أمريكا – السابعةالاخبارية
تايلور سويفت، يستعد فيلم تايلور سويفت: حفل الإطلاق الرسمي لفتاة استعراض لخوض سباق شباك التذاكر بضربات افتتاحية قوية تُشي بأن النجمَة لم تغب عن ساحة الترفيه، بل تعدّدت أدواتها ووسائلها في التأثير. التقديرات الأولية تشير إلى أن الإيرادات المحلية (داخل الولايات المتحدة) قد تتراوح بين 30 إلى 35 مليون دولار من عرضه في أكثر من 3500 صالة سينما، بينما يُتوقع أن تساهم الأسواق العالمية بإيرادات إضافية تصل إلى 10 ملايين دولار من أكثر من 50 سوقًا، ليصبح مجموع الافتتاح العالمي نحو 45 مليون دولار.
هذا الرقم يُعد إنجازًا بحد ذاته، ليس فقط لأنه يعكس قدرة تايلور على جمع جمهور كبير في السينما، بل لأنه يأتي بعد تجربة تسويقية غير تقليدية، معتمدة بشكل كبير على السوشيال ميديا وقوتها في تعبئة القاعدة الجماهيرية.
تايلور سويفت واستراتيجيات ترويج غير معتادة
من اللافت أن حملة الفيلم لم تعتمد على الضجيج الإعلاني الكلاسيكي، بل على قوة الحضور الرقمي. تايلور استثمرت جمهورها الضخم عبر الإنترنت، مستخدمة منشورات وتلميحات خفية، وتحركات إعلامية مدروسة، مثل ظهورها في برنامج “غراهام نورتون” في بريطانيا، وتشغيل حملة فنية على منصة Spotify في نيويورك تستمر حتى 2 أكتوبر، ومن المتوقع أن تطل في حلقات مثل The Tonight Show وLate Night with Seth Meyers، وربما ظهور مفاجئ على خشبة Saturday Night Live.
هذا الأسلوب يعتمد على عنصر المفاجأة، وعلى تفاعل الجمهور المباشر، بحيث تغدو الدعوة للفيلم “دعوة شخصية” لكل معجب، وليس مجرد إعلان يُشاهَد مرورًا.
مقارنة مع Eras Tour.. وهجوم على الأرقام القياسية
لا يخلو الأمر من المقارنات، وواحدة من أبرزها مقارنة الفيلم الجديد بـ فيلم The Eras Tour، الذي حقق افتتاحية بلغت 93.2 مليون دولار في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن هذا الرقم الكبير يضعه في مصاف أضخم العروض، يبدو أن “فتاة استعراض” استطاع أن يحجز مكانًا وسط العروض القوية في موسم الخريف.
ووفقًا للمؤشرات، يُنظر إلى “فتاة استعراض” كأحد المنافسين الأقوياء على كسر بعض الأرقام القياسية، خاصة ضمن شباك التذاكر في أكتوبر، حيث من المعتاد أن تُسجّل أرقام أقل مقارنة بشهور الذروة.
جمهور الفيلم.. من هم؟
من خلال تحليل مبيعات التذاكر الأولية، يبدو أن النساء تحت سن 25 هنّ الأكثر حضورًا للفيلم، تليهن النساء فوق سن 25، ثم فئة الذكور بين 10 و15 سنة. هذه التركيبة تعكس بوضوح أن تايلور لا تزال تحافظ على وقودها الأساسي – جمهور الشباب الإناث – بينما تكسب أيضًا جمهورًا مكمّلاً من الشرائح العمرية الأخرى.
في اليوم الأول من انطلاق التذاكر، حقّق الفيلم 15 مليون دولار من مبيعات التذاكر، وتجاوزت المبيعات المسبقة 20 مليون دولار، ما جعله من بين أقوى الإطلاقات في تاريخ شركة AMC السينمائية.
منافسات شرسة في جدول العرض
تزامن عرض الفيلم مع عدة أعمال ضخمة قد تمتلك جمهورها القوي، أبرزها:
- فيلم The Smashing Machine من إنتاج A24، الذي كان يُؤمل أن يفتتح بـ 20 مليون دولار، لكنه يحتمل أن يكتفي بـ 9–10 ملايين بسبب تفوّق تايلور في جذب الجمهور.
- فيلم One Battle After Another للمخرج بول توماس أندرسون وبطولة ليوناردو دي كابريو، الذي يخطّط لاستمرار عرضه القوي في أسبوعه الثاني.
- إعادة إصدار لفيلم Avatar: The Way of Water بتقنية ثلاثية الأبعاد، مصحوبة بعرض مقتطفات من الجزء الجديد، يُتوقع أن تضيف بضعة ملايين إضافية.
رغم هذه المنافسة، يبدو أن الامتياز الذي تحمله تايلور – الجمع بين الجمهور الفني والموسيقي – منح الفيلم ميزة تنافسية كبيرة.
قصة “فتاة استعراض” ومضمون الفيلم
الفيلم يحمل عنوانًا دراميًا يعكس رحلة النجومية والثقة، وهو ليس مجرد عرض موسيقي أو تسجيل لحفل، بل يُقدّم فيلما متكاملاً بعنوان “فتاة استعراض”، يروي قصة طموح، وألم، وفن، وربما الصراع الداخلي للنجم الذي يعاني أن يُرى فقط كمحبوب جماهيري، وليس كإنسان يملك نزعات، آلامًا، وأحلامًا.
من المتوقع أن يلمس الفيلم الجمهور عبر تقديمه لمزيج بين الموسيقى، التصوير الفني، واللقطات الوثائقية أو القصصية التي تتيح للمشاهد أن يرى ما وراء المسرح، أن يرى الإنسان الذي يقف أمام الأضواء، وأن يشعر بأنه قريب، ليس مجرد أيقونة.
هل يحقق الفيلم ما يتوقعه؟
مع تقديرات افتتاحية قوية، يبقى التحدي في الاستمرارية خلال الأسابيع التالية. العوامل التي ستحدد نجاحه:
- الرضا النقدي والجماهيري: إذا خرج الجمهور متحمسًا وتناولته التقييمات الإيجابية، فستستمر الإيرادات.
- انتشار عالمي قوي: الأسواق الخارجية ستكون مهمة لتعزيز الأرقام، خصوصًا في آسيا وأمريكا اللاتينية حيث لتيار تايلور حضور كبير.
- المنافسة من أفلام أخرى: استمرار ضغط الأعمال الكبرى قد يختطف بعض الحضور أو يشوّش التركيز الإعلامي.
- الاعتماد على تحويل المعجبين إلى مشاهِدين: نجاح الدعوة الرقمية والتسويق المباشر سيكونان مفتاحًا لتحويل عدد كبير من المعجبين إلى جمهور سينمائي فعلي.
إذا نجح في هذه المعادلات، قد يكون “فتاة استعراض” واحدًا من قصص النجاح المميزة في تاريخ أفلام نجوم الموسيقى.
ما معنى النجاح لتايلور؟
فوق الأرقام والبطاقات، هذا النجاح يعكس أيضًا نموذجًا جديدًا في صناعة الترفيه. تايلور نجحت في أن تُحوّل جمهورها الرقمي إلى قاعدة عرض سينمائي، فتجمع بين نجومية الموسيقى وعالم السينما بطريقة لا تعتمد فقط على الإنتاج الضخم، بل على المشاركة الجماهيرية.
كما أن إطلاق الفيلم تزامن مع إصدار ألبومها الثاني عشر، مما يخلق تزامنًا تسويقيًا ذكيًا: الألبوم يروّج للفيلم، والفيلم يضخّ ضوءًا إضافيًا للألبوم. وهكذا تصبح كل أداة فنية (الموسيقى، الفيديو، السينما) تدعم الأخرى.
خاتمة: التألق مستمر
“فتاة استعراض” لم يكن مجرد فيلم جديد في رصيف إصدارات الخريف، بل هو رسالة مفادها أن تايلور سويفت ما زالت قوة فنية لا يُستهان بها. إنها امرأة أغنت العشرات بالموسيقى، والآن تسعى لأن تغني لهم تجربة بصرية طبقًا قصصيًا من خلال السينما.
إنطلاقته القوية تعكس ثقة محبيها، وتؤسس لفصل جديد في نوعية العروض التي تقدمها، فكلما طالح الجمهور في الذهاب إلى صالات العرض، كلما تأكد أن الفن لا يكتفي بأن يُسمع، بل يريد أن يُشاهد، يُعاش، يُروى.
وهكذا، فإن الفتاة التي استعرضت بصوتها على المسارح الآن تستعرض قصتها على شاشة السينما، لتؤكد أن الصعود لا يكفي وحده — بل يجب أن يُشاهد، يُحتفى به، ويتحوّل إلى ذكرى دائمة في تاريخ الفن الجماهيري.