مدريد – السابعة الإخبارية
أشعل الأرجنتيني الشاب فرانكو ماستانتونو، لاعب ريال مدريد الجديد، الجدل في الأوساط الرياضية الإسبانية والعالمية بعد تصريحاته الأخيرة التي كشف فيها عن أبرز اللاعبين الذين ألهموه في مسيرته الكروية، متجاهلاً بشكل لافت النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، أحد أعظم أساطير النادي الملكي عبر تاريخه.
وجاءت تصريحات ماستانتونو، البالغ من العمر 18 عاماً، خلال مقابلة مطوّلة مع شبكة ESPN، تحدث فيها عن تجربته الجديدة داخل أروقة الفريق الملكي، ومصدر إلهامه في عالم كرة القدم، وطموحاته المستقبلية مع النادي الإسباني الذي انتقل إليه هذا الصيف قادماً من ريفر بليت الأرجنتيني.

ثلاثي الإلهام: ميسي وبيلينغهام وألفاريز
عند سؤاله عن أكثر ثلاثة لاعبين ألهموه في مسيرته حتى الآن، قال ماستانتونو دون تردد:
“أولاً، ليونيل ميسي. إنه الأفضل في العالم منذ طفولتي، كنت أتابعه بشغف في كل مباراة مع برشلونة ومنتخب الأرجنتين.”
وأضاف:
“في المركز الثاني يأتي جود بيلينغهام. لقد أبهرني حقاً منذ أول يوم لي في مدريد، إنه لاعب مذهل، مختلف عن البقية، ويمتلك شخصية قوية داخل وخارج الملعب.”
أما الاسم الثالث فكان مفاجأة للكثيرين، إذ اختار ماستانتونو مواطنه جوليان ألفاريز، مهاجم أتلتيكو مدريد، قائلاً:
“اضطررت لتحمله في المباراة الأخيرة (مشيراً إلى تألق ألفاريز اللافت في فوز أتلتيكو على ريال مدريد). إنه لاعب ذكي جداً ويجيد التحرك في المساحات الصغيرة.”
غياب رونالدو يثير العاصفة
لكن ما أثار الجدل الأكبر لم يكن ترتيب الأسماء، بل غياب اسم كريستيانو رونالدو، النجم الأسطوري الذي يُعتبر أحد أبرز رموز ريال مدريد عبر تاريخه الحديث، حيث قاد الفريق إلى أربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، وسجل 451 هدفاً في 438 مباراة خلال تسعة مواسم فقط.
وسرعان ما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات جماهير النادي الملكي، التي انقسمت بين مؤيد ومعارض لتصريحات اللاعب الشاب.
فبينما رأى البعض أن لكل لاعب حرية في اختيار من يلهمه، اعتبر آخرون أن تجاهل اسم رونالدو “قلة تقدير” لتاريخ النادي وقيمته.
وكتب أحد المشجعين عبر منصة “إكس”:
“كيف يمكن للاعب جديد في ريال مدريد أن يذكر ميسي وألفاريز، ولا يتحدث عن كريستيانو؟ إنه جزء من هوية النادي!”
في المقابل، دافع آخرون عن ماستانتونو معتبرين أن اختياره طبيعي، لأنه ينتمي إلى الجيل الذي نشأ على مشاهدة ميسي وهو يحصد الألقاب مع برشلونة ومنتخب الأرجنتين، بينما كان رونالدو قد رحل بالفعل عن مدريد عندما بدأ فرانكو مسيرته الاحترافية.

ماستانتونو.. موهبة أرجنتينية واعدة
انتقل ماستانتونو إلى ريال مدريد خلال فترة الانتقالات الصيفية 2025 قادماً من نادي ريفر بليت مقابل صفقة قدرتها الصحف الإسبانية بـ 25 مليون يورو، بعد أن لفت الأنظار في الدوري الأرجنتيني بمهاراته العالية ورؤيته المميزة داخل الملعب.
ويُلقّب في بلاده بـ “ميسي الصغير”، نظراً لتقارب أسلوبه مع قائد المنتخب الأرجنتيني من حيث المراوغة والتحكم بالكرة.
وانضم اللاعب إلى تدريبات الفريق الأول في مدريد تحت قيادة المدرب روبن أموريم، الذي أشاد بموهبته قائلاً في تصريحات سابقة:
“فرانكو يمتلك نضجاً كروياً لا يتناسب مع عمره، لديه شغف كبير وتواضع يجعله محبوباً بين زملائه، وأثق أنه سيكون أحد ركائز المشروع الجديد لريال مدريد.”
تألق تدريجي في التدريبات
ومنذ انضمامه إلى صفوف النادي، نجح ماستانتونو في جذب الأنظار داخل مركز التدريبات “فالديبيباس”، حيث أظهر مستوى مميزاً في المناورات المصغّرة، وساهم في عدد من الأهداف خلال المباريات الودية التحضيرية للموسم.
ويراهن الجهاز الفني في مدريد على تطويره تدريجياً من خلال منحه دقائق محدودة في المباريات الرسمية، قبل الاعتماد عليه بشكل أكبر في الموسم المقبل، خاصة بعد تراجع مستوى بعض المهاجمين الأساسيين.
ردود الفعل داخل النادي
ورغم الضجة التي أحدثتها تصريحاته، أكدت مصادر مقربة من النادي أن الإدارة لا ترى في الأمر مشكلة حقيقية، وأن اللاعب عبّر ببساطة عن آرائه الشخصية، دون قصد الإساءة إلى تاريخ أي نجم من نجوم الفريق.
في المقابل، ذكرت صحيفة ماركا الإسبانية أن بعض لاعبي ريال مدريد الكبار مازحوا ماستانتونو في التدريبات بشأن “نسيانه” ذكر كريستيانو رونالدو، وأن الأجواء بقيت إيجابية داخل الفريق.
بين ميسي ورونالدو.. اللاعب الشاب يكتب قصته الخاصة
يرى مراقبون أن تصريحات ماستانتونو تُعبر عن تحولٍ طبيعي في الأجيال، حيث يميل اللاعبون الشباب في أمريكا الجنوبية إلى اعتبار ميسي مصدر الإلهام الأول، بعد قيادته الأرجنتين للفوز بكأس العالم 2022، في وقتٍ بات فيه رونالدو رمزاً لجيل سابق أنهى حقبته الذهبية.
وبينما يستمر الجدل حول اختياراته، يبقى المؤكد أن فرانكو ماستانتونو يمثل أحد الوجوه الواعدة في مشروع ريال مدريد المستقبلي، وأن الأيام المقبلة قد تثبت أنه يسير بخطى ثابتة ليصنع اسمه الخاص بين أساطير كرة القدم العالمية.
