) فتحت تحقيقًا فوريًا في الحادث. وبعد ساعات، تمّ تحديد هوية القتيلة رسميًا، في حين لا يزال المشتبه بهما طليقين، ولم تُعرف حتى الآن دوافع الهجوم.

من كانت DELAROSA؟ نجم صاعد يُزهَر قبل أن يُفترس
بدأت حياة Maria De La Rosa الفنية تلوح في الأفق منذ وقت قريب. أصدرت أولى أغنياتها بعنوان “No me llames” في أغسطس من هذا العام، تحت اسمها الفني DELAROSA
كما كانت Maria De La Rosa نشطة على منصّات التواصل الاجتماعي، وتمتلك أكثر من 40 ألف متابع على إنستغرام، حيث كانت تشارك متابعيها لحظات من تحضير أغانيها أو أداءٍ في استوديو التسجيل. في آخر منشور لها، ظهرت وهي تمسك غيتارًا كهربائيًا، مع تعليق يشير إلى أنها “منشغلة بإعداد جديد في الأستوديو” مرجّحة قرب صدور عمل جديد.
حديث الزمن القصير الذي قضته على درب الشهرة، جعل وفاتها صدمة ليس فقط لعائلتها وأصدقائها، بل لجمهور ناشئ من محبي الموسيقى اللاتينية الآخذة في الانتشار، ولزملائها في الوسط الفني الذين بعثوا برسائل تعزية على مواقع التواصل
لحظة الرصاص: كيف وقع الهجوم؟
بحسب إفادات شهود عيان ونشر الشرطة، كانت السيارة متوقفة في شارع “براينت” (Bryant Street) قرب تقاطع “تامبا أفنيو” (Tampa Avenue) في حي نورثريدج، عندما اقترب رجلان منها فجأة، أطلقا عدة رصاصات باتجاهها بشكل مكثف، ثم فرّا على الفور. داخل السيارة كان ثلاث أشخاص، بينهم DELAROSA.
أصيبت Maria De La Rosa بجروح بالغة، نقلت على أثرها إلى “مستشفى نورثريدج الطبي” (Northridge Hospital Medical Center)، لكن الأسف لاحقًا أهلها أن تفارق الحياة بعد دقائق من وصولها.
أما الركّاب الآخرون، فقد أصيبوا أيضًا، ووُصفت حالتهما بالحرجة، لكن التفاصيل حول هويتيهما ومصيرهما أبقت غامضة حتى الآن.

دوافع غير واضحة… وتحقيق بلا نتائج فورية
حتى الآن، لم تعلن الشرطة عن أي مشتبه به رسميًا، ولم يُكشف عن دوافع واضحة للهجوم. بعض المصادر تشير إلى احتمال أن تكون الحادثة مرتبطة بصراع عصابات أو لأسباب شخصية، لكن التحقيق لا يزال في مراحله الأولى، ويُطلب من أي شخص لديه معلومات الاتصال بمباحث اللواء المعني. (
وعائلة الضحية عبّرت عن صدمتها وحزنها العميق. قالت والدتها — بحسب إحدى القنوات — إن العالم “سُلب نجمة شابة كانت في بداية طريقها، وكلنا نبحث عن إجابات: لماذا ومَن وكيف؟
ردود فعل: حزن واسع في الوسط الفني والمجتمع
خلال ساعات، انتشرت رسائل تعزية من محبيها وزملاء في الوسط الفني، منهم منتجون وفنانون في الساحة اللاتينية، عبروا عن صدمتهم من “رحيل موهبة واعدة بهذه العنفية المفاجئة”.
على منصات التواصل، عبّر كثيرون عن غضبهم وأسفهم، مؤكدين أن لا شيء يبرّر هذا النوع من العنف، خصوصًا ضد شابة كانت تحلم بأن تُشكّل صوتًا جديدًا في الموسيقى. نُشرت آلاف التعليقات التي تندد بـ “ثقافة الرصاص” و”العنف العشوائي” الذي بات يصطاد حتى من هم في مرحلة البداية.
أسئلة بلا إجابة… ومآلات قاتمة
مع ندرة المعلومات حتى الآن — لا مشتبه بهم، لا دوافع، لا دليل عامّ يُكشف — تبقى كثير من الأسئلة معلّقة:
لماذا طالت الرصاص شابة في سيارة متوقّفة؟ هل كان هدفًا شخصيًا أم جريمة علنية؟
من هم المرافقون لها؟ وهل هم قُصدوا بالرصاص أيضاً؟
لماذا يتم إطلاق النار بهذه العشوائية في وضح النهار، في حي يظنه كثيرون هادئ؟
كيف تؤثر هذه الحادثة على ثقة الفنانين الشباب والشباب عمومًا في مستقبلهم، وحقهم في السلامة والأمان؟

ماذا بعد؟ التحقيق مستمر… والجسد يغرف في المعاناة
التحقيق الذي تقوده شرطة لوس أنجلوس لا يزال مستمرًا، والجهات المختصة طالبت من أي شخص شاهد أو سمع شيئًا التقدم بمعلومات. بينما في الخلفية، يُحاسب المجتمع نفسه على واقع العنف الذي بدا أن لا مكان فيه حتى للشباب الحالمين والمبدعين.
الحادثة استعرت ضوءًا جديدًا على مشكلة أعمق — عن أمن الشخص في الشارع، عن هشاشة الحياة، وعن قدرة العنف العشوائي على الانقضاض في لحظة.
أما بالنسبة لـ DELAROSA: فصوتها غاب قبل أن يلتحق بسلسلة النجاحات التي كان يمكن أن تغيّر مسارها، تاركًا وراءه حزنًا وأوجاعًا، لكنه أيضًا تذكيرًا مريرًا بمدى هشاشة الأحلام في عالم يلهث بلا رقيب.
