أمريكا – السابعة الإخبارية
تواصل شركة ميتا تعزيز تطبيق واتساب بسلسلة من التحديثات المتسارعة، مستفيدة من التطور الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال الشهور الأخيرة، وذلك بهدف تقديم تجربة أكثر ذكاءً وسلاسة لمستخدمي التطبيق الأكثر انتشارًا في العالم. ويأتي هذا التطوير ضمن توجّه عام داخل الشركة لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي في التطبيقات اليومية، بما يجعل عمليات التواصل أسرع وأكثر إبداعًا. ومن بين أبرز الميزات التي بدأ واتساب في طرحها مؤخرًا: السمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والترجمة الفورية داخل المحادثات، والقدرة على إنشاء صور متحركة، وتحسينات واسعة في الإشعارات، إلى جانب أدوات جديدة لإنتاج الملصقات والصور الرمزية.

سمات دردشة مدعومة بالذكاء الاصطناعي: خلفيات تُصنع بالكلمات
من أهم الإضافات التي يجري نشرها للمستخدمين حاليًا، هي ميزة “سمات الدردشة بالذكاء الاصطناعي” التي تتيح تغيير الشكل البصري لغرفة المحادثة بطريقة مبتكرة. وبمجرد كتابة جملة مثل: “اصنع خلفية بنمط الغروب” يقوم الذكاء الاصطناعي داخل واتساب بإنشاء خلفية مناسبة تعتمد على الوصف النصي، ما يمنح المستخدمين قدرة غير مسبوقة على تخصيص شكل محادثاتهم وجعلها أكثر قربًا من ذوقهم الشخصي.
الميزة الجديدة لا تحتاج إلى أي مهارات تصميم، إذ يتم إنشاء المظهر الجديد آليًا مع الحفاظ على وضوح النص وسهولة القراءة. وتقول ميتا إن هذه الإمكانية يجري طرحها تدريجيًا لمستخدمي أجهزة أندرويد وآيفون خلال الفترة المقبلة، ما يجعل التجربة البصرية داخل التطبيق خطوة أقرب إلى التطبيقات الإبداعية المتقدمة.
ترجمة فورية داخل المحادثات: حوار بلا حواجز لغوية
في خطوة تُعد من أهم التحديثات التي ينتظرها ملايين المستخدمين، أدمج واتساب خدمة ترجمة فورية داخل كل الدردشات دون الحاجة لمغادرة التطبيق أو نسخ الرسائل إلى مترجم خارجي. ويستطيع المستخدم الآن الضغط مطولًا على أي رسالة ثم اختيار “ترجمة”، ليتم عرض النص فورًا باللغة المفضلة لديه.
تعمل الخاصية داخل المحادثات الخاصة والمجموعات وحتى القنوات، وهو ما يجعل التواصل مع أشخاص من ثقافات مختلفة أكثر سهولة وطبيعية. وتوفر هذه الميزة الكثير من الوقت، خصوصًا للطلاب أو العاملين مع شركاء دوليين أو حتى المسافرين الذين يحتاجون إلى التواصل مع أشخاص لا يتحدثون لغتهم. وبذلك، يخطو واتساب خطوة كبيرة نحو دعم حوار متعدد اللغات دون أي قيود أو تعقيدات.
الصور الحية والمتحركة: لقطات تنبض بالحياة
أصبح بإمكان مستخدمي واتساب على النظامين iOS وAndroid إرسال صور متحركة قصيرة، ما يضفي بعدًا جديدًا للتواصل البصري، خصوصًا في المناسبات الشخصية أو اللحظات العفوية. ففي أجهزة آيفون، يمكن مشاركة الصور الحية (Live Photos) مباشرة داخل التطبيق، بينما يسمح أندرويد بإرسال صور متحركة تُلتقط قبل لحظة الضغط على زر الالتقاط.
هذه المقاطع القصيرة تجعل الصور التقليدية أكثر تعبيرًا، إذ تمزج بين الصورة الثابتة واللقطة المتحركة، مما يضيف دفئًا وتفاصيل واقعية كانت غائبة عن الصور الثابتة. وتُعد هذه الميزة نقلة مهمة في طريقة مشاركة اللحظات اليومية عبر واتساب.

إشعارات أكثر ذكاءً: سيطرة كاملة على تنبيهات المجموعات
واحدة من المشكلات الشائعة التي يواجهها مستخدمو واتساب هي كثرة الإشعارات خاصة داخل المجموعات الكبيرة التي تضم عشرات أو مئات الأعضاء. ولذلك، أطلق التطبيق أدوات جديدة تمنح المستخدم سيطرة أكبر على طريقة استقبال تنبيهات المجموعة.
فيمكن الآن اختيار تلقي الإشعارات فقط عند ذكر اسمك داخل المحادثة، أو عند الرد عليك مباشرة، أو حتى عند مشاركة تعليق من شخص محدد داخل المجموعة. كما أُضيف مؤشر جديد يظهر عدد الأعضاء النشطين في لحظة معينة، ما يساعد على تتبع حركة النقاش وفهم مدى التفاعل داخل المجموعة.
هذه التعديلات الصغيرة في ظاهرها تحمل تأثيرًا كبيرًا، إذ تساعد المستخدمين على التركيز على الرسائل المهمة وتجنب الإزعاج المستمر، خاصة للموظفين وطلاب الجامعات وأصحاب العمل الذين يتعاملون مع مجموعات تعتمد على النقاش المتواصل.
ملصقات متحركة وصور رمزية: إبداع بلا حدود
وسع واتساب نطاق أدواته الإبداعية عبر توفير طرق سهلة لصناعة الملصقات المتحركة وتحويل مقاطع الفيديو القصيرة إلى ملصقات قابلة للمشاركة. ويمكن للمستخدمين تصميم حزم ملصقاتهم الخاصة، وإنشاء تعبيرات وشخصيات باستخدام الصور الرمزية (Avatars) المرتبطة بحساباتهم.
وتتيح الأداة الجديدة دمج عناصر متعددة في حزمة واحدة وإرسالها بسرعة، وهو ما يجعل الدردشات أكثر تفاعلًا ومرحًا. كما تساعد هذه الإضافات على التعبير عن المشاعر بطريقة أقرب لأسلوب المستخدم الشخصي، بعيدًا عن الملصقات الجاهزة أو المتكررة.

منصة تتطور بوتيرة غير مسبوقة
يتضح من هذه المجموعة الواسعة من التحديثات أن واتساب يتحول تدريجيًا من مجرد تطبيق مراسلة تقليدي إلى منصة تواصل ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر. ومع توسع ميتا في دمج التقنيات الحديثة داخل التطبيق، من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الأدوات التفاعلية التي ستغير شكل استخدامنا للدردشة الرقمية.
هذه التحديثات ليست مجرد تحسينات تقنية، بل تعكس تحولًا حقيقيًا في فلسفة التطبيق، حيث أصبح التركيز أكبر على تخصيص التجربة وتسهيل التواصل وتحسين جودة المحادثات، سواء من حيث الشكل أو المضمون.
