أمريكا – السابعة الإخبارية
الملاريا.. حذر رئيس منظمة الصحة العالمية، أدهانوم غيبريسوس، من أن توقف تمويل الولايات المتحدة لمكافحة مرض الملاريا قد يؤدي إلى وفاة 107 آلاف شخص في جميع أنحاء العالم خلال عام 2025.
هذا التحذير جاء في وقت حساس، حيث يواجه العالم تحديات صحية متزايدة، وكان التمويل الأمريكي عنصرًا أساسيًا في مكافحة هذا المرض الذي ما زال يشكل تهديدًا كبيرًا، خاصة في إفريقيا.
دور الولايات المتحدة في مكافحة الملاريا
في مؤتمر صحفي عُقد في جنيف، أشار غيبريسوس إلى الدور الحيوي الذي لعبته الولايات المتحدة على مدار العقدين الماضيين في تمويل جهود مكافحة الملاريا.
أصبحت الولايات المتحدة أكبر ممول ثنائي للمنظمة في هذا المجال، حيث قدمت دعمًا ماليًا ساعد في الوقاية من 2.2 مليار حالة إصابة و12.7 مليون وفاة بسبب المرض.
ولكن مع توقف التمويل، فإن التقديرات تشير إلى أن العالم قد يشهد زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالملاريا في عام 2025، تصل إلى 15 مليون حالة إصابة و107 آلاف وفاة.
Malaria | الملاريا 🦟🩸 pic.twitter.com/ayEsvvGGvh
— Renad Alamri (@1jiiil9) March 14, 2025
ويضيف غيبريسوس أن استمرار انقطاع التمويل قد يلغى التقدم الذي تحقق خلال 15 عامًا في مكافحة المرض، مما يضع حياة الملايين من الأشخاص في خطر حقيقي.
هذا التحذير يشير إلى أن المرض قد يعود ليشكل تهديدًا بالغًا للمجتمعات في الدول التي كانت قد نجحت في تقليص انتشاره في السنوات الأخيرة.
الوضع في إفريقيا
على الرغم من التقدم الكبير في مكافحة الملاريا، إلا أن إفريقيا لا تزال المنطقة الأكثر تضررًا من هذا المرض الفتاك. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن غالبية حالات الإصابة والوفاة بسبب الملاريا تحدث في البلدان الإفريقية.
وهذا يثير القلق بشكل خاص في ظل انعدام الاستقرار المالي الذي قد يؤدي إلى نقص كبير في الموارد اللازمة لمكافحة الملاريا، مثل توزيع شبكات البعوض والمبيدات، والاختبارات، والعلاج الفوري.
انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية
علاوة على أزمة التمويل لمكافحة الملاريا، فقد شهدت منظمة الصحة العالمية تطورات سياسية أخرى مثيرة للقلق. منذ أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بداية عودته إلى منصبه في 2021 بالانسحاب من المنظمة، ساد جو من القلق في مقر الوكالة الأممية في جنيف.
ويعد انسحاب الولايات المتحدة، التي تعد أكبر مساهم في ميزانية منظمة الصحة العالمية، خطوة قد تؤثر بشكل كبير على فعالية ومرونة المنظمة في التعامل مع الأزمات الصحية العالمية.
في عام 2024، كانت الولايات المتحدة تساهم بنسبة 18% من ميزانية المنظمة، ما يجعلها أكبر مساهم فردي فيها. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تعد عضوًا فاعلًا في مجلس الإدارة التنفيذي للمنظمة، الذي يعد أعلى هيئة اتخاذ قرارات بين الاجتماعات العامة السنوية.
ومن المتوقع أن يدخل انسحاب الولايات المتحدة حيز التنفيذ في 22 يناير 2026، إلا أن الإدارة الأمريكية الحالية قد وجهت بوقف التعاون مع المنظمة على الفور.


تداعيات سحب الدعم الدولي
توقف الدعم الأمريكي قد يتسبب في تداعيات خطيرة على العمل العالمي في مكافحة الأمراض. بالنظر إلى الأزمات الصحية العالمية، مثل جائحة كوفيد-19، يتضح أن التعاون الدولي بين الدول ومنظمات الصحة العالمية يمثل أساسًا حيويًا لتحقيق التقدم في مواجهة التحديات الصحية الكبرى.
ويعزز هذا التعاون جهود البحث والابتكار في تطوير الأدوية واللقاحات، فضلاً عن تقديم الدعم للدول النامية في محاربة الأمراض المعدية مثل الملاريا.
يطرح هذا الوضع تساؤلات حول قدرة منظمة الصحة العالمية على مواصلة عملها بنفس الفعالية من دون التمويل الأمريكي، وهو ما يشير إلى الحاجة الملحة لضمان تمويل مستدام من جميع الدول الأعضاء في المنظمة، لضمان استمرار الجهود العالمية في مكافحة الأمراض وتعزيز صحة الإنسان على مستوى العالم.


تحذيرات منظمة الصحة العالمية حول توقف التمويل الأمريكي لمكافحة الملاريا تبرز أهمية الدعم المالي المستمر في مواجهة الأمراض العالمية.
ومن غير شك، فإن استمرارية الدعم الأمريكي قد تكون حاسمة في الحفاظ على التقدم المحرز في مكافحة الملاريا. في الوقت نفسه، يتطلب الوضع الحالي تعاونًا دوليًا أكبر، حيث أن انسحاب أي دولة من النظام الدولي للصحة قد يهدد النجاحات التي تم تحقيقها حتى الآن.