مصر – السابعة الإخبارية
أحمد وفيق.. في سابقة خطيرة تعكس تصاعد ظاهرة التشهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعرّض الفنانان أحمد وفيق ووفاء عامر لحملات افتراء وتشويه عبر منصة “تيك توك”، حيث جرى الزجّ باسميهما في مزاعم لا أساس لها من الصحة تتعلق بقضايا شائكة مثل تجارة الأعضاء البشرية. وبينما أكد كلا الفنانين اتخاذ الإجراءات القانونية، تصاعدت الدعوات لوضع ضوابط صارمة للحد من فوضى المحتوى المضلل على المنصات الرقمية.
أحمد وفيق: مكالمة صوتية مفبركة ومقطع مسيء
بداية الأزمة كانت مع الفنان أحمد وفيق، الذي فوجئ بتداول مقطع فيديو على “تيك توك” يتضمن مشهدًا له أثناء تقديم تهنئة بعيد ميلاد الطفل “نوح”، نجل صديقه الفنان محمد عطية، تم دمجه بمكالمة صوتية مزعومة بين رجل وامرأة تتحدث عن تورط “وفيق” في تجارة الأعضاء، بصوت مشابه لصوته.
وفي أول رد فعل له، كتب “وفيق” منشورًا عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، جاء فيه:“في واحد منزل فيديو لي على التيك توك، وأنا بعمل تهنئة لنوح ابن صديقي محمد عطية بعيد ميلاده.. ومنزل عليه مكالمة صوتية بين واحد وواحدة من بتوع التيك توك (صوت يشبه صوتي) ويوحي أني أنا عنصر في تجارة الأعضاء.. أنا هاعمل محضر، وأي حد هيحاول تداول الفيديو والتشهير، أنا مش هارحمه وبالقانون، الفوضى مش للدرجة دي يعني.”
وأكد “وفيق” أنه بدأ بالفعل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، موضحًا أنه لن يتهاون في مقاضاة كل من تورط في نشر أو إعادة تداول الفيديو، سواء كان من صناع المحتوى أو من المعلقين الذين ساهموا في نشر الاتهامات الزائفة.

وفاء عامر: حملة تشويه ممنهجة دون أدلة
في سياق موازٍ، لم تسلم الفنانة وفاء عامر من الاستهداف، حيث ظهرت صانعة محتوى تُدعى “مروة” على تيك توك، متهمةً إياها بالضلوع في قضايا تتعلق بتجارة الأعضاء البشرية، دون تقديم أي مستندات أو أدلة تدعم تلك المزاعم الخطيرة. وقد أثارت هذه الادعاءات ضجة كبيرة على المنصات الاجتماعية، ودفع الفنانة إلى الرد بشكل حاسم.
في بيان رسمي، أكدت وفاء عامر أنها تقدمت ببلاغ رسمي ضد مروجي هذه الادعاءات، مشيرة إلى أن الأمر يمثل اعتداءً سافرًا على حياتها الشخصية والمهنية، وأنها لن تتهاون في ملاحقة كل من يسيء إليها قانونيًا. وأضافت:
“هذه المحاولات الرخيصة تهدف إلى تشويه سمعتي والنيل من تاريخي الفني، لكني واثقة في عدالة القضاء المصري، ولن أسمح لأي شخص بتدمير اسمي عبر أكاذيب بلا سند.”
دعم من نقابة المهن التمثيلية
على إثر الحملة الإلكترونية المسيئة، أصدرت نقابة المهن التمثيلية بيانًا رسميًا أكدت فيه تضامنها الكامل مع الفنانة وفاء عامر، مشيرة إلى أن ما تعرضت له لا يُعد فقط هجومًا شخصيًا، بل يمثل خطرًا على حرية وكرامة الفنانين في مصر.
وجاء في البيان:
“تتابع النقابة عن كثب تطورات ما يتم تداوله من ادعاءات باطلة تمس الفنانة وفاء عامر، ونعلن عن تشكيل لجنة قانونية من كبار المحامين لملاحقة كل من تسوّل له نفسه تشويه صورة فناني مصر، ونؤكد أن النقابة لن تسمح بمرور تلك الاعتداءات مرور الكرام.”
كما نفت النقابة ما تم تداوله من أنباء عن مغادرة وفاء عامر للبلاد، مؤكدة أنها لا تزال متواجدة في مصر وتتابع القضية بنفسها. وأشادت بتاريخها الفني الطويل، ومواقفها الوطنية والاجتماعية، واصفة إياها بأنها نموذج مشرف للفن المصري والعربي.

الظاهرة تتكرر: خطر التيك توك على الساحة الفنية
لا تُعد هذه الحوادث معزولة، بل تأتي ضمن سلسلة من الحوادث التي شهدت فيها منصات التواصل – وخاصة تيك توك – تحوّل بعض صناع المحتوى إلى مطلقي شائعات واتهامات تهدد السمعة الشخصية والمهنية لشخصيات عامة دون رقابة حقيقية أو محاسبة فورية.
ويحذر خبراء الإعلام من تصاعد هذه الظاهرة، معتبرين أن غياب الضوابط القانونية والتشريعية الواضحة في التعامل مع المحتوى الرقمي هو السبب الرئيسي في تزايد التجاوزات. ودعوا إلى وضع تشريعات جديدة تُجرّم تشويه السمعة وتداول الشائعات على الإنترنت، خصوصًا عندما تستهدف شخصيات عامة وتسبب ضررًا جسيمًا لهم ولأسرهم.
الهجمات التي طالت الفنانين أحمد وفيق ووفاء عامر تكشف عن خلل واضح في ضبط الساحة الرقمية، حيث باتت الاتهامات تُطلق جزافًا دون أدلة، مما يفرض ضرورة تدخل الجهات المعنية لضبط الفوضى المتزايدة على منصات مثل “تيك توك”. وفيما يلجأ الفنانون إلى القانون للدفاع عن أنفسهم، تبقى المسؤولية الأكبر على عاتق المجتمع.
