أمريكا – السابعة الإخبارية
أثارت عارضة الأزياء العالمية بيلا حديد موجة واسعة من الجدل والتعاطف في آنٍ واحد، بعدما نشرت عبر حسابها على “إنستجرام” صورًا مؤثرة من سرير المستشفى، ظهرت فيها بملامح مرهقة وأجواء تكشف عن رحلة طويلة مع المرض. بيلا، البالغة من العمر 28 عامًا، أرفقت صورها برسالة قصيرة إلى متابعيها، اعتذرت فيها عن غيابها المتكرر، وأكدت محبتها الكبيرة لهم، لتفتح بذلك باب النقاش العالمي مجددًا حول مرض لايم العصبي المزمن الذي تعاني منه منذ سنوات.

لحظة إنسانية من قلب المعاناة
في الصور التي نشرتها، بدت بيلا حديد محاطة ببعض المقتنيات البسيطة، بينها دمية من الكروشيه وقطعة بيتزا، وكأنها أرادت أن تُظهر أن الإنسان حتى في أصعب لحظاته يظل متمسكًا بالبساطة ورموز الحياة اليومية. المشهد بدا بعيدًا تمامًا عن صورة “النجمة العالمية” التي اعتاد الجمهور رؤيتها على منصات عروض الأزياء، ليتجلى الجانب الإنساني الضعيف خلف الأضواء.
دعم عائلي مؤثر
لم تكن بيلا وحدها في هذه اللحظة، إذ سارعت والدتها يولاندا حديد إلى نشر منشور مؤثر تحدثت فيه عن معاناة ابنتها مع المرض. وصفت يولاندا تجربة لايم بـ”العذاب الصامت”، مؤكدة أن الألم الذي يعيشه المريض لا يمكن إدراكه بسهولة من الآخرين، وأن مشاهدة ابنتها وهي تعاني كان أصعب عليها من معركتها الشخصية مع المرض نفسه، حيث سبق أن أصيبت به أيضًا.
كما حرصت شقيقتها الكبرى جيجي حديد على التعبير عن دعمها، فكتبت رسالة حب علنية، تمنّت فيها لبيلا القوة والسلام الداخلي، وهو ما زاد من تفاعل الجمهور الذي انهال بالرسائل المؤيدة والمساندة.
ما هو مرض لايم؟
وفقًا لتقرير موقع healthdirect، فإن مرض لايم هو عدوى بكتيرية سببها بكتيريا بوريليا بورغدورفيري، تنتقل إلى الإنسان عبر لدغات القراد المصاب. ورغم أنه ليس معديًا بين الأشخاص، إلا أن المرض يعد شائعًا في مناطق متعددة من أوروبا والولايات المتحدة وآسيا. أما في أستراليا، فلم يُسجّل وجود للقراد الحامل للبكتيريا، ما يجعل معظم الحالات هناك مرتبطة بالسفر.

الأعراض والمراحل
يتطور مرض لايم عبر ثلاث مراحل رئيسية:
1. المرحلة المبكرة: وتشبه أعراضها الإنفلونزا، مع حمى وصداع وتعب شديد وتصلب في الرقبة. وغالبًا ما يظهر طفح جلدي مميز على شكل دائرة أو هدف في مكان اللدغة.
2. مرحلة الانتشار المبكر: تبدأ العدوى في التوسع لتصيب القلب والجهاز العصبي والمفاصل، وهو ما يؤدي إلى مضاعفات أكثر تعقيدًا مثل اضطراب ضربات القلب أو آلام الأعصاب.
3. المرحلة المتأخرة: إذا لم يُعالج المريض، قد يتطور المرض إلى آلام مزمنة في المفاصل، واضطرابات في الذاكرة، ومشكلات عصبية مثل شلل الوجه.
طرق الانتقال والوقاية
الناقل الأساسي هو القراد، الذي قد يلتصق بجلد الإنسان لفترات طويلة تصل إلى 72 ساعة، ما يزيد احتمالية نقل البكتيريا. وإذا أُزيلت القرادة بسرعة، فإن خطر الإصابة ينخفض بشكل كبير. غالبًا ما يختبئ القراد في مناطق يصعب رؤيتها مثل خلف الركبتين أو في فروة الرأس أو تحت الإبطين.
الوقاية تبقى الوسيلة الأكثر فاعلية لمواجهة المرض، وتشمل:
• ارتداء ملابس طويلة وفاتحة اللون عند زيارة الغابات أو الحقول.
• استخدام طارد الحشرات الذي يحتوي على مادة DEET.
• فحص الجسم يوميًا بعد التواجد في أماكن مشجرة أو عشبية.
• الاستحمام مباشرة بعد العودة من الهواء الطلق للتقليل من خطر اللدغات.
التشخيص والعلاج
يعتمد التشخيص غالبًا على التاريخ الطبي والفحص السريري، إضافة إلى اختبارات دم لتأكيد الإصابة. العلاج الأساسي هو المضادات الحيوية التي تُعطى لفترة محددة، وقد يُحال المريض إلى مختص بالأمراض المعدية إذا كانت الحالة متقدمة.
المضاعفات والجدل الطبي
في حال إهمال العلاج، قد يتسبب مرض لايم في مضاعفات خطيرة، تشمل التهابات القلب، مشكلات عصبية معقدة، واضطرابات في النوم والتركيز. وهناك ما يُعرف بـ”مرض لايم المزمن”، وهو مصطلح يثير جدلًا واسعًا في الأوساط الطبية لغياب الأدلة العلمية الكافية التي تثبته بشكل قاطع، لكنه بات جزءًا من النقاش العام بسبب شهادات مرضى مثل بيلا حديد ووالدتها.
بيلا حديد والجانب الإنساني للمرض
من خلال صورها ورسائلها، لم تُسلّط بيلا الضوء على معركتها الشخصية فقط، بل أعادت فتح نقاش عالمي حول أهمية الوعي بـمرض لايم وأعراضه، خصوصًا أن الكثيرين قد يخلطون بينه وبين أمراض شائعة أخرى مثل الإنفلونزا أو الإرهاق المزمن.
وقد لاقت هذه الرسالة صدى واسعًا بين متابعيها، الذين اعتبروا أن شجاعتها في مشاركة تفاصيل مؤلمة من حياتها تُعيد تعريف معنى الشهرة والنجومية، وتجعلها أكثر قربًا من جمهورها.

رحلة بيلا حديد مع مرض لايم تمثل مثالًا حيًا على الصراع الإنساني الذي قد يواجهه حتى أشهر نجوم العالم. وبينما تواصل هي وأسرتها دعم بعضهم البعض، تبقى قصتها دعوة مفتوحة لزيادة الوعي بهذا المرض الصامت، ولتعزيز أهمية الوقاية والتشخيص المبكر.
وبين الأضواء البراقة لعروض الأزياء وصورة مرهقة من سرير المستشفى، نجحت بيلا في أن تذكّر العالم أن النجومية لا تعني الغياب عن المعاناة الإنسانية، بل ربما تضاعف من أهميتها وتأثيرها.