دبي – السابعة الإخبارية
دبي.. في خطوة جديدة ضمن جهود إمارة دبي للارتقاء بشبكة النقل العام، دشّنت هيئة الطرق والمواصلات في دبي محطتي سوق دبى القديم والسبخة للنقل البحري، ضمن خطة استراتيجية شاملة لتطوير منظومة النقل البحري في الإمارة، وذلك بما يتماشى مع النهضة الحضارية والعمرانية التي تشهدها دبي في مختلف المجالات.
وتعد المحطتان الجديدتان إضافة نوعية إلى البنية التحتية لوسائل النقل البحري، خصوصًا في منطقة خور دبي، التي تُعد من أبرز الوجهات التراثية والسياحية والحيوية في الإمارة.

جزء من رؤية مستقبلية
يأتي تنفيذ هذا المشروع في إطار خطة النقل البحري 2020-2030 التي أطلقتها الهيئة، بهدف تحديث وتوسيع شبكة النقل البحري في الدولة، بما يشمل تطوير المحطات، وتحديث وسائل النقل، وتحسين جودة الخدمة المقدمة للركاب والسياح على حد سواء.
وبحسب البيانات الصادرة عن الهيئة، بلغ عدد مستخدمي مختلف وسائل النقل البحري في الدولة 9.7 ملايين راكب خلال النصف الأول من عام 2025، ما يعكس الأهمية المتزايدة لهذا النمط من النقل كوسيلة فعالة، بيئية، وترفيهية، تخدم شريحة واسعة من الجمهور المحلي والزوار.
تطوير مع الحفاظ على الهوية التراثية
لم تغفل هيئة الطرق والمواصلات الجانب التراثي والتاريخي للموقع، فقد راعت خلال أعمال التطوير الحفاظ على الطابع التقليدي والهوية الثقافية التي تتميز بها منطقة خور ، لا سيما أن هذه المنطقة تضم معالم تاريخية وأسواق شعبية تُعد جزءًا من الذاكرة الجماعية للمدينة.
وقد شملت الأعمال تحديث تصميم المحطات مع توفير مرافق خدمية حديثة للمتعاملين، مثل زيادة مناطق الانتظار المظللة بنسبة 50%، وتحسين الإنارة باستخدام مواد مستدامة صديقة للبيئة، بما يعكس التزام دبي برؤية بيئية متقدمة.
مرافق حديثة وخدمات محسنة
تضمنت خطة التطوير إنشاء استراحة مكيّفة لسائقي العبرات الخشبية التراثية، وهو ما يُعد سابقة في هذا المجال، حيث تهدف هذه الخطوة إلى تحسين بيئة العمل لسائقي العبرات، وتعزيز كفاءتهم التشغيلية، إلى جانب توفير تجربة أكثر راحة لهم.
كما تم تنفيذ عدد من المتطلبات الخاصة بـ”كود دبي لأصحاب الهمم”، لضمان شمولية الخدمات المقدمة لجميع فئات المجتمع، وتسهيل وصول ذوي الإعاقة إلى مرافق النقل البحري بسهولة وكرامة.
من جهة أخرى، أضيفت مساحات استثمارية ضمن المحطتين لخدمة الركاب، سواء عبر متاجر صغيرة أو أكشاك تقديم خدمات، ما يسهم في تنشيط الحركة التجارية حول المحطات، ويعزز من كفاءة استثمار المساحات المتاحة.
إنجاز متزامن لتحقيق الكفاءة
من الجدير بالذكر أن هيئة الطرق والمواصلات حرصت على تنفيذ المشروع بشكل متزامن بين المحطتين، وهو ما ساعد على تسريع وتيرة الإنجاز، وخفض التكاليف التشغيلية، وتحقيق أقصى استفادة من الموارد البشرية والمادية المتاحة، في إطار إدارة ذكية للمشاريع الحكومية.
وقد وضعت الهيئة خطة دقيقة لمرحلة التشغيل، تضمن عدم تأثر مواعيد الرحلات أو الحركة الملاحية في الخور خلال أعمال الإنشاء والتدشين، وهو ما عكس حرص الهيئة على سلامة وراحة الركاب، واستمرارية تقديم الخدمة دون انقطاع.

النقل البحري… خيار استراتيجي للمستقبل
يُعد تطوير النقل البحري جزءًا من الرؤية الأشمل لدبي في مجال التنقل المستدام والمتعدد الوسائط. فمع توسع المدينة أفقيًا وعموديًا، تتزايد الحاجة إلى وسائل نقل بديلة تخفف الضغط عن الطرق وتوفر تجارب نقل متنوعة للمواطنين والمقيمين والزوار.
ويُبرز المشروع الجديد توجهات الهيئة نحو تحسين كفاءة النقل العام البحري، بما يتضمن العبرات التقليدية، والفيري، والتاكسي المائي، وغيرها من الوسائل التي باتت تلقى اهتمامًا متزايدًا من مختلف شرائح المجتمع.
في الختام…
تدشين محطتي سوق دبي القديم والسبخة يمثل خطوة مهمة نحو نقلة نوعية في منظومة النقل البحري. فهو لا يقتصر على تحسين البنية التحتية فحسب، بل يجسد توجّه الإمارة نحو تطوير ذكي ومستدام، يجمع بين الحداثة والهوية التراثية، ويخدم تطلعات السكان والزوار في آنٍ معًا.
ومن المتوقع أن تساهم هذه المحطات، إلى جانب المشاريع المستقبلية، في زيادة الإقبال على وسائل النقل البحري، وتعزيز مكانة دبي كمثال عالمي في تكامل وتنوع وسائل النقل الحضري.

تدشين محطتي السوق القديم والسبخة يمثل خطوة مهمة نحو نقلة نوعية في منظومة النقل البحري بدبي. فهو لا يقتصر على تحسين البنية التحتية فحسب، بل يجسد توجّه الإمارة نحو تطوير ذكي ومستدام، يجمع بين الحداثة والهوية التراثية، ويخدم تطلعات السكان والزوار في آنٍ معًا.
ومن المتوقع أن تساهم هذه المحطات، إلى جانب المشاريع المستقبلية، في زيادة الإقبال على وسائل النقل البحري، وتعزيز مكانة دبي كمثال عالمي في تكامل وتنوع وسائل النقل الحضري.