تونس – السابعة الاخبارية
بهاء، بعد غياب لافت عن الساحة الفنية، عادت الفنانة التونسية بهاء الكافي، نجمة الموسم الأول من برنامج “ستار أكاديمي“، لتطل على جمهورها بأغنية جديدة مصوّرة بعنوان “الرد الطبيعي”، قدّمتها باللهجة المصرية، وطرحتها عبر قناتها الرسمية على “يوتيوب” وكافة منصات البث الموسيقي الرقمية.
وجاءت هذه العودة بشكل مدروس ومميز، إذ حمل العمل الغنائي رسالة قوية تعكس ملامح تطور بهاء على المستويين الفني والشخصي، في حين صُوّر الكليب بأسلوب كوميدي خفيف، ما أضفى على عودتها طابعًا متجددًا وعصريًا.
بهاء الكافي والعودة بكامل الحضور… لا اعتزال بل انشغال بالعائلة
في تصريحاتها للإعلام، أوضحت بهاء الكافي أن فترة غيابها عن الفن لم تكن اعتزالًا، بل كانت تفرغًا لعائلتها، مؤكدة أنها بقيت على تواصل دائم مع الساحة الغنائية ومتابعة للتطورات الحاصلة فيها. وقالت:
“لم أعلن يومًا عن اعتزالي، لكنني أردت منح وقتي الكامل لعائلتي، وهو ما شعرت بأنه كان ضروريًا في تلك المرحلة من حياتي.”
وأضافت أنها استغلت هذا الابتعاد لتسجيل عدد من الأغنيات التي تعكف على إصدارها تباعًا خلال الفترة المقبلة، وقد اختارت أن تبدأ بـ”الرد الطبيعي” لما تحمله من مضمون شخصي ومرتبط برحلة العودة إلى الغناء.
“الرد الطبيعي”: موقف فني من خيبة أمل عاطفية
الأغنية الجديدة تأتي باللهجة المصرية، وهي من كلمات صبري رياض، وألحان محمد راجح، وتوزيع ياسر ماجد، فيما تولّى ياسر أنور مهام الميكس والماسترينغ. وقد جاءت من إنتاج بهاء الكافي الشخصي، في خطوة تؤكد حرصها على تقديم عمل فني حر ومستقل يعكس رؤيتها وهويتها دون تدخلات إنتاجية تقليدية.
وتتناول الأغنية موضوع الخذلان العاطفي، وتعبر بكلمات جريئة ومباشرة عن امرأة قررت استعادة كرامتها والخروج من علاقة غير متوازنة. تقول في مقطع من الأغنية:
“الرد الطبيعي عليك، إنّي أنسى اللّي قلتو و أقوم، وإنّي أنسى إنّي كنت معاك، أو حتّى قابلتك يوم…”
وتُكمل في مقطع آخر:
“متراهن لدوب في هواك، وأنا لعبة يا دوب في إيديك، وما ليش أي دور جوّاك…”
تحمل الكلمات قوة ناعمة في الطرح، وتُعبّر عن استيقاظ الذات بعد خيبة، وهي رسالة وجدت صدى لدى جمهور واسع من النساء اللاتي رأين فيها تعبيرًا عن مواقف شخصية مشابهة.
كليب كوميدي… ورسالة غير تقليدية
الكليب أخرجه جان-بيار عبدايم، وتم تصويره في لبنان خلال يوم واحد فقط. حرص المخرج على تقديمه بأسلوب يشبه فيلمًا كوميديًا قصيرًا، يتماشى مع شخصية بهاء العفوية والمرحة، ويبتعد عن الكليشيهات التقليدية التي تسيطر على أغاني الانفصال والحزن.
وشارك بهاء في التمثيل الفنان اللبناني جلال مروان الشعار، الذي قدّم دور الشريك في قصة خيالية تسخر من المواقف العاطفية المعتادة، وتُظهر البطلة (بهاء) وهي تواجه الخذلان بمزيج من الكوميديا واللامبالاة.
المميز في الكليب أنه يبدأ برسالة صادمة مباشرة إلى الجمهور، تتناول فترة غياب بهاء، وتشرح بشكل ساخر دوافع العودة، وكأنها تخاطب المشاهدين بلسان حالها: “نعم غبت، لكنني عدت… وهذه طريقتي في الرد”.
هوية فنية مستقلة… وعودة في توقيت ناضج
اختيار بهاء لإنتاج الأغنية على نفقتها الخاصة يحمل أكثر من دلالة. فهو أولاً يؤكد رغبتها في الحفاظ على حرية القرار الفني، بعيدًا عن حسابات شركات الإنتاج التجاري. وثانيًا، يكشف عن ثقة كبيرة في العمل وفي قدرتها على تحقيق النجاح دون دعم تقليدي.
كما أن توقيت العودة يبدو مدروسًا بعناية. فبهاء لم تعد فنيًا لمجرد التواجد، بل جاءت بعد نضج وتجربة، وبأغنية ذات هوية خاصة تعبر عن نضجها كفنانة وكامرأة.
مشوار فني واعد بدأ من “ستار أكاديمي”
ظهرت بهاء الكافي لأول مرة أمام الجمهور العربي في برنامج “ستار أكاديمي 1” عام 2004، حيث تألقت بصوتها الطربي الأصيل، وحضورها الهادئ. رغم عدم حصولها على اللقب، فإنها كانت واحدة من أبرز خريجات البرنامج، ونجحت في أن تترك بصمة خاصة.
قدمت خلال مسيرتها عدة أغانٍ بلهجات متعددة، من أبرزها:
- “ليك عين”
- “وعدني”
- “يا عيوني السهراني”
- “كيفك”
كما خاضت تجربة التمثيل، من خلال بطولة الفيلم المصري “كاريوكي”، في تجربة أظهرت قدرتها التمثيلية، وإن لم تستكمل مشوارها كممثلة لاحقًا.
خطط مستقبلية… وأغانٍ قيد التحضير
كشفت بهاء في تصريحاتها أنها سجلت عدة أغانٍ متنوعة خلال فترة غيابها، وهي بصدد إطلاقها تباعًا، موضحة أنها تسعى لتقديم أنماط مختلفة من الموسيقى، من الطربي إلى الشعبي الخفيف، إلى الأغنية الرومانسية.
كما ألمحت إلى إمكانية العودة إلى التمثيل في حال توافرت الفرصة المناسبة، وأكدت أنها مستعدة لخوض تحديات جديدة في الساحة الفنية شرط أن تحمل قيمة فنية وشخصية.
ختامًا: بهاء الكافي تعود بـ”رد طبيعي”… وجمهور متعطش لصوتها
عودة بهاء الكافي عبر أغنية “الرد الطبيعي” ليست مجرد إطلاق عمل غنائي جديد، بل هي بمثابة بيان فني مستقل تؤكّد من خلاله أنها لا تزال حاضرة في الساحة، وقادرة على تقديم فن ناضج، صادق، ومعاصر.
هي عودة فنانة اختارت أن تبتعد لتعود أقوى، ومن خلال أغنية تمزج بين العاطفة والسخرية، تعيد صياغة صورتها أمام جمهور بقي وفيًا لها طوال سنوات الغياب.
الجمهور الآن بانتظار جديدها، وعلى ما يبدو، فإن القادم من بهاء الكافي قد يكون أعمق وأكثر تنوعًا مما عرفناه سابقًا.