الإمارات – السابعة الإخبارية
درجات الحرارة .. بدأت ملامح التحول الموسمي في الظهور مع دخول شهر سبتمبر، حيث توقّع المركز الوطني للأرصاد في الإمارات أن يشهد هذا الشهر انخفاضًا تدريجيًا في درجات الحرارة، مصحوبًا بفرص لهطول أمطار على مناطق متفرقة، مع بقاء تأثير بعض المنخفضات الحرارية على الدولة.
ووفقًا لتقرير السمات المناخية لشهر سبتمبر الصادر عن المركز، فإن هذا الشهر يُعد بمثابة المرحلة الانتقالية من فصل الصيف إلى الخريف، حيث تبدأ الأجواء الحارة في الانكسار تدريجيًا، خاصة خلال ساعات الليل، ويظهر ذلك بوضوح في النصف الثاني من الشهر، الذي يشهد أيضًا بداية الخريف فلكيًا في الثالث والعشرين من سبتمبر، حين تتعامد الشمس على خط الاستواء، وتبدأ رحلتها الظاهرية جنوبًا نحو مدار الجدي.

درجات الحرارة .. تراجع تأثير منخفض الهند الموسمي
بحسب التقرير، فإن تأثير منخفض الهند الموسمي، الذي يلعب دورًا كبيرًا في رفع درجات الحرارة خلال الصيف، يبدأ في التراجع تدريجيًا خلال هذا الشهر، لتصبح الدولة أكثر عرضة لتأثير امتدادات منخفضات حرارية قادمة من وسط الجزيرة العربية. هذه المنخفضات تصاحبها رياح نشطة نسبيًا، قد تؤدي في بعض الأحيان إلى إثارة الغبار وتدني مدى الرؤية الأفقية، خاصة في المناطق الداخلية والمكشوفة.
كما تظل فرص تشكّل السحب الركامية قائمة خلال سبتمبر، خصوصًا في المنطقة الشرقية من البلاد، والتي قد تمتد أحيانًا إلى بعض المناطق الداخلية، مما يرفع من احتمالية هطول أمطار متفاوتة الشدة.
حركة الرياح ودورة نسيم البر والبحر
وأشار التقرير إلى أن شهر سبتمبر يشهد تغيرًا في نمط حركة الرياح، حيث تسود الرياح الجنوبية الشرقية في فترات الليل والصباح، وتتحول إلى شمالية غربية خلال فترتي الظهيرة والمساء، نتيجة تأثير دورة نسيم البر والبحر، وهي ظاهرة طبيعية تحدث نتيجة اختلاف درجات الحرارة بين اليابسة والمسطحات المائية.
ارتفاع في نسب الرطوبة وتزايد فرص الضباب
ومع الانخفاض النسبي في درجات الحرارة، ترتفع معدلات الرطوبة النسبية خلال هذا الشهر مقارنة بشهر أغسطس، خاصة خلال النصف الثاني منه. ويبلغ متوسط الرطوبة النسبية نحو 49%، مما يؤدي إلى زيادة فرص تشكّل الضباب والضباب الخفيف على مناطق متفرقة من الدولة، خصوصًا خلال ساعات الفجر والصباح الباكر.
ولفت التقرير إلى أن سنة 2014 سجلت الرقم الأعلى في تكرار حدوث الضباب خلال شهر سبتمبر، حيث تم تسجيل 14 يومًا من الضباب الكثيف و12 يومًا من الضباب الخفيف، مما يجعلها من السنوات الأكثر تأثرًا بهذه الظاهرة خلال هذا الشهر.

درجات الحرارة: بداية الاعتدال
من الناحية الإحصائية، يتراوح متوسط درجات الحرارة خلال شهر سبتمبر بين 32.3 و34.2 درجة مئوية، فيما تسجل الدرجة العظمى معدلات تتراوح بين 38.5 و40.6 درجة مئوية، أما درجات الحرارة الصغرى فتبقى بين 26.8 و29.3 درجة مئوية.
وسجلت أعلى درجة حرارة خلال هذا الشهر في منطقة مخيرز سنة 2016، حيث بلغت 51.1 درجة مئوية، في حين كانت أقل درجة حرارة على جبل جيس عام 2015، وبلغت 16.5 درجة مئوية، مما يعكس التباين المناخي الكبير بين المناطق المنخفضة والجبلية في الدولة.
الرياح: نشاط نسبي وسرعات متفاوتة
وفيما يتعلق بالرياح، بلغ متوسط سرعتها خلال شهر سبتمبر 11 كم/ساعة، مع تسجيل أعلى سرعة رياح بلغت 92.2 كم/ساعة في منطقة الصاع سنة 2023. أما أعلى هبة رياح مسجلة خلال هذا الشهر فكانت في مطار العين سنة 2008، حيث وصلت إلى 109.3 كم/ساعة.
الرطوبة: تفاوت واضح بين العظمى والصغرى
بلغ متوسط الرطوبة النسبية العظمى خلال سبتمبر بين 68% إلى 87%، بينما تراوحت الرطوبة النسبية الصغرى بين 17% إلى 29%، ما يعكس الفروقات الكبيرة التي تشهدها الدولة في نسب الرطوبة خلال اليوم الواحد، خاصة بين الفترات الليلية والصباحية مقابل فترات الظهيرة.
الأمطار: كميات محدودة وأعلى سُجلت في جبل حفيت
رغم أن شهر سبتمبر لا يُعد من أشهر الأمطار الغزيرة في الإمارات، إلا أن فرص هطول الأمطار تظل قائمة، خاصة في المناطق الجبلية والشرقية. وسجلت أعلى كمية أمطار مسجلة خلال هذا الشهر 86.4 ملم، وذلك في منطقة جبل حفيت عام 2006.
يمثل شهر سبتمبر بداية الانفراجة المناخية بعد حرارة الصيف الشديدة، ويُعد مقدمة للطقس المعتدل الذي ينتظره سكان الإمارات مع دخول موسم الخريف. وبين انخفاض الحرارة وارتفاع الرطوبة، تبقى الظواهر الجوية متقلبة خلال هذا الشهر، مما يستدعي الانتباه لتحديثات الأرصاد والتقارير اليومية الصادرة عن الجهات الرسمية.
