الإمارات – السابعة الإخبارية
تعد جرثومة المعدة، أو الهيليكوباكتر بيلوري، من أكثر الأمراض المعوية شيوعًا حول العالم، حيث تصيب حوالي ثلثي سكان الأرض.
ورغم أن الكثير من الأشخاص المصابين بها قد لا يعانون من أعراض في البداية، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل القرحة الهضمية والتهابات المعدة، بل وفي بعض الحالات قد ترتبط بسرطان المعدة.
وفي السطور التالية، سنتناول طرق علاج جرثومة المعدة وأهمية العلاج المبكر في الوقاية من المضاعفات.
ما هي جرثومة المعدة؟
تُعد الهيليكوباكتر بيلوري (Helicobacter pylori) بكتيريا حلزونية الشكل تعيش في المعدة وتتكاثر هناك. تُسبب هذه البكتيريا التهابات في جدار المعدة، مما قد يؤدي إلى تقرحات هضمية مؤلمة.
غالبًا ما تنتقل هذه الجرثومة عبر الطعام أو المياه الملوثة أو الاتصال المباشر مع شخص مصاب. في معظم الحالات، لا يشعر المريض بأعراض، لكن في بعض الأحيان يمكن أن يؤدي وجود الجرثومة إلى التهاب في المعدة، مما يتسبب في أعراض مزعجة.
أعراض جرثومة المعدة
من الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى وجود جرثومة المعدة:
- آلام حادة في البطن أو شعور بامتلاء المعدة.
- حرقة في المعدة.
- الغثيان أو القيء.
- فقدان الشهية.
- عسر الهضم.
- الشعور بالانتفاخ.

كيفية تشخيص جرثومة المعدة
يتم تشخيص جرثومة المعدة عبر عدة طرق طبية موثوقة، مثل:
- اختبار الدم: للكشف عن وجود أجسام مضادة للبكتيريا.
- اختبار النفس: يمكن للمريض أن يتناول مادة تحتوي على اليوريا، وإذا كانت هناك جرثومة المعدة، فسيتم تحليل الغاز الناتج من التنفس.
- المنظار العلوي: حيث يتم أخذ عينة من المعدة لفحص وجود البكتيريا.
- اختبار البراز: للكشف عن وجود الجرثومة في البراز.
طرق علاج جرثومة المعدة
يهدف علاج جرثومة المعدة إلى القضاء على البكتيريا ومنع حدوث المضاعفات. يعتمد العلاج بشكل رئيسي على استخدام المضادات الحيوية وأدوية لتقليل الحموضة. وفيما يلي أبرز طرق العلاج:
1. المضادات الحيوية
يُعتبر استخدام مجموعة من المضادات الحيوية أحد الأساليب الأساسية لعلاج جرثومة المعدة. عادة ما يتم وصف دواءين أو ثلاثة مضادات حيوية في وقت واحد لمنع تطور المقاومة البكتيرية. بعض الأدوية الأكثر استخدامًا تشمل:
- أموكسيسيلين.
- كلاريثروميسين.
- ميترونيدازول.
يُوصى باتباع نظام العلاج لمدة أسبوعين على الأقل، وتكمن فاعلية العلاج في الالتزام الكامل بالجرعات المقررة من قبل الطبيب.
2. الأدوية لتقليل الحموضة
إلى جانب المضادات الحيوية، يتم استخدام أدوية أخرى لتقليل حمض المعدة، مثل:
- مثبطات مضخة البروتون (PPIs) مثل أوميبرازول و إيسوميبرازول.
- مضادات الحموضة: مثل هيدروكسيد الألمنيوم و هيدروكسيد المغنيسيوم.
تساعد هذه الأدوية في تقليل إنتاج الحمض الذي قد يضر بجدار المعدة، مما يتيح للمضادات الحيوية أن تعمل بشكل أفضل وتقلل من الالتهاب.
3. العلاج الثلاثي أو الرباعي
في بعض الحالات، إذا كانت البكتيريا مقاومة للأدوية الشائعة، يتم اللجوء إلى العلاج الرباعي، الذي يتضمن:
- مضاد حيوي آخر مثل تتراسيكلين.
- مثبطات مضخة البروتون.
- دواء لقتل البكتيريا مثل بيسموت سبساليسيلات.
يستمر هذا العلاج لفترة تصل إلى 14 يومًا.
نصائح إضافية أثناء العلاج
- الالتزام بالعلاج: من الضروري عدم التوقف عن تناول الأدوية قبل الانتهاء من الجرعة المحددة من قبل الطبيب، حتى لو اختفت الأعراض.
- تغيير نمط الحياة: يجب تجنب الأطعمة الحارة والدهنية التي قد تهيج المعدة. كما يُنصح بتجنب التدخين والكحول.
- الحفاظ على النظافة: تجنب تناول الأطعمة أو المياه الملوثة، والمداومة على غسل اليدين بانتظام، خاصة بعد استخدام الحمام أو التعامل مع الطعام.
مضاعفات جرثومة المعدة
إذا تم ترك جرثومة المعدة دون علاج لفترة طويلة، قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل:
- القرحة الهضمية: وهي من أكثر المشاكل شيوعًا نتيجة للإصابة بالهيليكوباكتر بيلوري.
- نزيف داخلي: قد يؤدي إلى تقرحات مفتوحة في المعدة أو الأمعاء.
- سرطان المعدة: على الرغم من أنه نادر، إلا أن الإصابة طويلة الأمد بجرثومة المعدة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة.
الوقاية من جرثومة المعدة
رغم أن الوقاية من جرثومة المعدة قد تكون صعبة في بعض الأحيان، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بها، مثل:
- التأكد من سلامة المياه: تجنب شرب مياه غير نظيفة.
- غسل اليدين بانتظام: خاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام.
- الحرص على طهي الطعام جيدًا: وتجنب تناول الأطعمة النيئة أو الملوثة.
علاج جرثومة المعدة ليس أمرًا صعبًا إذا تم التشخيص والعلاج المبكر، وباستخدام مزيج من المضادات الحيوية وأدوية تقليل الحموضة، يمكن التخلص من هذه البكتيريا المزعجة والحفاظ على صحة المعدة.