إيطاليا – السابعة الاخبارية
بيكهام، وسط مناظر إيطاليا الساحرة ودفء الأجواء العائلية، شارك نجم كرة القدم السابق ديفيد بيكهام صورًا مميزة من رحلته العائلية الأخيرة إلى إيطاليا، حيث اجتمع مع زوجته فيكتوريا بيكهام وأبنائهما، احتفالًا بعيد ميلاد ابنهما الثاني روميو بيكهام، الذي أتم عامه الثالث والعشرين.
الرحلة كانت مليئة بالحب والذكريات العائلية، لكنها أيضًا كشفت بوضوح استمرار الفتور في العلاقة بين العائلة وابنهم الأكبر بروكلين، الذي غاب بشكل لافت عن المناسبة، في ظل حديث متجدد عن توتر العلاقات داخل واحدة من أشهر العائلات البريطانية.
بيكهام وعائلته يحتفلون بعيد ميلاد روميو في إيطاليا.. دفء عائلي يغيب عنه بروكلين
اختار ديفيد بيكهام أن يحتفل بعيد ميلاد روميو بطريقة غير تقليدية، بعيدًا عن مظاهر الترف المعتادة، ليأخذ عائلته في تجربة غنية بالبساطة والعمق في مطعم إيطالي عائلي يدعى Felicia’s Home Restaurant، حيث كانت المفاجأة أن العائلة لم تكن فقط ضيوفًا، بل شاركت في تحضير الطعام بأيديهم.
ظهر ديفيد، فيكتوريا، روميو، كروز، وهاربر وهم يرتدون المآزر، يجهّزون العجين ويقطعون المعكرونة الطازجة، في مشهد يعبّر عن روح العائلة والترابط الحقيقي.
وكتب ديفيد على “إنستغرام”:
“أردت أن يعيش الأولاد تجربة إيطالية عائلية حقيقية… وكانت رائعة.”
الصور التي نشرها كانت مليئة بالحياة، حيث بدا الجميع في حالة من الفرح العفوي، بعيدًا عن عدسات الصحافة والبروتوكولات. وبدت الأجواء أشبه بحكاية عائلية دافئة، يرويها الطعام والضحك والموسيقى.
كروز يعزف.. وهاربر تخطف الأنظار
لم تقتصر السهرة الإيطالية على إعداد الطعام فقط، بل اختُتمت بعزف حي من الابن كروز بيكهام على الغيتار، أضفى على الليلة لمسة فنية وحميمة في آنٍ معًا.
كروز، المعروف بحبه للموسيقى والغناء، قرر أن يهدي شقيقه روميو لحظة موسيقية مميزة، وسط تصفيق العائلة وابتسامات الأصدقاء.
أما هاربر، الابنة الصغرى لديفيد وفيكتوريا، فقد خطفت الأنظار بجمالها وأناقتها البسيطة، وظهرت في صورة نشرها والدها وهو يحتضنها إلى جانب فيكتوريا، معلقًا بكلمة واحدة: “فتاتيّ”، مرفقة برموز القلب.
الصورة نالت تفاعلًا كبيرًا من المتابعين، الذين عبّروا عن إعجابهم بالعلاقة الوثيقة بين ديفيد وابنته، ومدى الحنان الذي يُظهره في كل ظهور عائلي.
فيكتوريا تحتفل على طريقتها: “أنت كل شيء بالنسبة لنا”
لم تغب فيكتوريا بيكهام، مصممة الأزياء وعضو فرقة “سبايس غيرلز” السابقة، عن التفاعل مع المناسبة، بل شاركت صورة جديدة لابنها روميو من الرحلة، وكتبت تعليقًا عاطفيًا قالت فيه:
“أنت كل شيء بالنسبة لنا. نحن نحبك كثيرًا.”
هذا التعليق، الذي يعكس الدفء العائلي والترابط بين الأم وابنها، أكد أن روميو، رغم اختياره مسارًا رياضيًا خاصًا به في عالم كرة القدم، ما يزال يحظى بدعم غير مشروط من والديه.
وقد تلقى روميو أيضًا التهنئة من شقيقه كروز، وكذلك من حبيبته، بالإضافة إلى مئات التعليقات من محبيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
غياب بروكلين.. العائلة ناقصة؟
لكن رغم الأجواء الجميلة التي وثقتها الصور والفيديوهات، كان من المستحيل تجاهل غياب بروكلين بيكهام (26 عامًا)، الابن الأكبر للعائلة، الذي يقيم حاليًا في لوس أنجلوس مع زوجته نيكولا بيلتز.
اللافت في الأمر أن بروكلين لم يشارك في الرحلة، ولم ينشر أي تهنئة علنية لشقيقه روميو عبر حساباته الرسمية، رغم شغفه المعروف بالطهي، وهي الهواية التي كانت جزءًا من هذه المناسبة.
هذا الغياب أعاد إلى الواجهة التكهنات بشأن استمرار التوتر بينه وبين عائلته، وهي قضية كانت قد أُثيرت في وسائل الإعلام خلال العامين الماضيين، خاصة بعد زواجه من نيكولا، التي يُقال إنها لعبت دورًا في تعميق الفجوة بينه وبين والديه.
حفل تجديد العهود… القشة التي قصمت ظهر العلاقة؟
زاد الحديث عن الخلافات العائلية بعد أن قرر بروكلين وزوجته نيكولا تجديد عهود زواجهما مؤخرًا في بيفرلي هيلز، وذلك دون دعوة أي من أفراد عائلة بيكهام.
وقد وصف بعض المتابعين ذلك بـ”القشة التي قصمت ظهر البعير”، خاصة أن نيكولا كانت قد امتنعت سابقًا عن مشاركة صور مع فيكتوريا بيكهام، وسط تلميحات إلى وجود “غيرة” أو “سوء فهم” بين الطرفين.
كما نقلت بعض الصحف البريطانية عن مصادر مقربة أن فيكتوريا حاولت مرارًا ترميم العلاقة مع بروكلين، لكنها شعرت بأنه أصبح “منعزلًا تمامًا” منذ انتقاله للعيش في أمريكا، وخضوعه لنمط حياة مختلف تمامًا عن باقي أفراد العائلة.
عائلة متماسكة رغم الغياب
ورغم هذا الغياب اللافت، إلا أن العائلة بدت مصمّمة على الحفاظ على أجواء الحب والتماسك، من خلال التفاعل المشترك، ونشر الصور التي تُظهر الحميمية والدفء.
كتب ديفيد مهنئًا روميو بكلمات عاطفية قال فيها:
“أنت طيب ومتواضع ومجتهد. نحن نحبك كثيرًا… عيد ميلاد سعيد يا بطل.”
كلمات تعبّر عن الاعتزاز الأبوي والفخر بروميو، الذي يسير بخطوات ثابتة في مسيرته الرياضية، محاولًا شق طريقه بعيدًا عن ظل شهرة والده.
هل من مصالحة قريبة؟
الشارع الإعلامي البريطاني لا يزال يترقب أي مؤشر على ذوبان الجليد بين بروكلين وعائلته، خاصة بعد التلميحات المتكررة إلى “سوء تفاهم متراكم” بين نيكولا ووالدة بروكلين، ما أدى إلى انسحابه التدريجي من الحياة العائلية.
لكن بعض المراقبين يعتقدون أن طبيعة عائلة بيكهام المتماسكة قد تساهم في رأب الصدع في المستقبل القريب، خصوصًا مع التقدم في العمر والنضج العاطفي لدى جميع الأطراف.
اللافت أن ديفيد وفيكتوريا لم يوجها أي انتقاد مباشر لبروكلين، وحرصا دائمًا على إظهار احترامهما لحياته الجديدة، رغم الحزن الواضح الذي يظهر في تعليقاتهم التي تُلمّح إلى فراغ عاطفي يتركه غياب الابن الأكبر.
ختامًا: لحظات عائلية لا تُشترى
تجربة بيكهام في إيطاليا لم تكن مجرد عطلة أو احتفال، بل كانت رسالة غير مباشرة عن أهمية العائلة، والروابط التي لا يقطعها غياب أو مسافات.
في عالم تُقاس فيه العلاقات بالمظاهر، اختار ديفيد أن يصنع ذكرى أصيلة مع أبنائه، من خلال الطهي، الضحك، والعزف، بعيدًا عن الكاميرات الصاخبة، وقريبًا من الجوهر الإنساني الحقيقي.
ورغم كل ما يُقال عن الخلافات، تبقى صورة العائلة البيكهامية واحدة من أكثر النماذج إثارة للانتباه، لأنها تحمل في طياتها كل ما هو حقيقي: الحب، التوتر، الغياب، والحنين.
وبينما تستمر حياة كل فرد منهم في اتجاه مختلف، تبقى الصور التي نُشرت من تلك الليلة الإيطالية شاهدًا حيًّا على قوة اللحظة، وضعف المسافات، وأهمية البقاء مع من نحب متى ما أتيحت الفرصة.