أمريكا – السابعة الاخبارية
تايلور سويفت، في خطوة إنسانية جديدة تضاف إلى سجلها الحافل بالمواقف النبيلة، قدّمت النجمة العالمية تايلور سويفت تبرعًا سخيًا بقيمة 100 ألف دولار، لمساعدة الطفلة الصغيرة ليلاه، التي تبلغ من العمر عامين، وتكافح نوعًا نادرًا وعدوانيًا من سرطان الدماغ.
هذه اللفتة أثارت مشاعر الملايين حول العالم، لا سيما بعدما انتشرت قصة الطفلة بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، محققة تعاطفًا هائلًا، خاصة من جمهور تايلور سويفت، الذي وصف ما قامت به بـ”العمل الإنساني الذي يُظهر وجهًا آخر للنجومية”.
تايلور سويفت.. بداية معاناة ليلاه مع السرطان
بدأت حكاية الطفلة ليلاه قبل عدة أشهر، عندما كانت في عمر 18 شهرًا فقط، إذ لاحظ والداها تغيرات مقلقة في سلوكها وصحتها العامة، مثل فقدان التوازن، ونوبات صداع متكررة، وعدم الاستجابة بشكل طبيعي. وبعد سلسلة من الفحوصات الطبية الدقيقة، جاء التشخيص القاسي: ورم نادر في الدماغ، من النوع الذي لم يُسجَّل منه سوى 58 حالة فقط في الولايات المتحدة خلال العام الماضي.
كانت الصدمة مدمّرة بالنسبة لأسرة صغيرة لم تتوقع أن تجد نفسها فجأة وسط دوامة العلاج، والإقامات الطويلة في المستشفيات، والمعاناة اليومية التي ترافق مرضًا خبيثًا لا يرحم طفولةً أو براءة.
حملة تبرعات لإنقاذ حياة
مع التكاليف الباهظة للعلاج، والتي تتضمن جراحة دقيقة في الدماغ، وعلاجات كيميائية، وخلايا جذعية، وعلاج إشعاعي بالبروتون، اضطرت والدة الطفلة، كيتلين سمووت، إلى إنشاء حملة تبرعات عبر منصة “غو فاند مي”، بهدف جمع المبالغ اللازمة لإنقاذ حياة ابنتها.
بدأت الحملة في مارس الماضي، وكانت في بداياتها محدودة الانتشار، إلى أن قررت الأم مشاركة تفاصيل رحلة ابنتها المؤلمة عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة على “إنستغرام” و”تيك توك”، حيث بدأت القصة في لمس قلوب الناس حول العالم.
ليلاه وتايلور سويفت: علاقة خاصة رغم المسافات
ما أضفى على القصة طابعًا خاصًا هو أن الطفلة ليلاه وجدت في موسيقى تايلور سويفت ملاذًا نفسيًا وسندًا معنويًا خلال جلسات العلاج القاسية، إذ كانت والدتها توثق لحظات مؤثرة تظهر فيها ليلاه وهي تتابع مقاطع سويفت على الهاتف، تبتسم، ترقص، وتردد الأغاني، وكأنها تعرف صاحبتها شخصيًا.
وفي أحد الفيديوهات المؤثرة التي نُشرت على تيك توك، ظهرت ليلاه وهي تصف تايلور بأنها “صديقتها”، بينما كانت تحتضن هاتفًا يعرض أغنية “Willow”. وفي مفارقة طريفة ومؤثرة في آن، قالت الأم إن اسم الطفلة كاد أن يكون “ويلو”، تيمّنًا بالأغنية الشهيرة لسويفت، قبل أن يقع الاختيار على “ليلاه”.
هذا الفيديو كان كفيلاً بجذب أنظار الآلاف، إلى أن وصل، على ما يبدو، إلى تايلور سويفت نفسها.
التبرع المفاجئ: 100 ألف دولار تُغير المعادلة
في لحظة غير متوقعة، قامت تايلور سويفت بالدخول على صفحة حملة “GoFundMe” الخاصة بليلاه، وقامت بتقديم تبرع قيمته 100,000 دولار، متجاوزة هدف الحملة الأصلي بأكثر من 60 ألف دولار.
وقد أرفقت تايلور مع التبرع رسالة تعاطف قصيرة، تعكس اهتمامها الشخصي بالحالة، وتمنياتها بالشفاء العاجل للطفلة.
ورغم أن الرسالة لم تُنشر بالكامل، إلا أن العائلة أكدت أنها حملت “حبًا ودعمًا صادقين”، أثّرا فيها بعمق.
الأم: “هدية لا تُقدّر بثمن”
عقب التبرع، نشرت والدة ليلاه، كيتلين سمووت، مقطع فيديو مؤثرًا على صفحة Stand With Lilah، ظهرت فيه وهي ترقص مع ابنتها على أنغام أغنية “The Fate of Ophelia” لتايلور سويفت، وسط مزيج من الدموع والابتسامات، شاكرة تايلور على هذه الهدية التي لا تُقدّر بثمن، كما وصفتها.
وفي تعليقها على الفيديو، كتبت الأم:
“لأول مرة منذ شهور، شعرنا أننا نستطيع التنفس. لم نعد مضطرين للقلق بشأن المال، بل فقط لنكون مع ابنتنا. تايلور لم تنقذ ليلاه فقط، بل أنقذت العائلة بأكملها من الانهيار.”
التقدم في العلاج: الأمل يعود
بفضل التبرعات، خضعت ليلاه أخيرًا إلى جراحة دقيقة لإزالة الورم الدماغي، وهي الآن تستعد للمرحلة التالية من العلاج، والتي تشمل:
- ثلاثة أشهر من العلاج الكيميائي المكثف
- جلسات علاج بالخلايا الجذعية
- علاج إشعاعي بالبروتون، وهو أحد أكثر العلاجات تطورًا وأقلها ضررًا على الأنسجة السليمة
وعلى الرغم من أن الطريق ما زال طويلاً وصعبًا، إلا أن الأسرة تؤكد أن الدعم النفسي والمادي الذي حصلوا عليه أعاد لهم الأمل، ومنحهم القوة لمواصلة القتال من أجل حياة ليلاه.
تايلور سويفت… قلب كبير خلف الأضواء
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها تايلور سويفت بدعم معجبيها أو التبرع لصالح قضايا إنسانية.
فقد اشتهرت سويفت بمواقفها الإنسانية المتكررة، مثل:
- التبرع بملايين الدولارات لدعم التعليم والمساواة بين الجنسين
- مساعدة ضحايا الأعاصير والكوارث الطبيعية
- دعم الأمهات العازبات والأسر ذات الدخل المنخفض
- تغطية تكاليف العلاج للأطفال المصابين بالسرطان
- وحتى إرسال رسائل بخط يدها لمعجبيها في مناسبات خاصة
هذا التبرع الأخير يُظهر جانبًا أصيلًا من شخصيتها: نجمة لا تنسى أن خلف الشهرة والنجاح، هناك مسؤولية، ورسالة أعمق من مجرد الفن.
تأثير القصة على الجمهور
الآلاف من المعجبين حول العالم تفاعلوا مع قصة ليلاه وتايلور، وأعربوا عن امتنانهم ودهشتهم بهذه اللفتة المؤثرة. فقد أعادت هذه الحادثة للأذهان أن النجومية ليست فقط حفلات وألبومات وجوائز، بل هي أيضًا قدرة على صنع الفرق الحقيقي في حياة الناس.
من خلال مشاركة قصة ليلاه، سلّط الجمهور الضوء على أمراض الطفولة النادرة، وضرورة التوعية والدعم، خاصة في الحالات التي لا تحصل على اهتمام كافٍ من وسائل الإعلام أو المؤسسات الطبية.
ختامًا: الموسيقى لا تعالج المرض، لكنها تداوي الأرواح
قصة الطفلة ليلاه وتايلور سويفت ليست مجرد خبر إنساني مؤثر، بل هي تجسيد حيّ لقوة الفن في التغيير، وكيف يمكن لأغنية واحدة، أو لفتة من فنان، أن تمنح أملاً لحياة صغيرة تصارع الموت.
بين جولات العلاج، وآلام الجسد، وخوف الأهل، ظهرت تايلور سويفت، لا كنجمة تتربع على القمة، بل كإنسانة عرفت كيف تصغي لصوت قلب طفلة صغيرة، وترد عليه بسخاء ومحبة.
ليلاه ما تزال تقاوم، وأسرتها باتت تملك من الأمل ما يكفي لتكملة الرحلة…
أما العالم، فأصبح يعرف من جديد أن بعض القلوب ما زالت تنبض رحمة، حتى خلف أقوى الأضواء.