إنجلترا – السابعة الإخبارية
حنبعل المجبري.. في واقعة أثارت جدلاً واسعًا داخل أوساط الكرة الإنجليزية، وجد النجم التونسي حنبعل المجبري نفسه في قلب أزمة جديدة، بعد مزاعم بتورطه في سلوك غير رياضي تجاه أحد مشجعي فريق ليدز يونايتد، عقب مباراة فريقه بيرنلي التي انتهت بالفوز بهدفين دون رد.
حنبل المجبري، الذي شارك كبديل في الدقيقة 83 من عمر اللقاء الذي جرى السبت الماضي ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، يُتهم وفقًا لتقارير إعلامية بقيامه بالبصق على أحد المشجعين، وهي تهمة تنظر فيها حاليًا شرطة مقاطعة لانكشاير، التي بدأت تحقيقًا رسميًا في الشكوى المقدّمة بشأن الحادثة.

شرارة القضية: بلاغ غامض ومقطع فيديو مثير للريبة
الجدل تفجر بعد انتشار مزاعم نقلها آدم بوب، مراسل شبكة “بي بي سي سبورت”، حيث أشار إلى وجود ادعاءات بأن اللاعب التونسي بصق باتجاه مشجع من جماهير ليدز لحظة خروجه من الملعب، وهي اللقطة التي أثارت استياءً واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بين مشجعي الفريق الأبيض.
ووفقًا لما نقله موقع “The Athletic”، فإن الشرطة البريطانية تحركت بعد تلقيها بلاغًا رسميًا، وتعمل حاليًا على “إثبات الحقائق” بشأن الواقعة، عبر مراجعة مقاطع الفيديو والاستماع إلى الشهادات من الطرفين – اللاعب والجمهور المعني بالحادثة.
الاتحاد الإنجليزي يفتح الملف: “سلوك عنيف”؟
من جانبه، بدأ الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم FA مراجعة الحادثة، مستندًا إلى قوانين “IFAB” – الجهة الدولية المسؤولة عن وضع قوانين كرة القدم – والتي تعتبر أن “البصق على الخصم أو أي شخص آخر يدخل ضمن السلوك العنيف”، وهو فعل يستوجب العقوبة الانضباطية، سواء وقع داخل أو خارج الملعب.
ولم يصدر حتى لحظة كتابة هذا التقرير أي قرار رسمي من الاتحاد، لكن المصادر تشير إلى أن لجنة الانضباط ستنتظر نتائج تحقيق الشرطة أولاً، ثم تقرر بناءً عليها ما إذا كانت ستوجه اتهامًا رسميًا للاعب بيرنلي الشاب.
عقوبة محتملة: الإيقاف 3 مباريات على الأقل
مارك كلاتنبرغ، الحكم الدولي السابق في الدوري الإنجليزي الممتاز، تحدث لصحيفة “ليدز نيوز”، وقال إن مثل هذه الحوادث – إذا ثبت وقوعها – لا تمر دون عقاب، مؤكدًا أن البصق يعتبر من “أكثر الأفعال إساءة في كرة القدم”.
وأضاف:”الاتحاد الإنجليزي سيتابع كل التفاصيل. سيجري مقابلات مع الشهود، ويراجع اللقطات المصورة. وإذا ثبتت الواقعة، فإن اللاعب قد يتعرض للإيقاف لمدة ثلاث مباريات أو أكثر.”
ولاتزال إدارة بيرنلي تلتزم الصمت حيال الحادثة، ولم تصدر حتى الآن بيانًا رسميًا حول موقف النادي من مزاعم المشجع أو تحقيق الشرطة، بينما تشير بعض التقارير إلى أن النادي يتعاون بشكل كامل مع الجهات المعنية في التحقيق.

حنبل المجبري في مرمى الانتقادات: موهبة مثيرة للجدل
حنبعل المجبري، المولود في فرنسا عام 2003 لأب تونسي وأم جزائرية، كان يُنظر إليه لسنوات كأحد أبرز المواهب الصاعدة في مانشستر يونايتد، قبل أن ينتقل إلى بيرنلي في صيف 2024 بحثًا عن فرصة للعب بشكل منتظم.
ورغم موهبته اللافتة وشخصيته القوية في الملعب، فإن اللاعب لم يبتعد عن الجدل طويلاً، حيث سبق أن أثيرت حوله انتقادات بسبب سلوكياته الحادة وتفاعلاته العنيفة مع الخصوم، ما يضعه الآن أمام اختبار حقيقي فيما يتعلق بمسيرته الاحترافية وصورته الإعلامية.
وفي حال ثبتت عليه التهمة، قد تكون الواقعة ضربة قوية لمسيرته في الدوري الإنجليزي، خاصة مع تشدد السلطات هناك في التعامل مع السلوكيات التي تُصنّف على أنها اعتداء، حتى لو كانت “لفظية” أو “غير جسدية مباشرة”.
بين قوانين الملاعب والشرطة: أين يقف الخط الفاصل؟
القضية تسلط الضوء مجددًا على الفجوة بين القوانين الرياضية والمدنية في مثل هذه الحوادث. فبينما يعتبر الاتحاد الإنجليزي البصق سلوكًا معاديًا للروح الرياضية يستوجب الإيقاف، تعتبره الشرطة البريطانية “جريمة اعتداء” إذا ثبت أنه متعمد.
لكن في حالات الغموض أو غياب الأدلة القطعية، عادةً ما تتجه الشرطة إلى تصنيف الحادث كـ”واقعة غير جنائية”، بينما تظل اللجان الرياضية أكثر تشددًا في توقيع العقوبات الانضباطية.
خاتمة: كل الأنظار على القرار المقبل
في الأيام المقبلة، سيكون مستقبل حنبعل المجبري معلقًا بنتائج التحقيقات الجارية. هل ستُغلق القضية لعدم كفاية الأدلة؟ أم سيتعرض اللاعب لعقوبة قد تُعيق تألقه في الدوري الأقوى عالميًا؟
وسط ترقب الجماهير، والتزام المجبري الصمت، تبقى الحقيقة رهنًا بالكاميرات، والشهادات، واللوائح، في وقت لا تتحمل فيه الكرة الإنجليزية المزيد من القضايا المثيرة للجدل.
