أبوظبي- السابعة الإخبارية
فازت رواية تغريبة القافر لصاحبها العماني زهران القاسمي، بـ الجائزة العالمية للرواية العربية، اليوم، في دورتها السادسة عشرة 2023.
وحصل زهران القاسمي بعد فوزه بالجائزة على مبلغ نقدي تبلغ قيمته 50 ألف دولار أمريكي، بالإضافة لتمويل ترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية، للترويج لها عالميًا وزيادة مبيعاتها.
اختيرت رواية تغريبة القافر من قبل لجنة التحكيم من الروايات التي ترشحت للجائزة لهذه الدورة باعتبارها أفضل رواية نُشرت بين 1 يوليو 2021 و30 يونيو 2022، وجرى اختيارها من بين ست روايات في القائمة القصيرة لكتّاب من الجزائر، السعودية، العراق، عُمان، ليبيا، ومصر.
وتلقى كل من الكتّاب الستة الذين ترشحوا للقائمة القصيرة، وهم الصديق حاج أحمد، أزهر جرجيس، نجوى بن شتوان، ميرال الطحاوي، فاطمة عبد الحميد، وزهران القاسمي، جائزة تبلغ قيمتها 10 آلاف دولار أميركي.
جرى اختيار الرواية الفائزة من قبل لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الأديب والروائي المغربي محمد الأشعري، وبعضوية كل من ريم بسيوني، أكاديمية وروائية مصرية؛ وتيتز روك، أستاذ جامعي ومترجم سويدي؛ وعزيزة الطائي، كاتبة وأكاديمية عُمانية؛ وفضيلة الفاروق، روائية وباحثة وصحافية جزائرية.
وأعلن محمد الأشعري، رئيس لجنة التحكيم، اسم الرواية الفائزة بالجائزة والصادرة عن دار رشم، خلال فعالية نظمت في أبوظبي، وتم بثها افتراضياً.
وقال الأشعري: “اختارت لجنة التحكيم رواية تغريبة القافر، للفوز بالجائزة؛ كونها اهتمت بموضوع جديد في الكتابة الروائية الحديثة، وهو موضوع الماء في علاقته بالبيئة الطبيعية وبحياة الإنسان في المناطق الصعبة”.
وحسب رئيس لجنة التحكيم، قدّم الكاتب زهران القاسمي، هذا الموضوع من خلال تآلف مستمر بين الواقع والأسطورة، ويفعل ذلك من خلال بناء روائي محكم ولغة شعرية شفافة.
ونحت القاسمي، شخصيات الرواية بطريقة مثيرة تحتل دوراً أساسياً في حياة الناس وفي نفس الوقت تثير نفورهم وتخوّفَهم.
واستطاع الكاتب أن يقترب من مسرح غير مؤلوف للرواية المتداولة في الوطن العربي، وهو مسرح الوديان والأفلاج في عمان، وتأثير العناصر الطبيعية في علاقة الإنسان بمحيطه وبثقافته.
من جانبه يرى ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، أن رواية تغريبة القافر تنبع من بطن بيئتها القروية العمانية التي تعيش حياتها بإيقاع يهيمن عليه الماء بمخاطر الشُحّ والإغداق الذي لا يذر.
ووفقًا لرئيس مجلس الأمناء، تعايش الرواية شخصية القافر الذي انتُشل وليدًا من رحم الماء، وعاش حياته يرصد مساراته في أحافير الأرض في مجتمع تعشعش فيه الأساطير التي يستخدمها في سبر علاقته بمحيطه البيئي والبشري.
وما يميز رواية تغريبة القافر، سردها الإنسيابي انسياب الماء بإيقاعها الشاعري الذي يطلوه حلاوة ورشاقة حملت في ثناياها محليّة عذبة تتعايش مع فصاحة السرد بوئام.
أحداث رواية تغريبة القافر
رواية تغريبة القافر تُعيد للراوي وظيفته الأولى وهي ريّ الناس وإشباع ظمئهم.. تدور أحداث رواية تغريبة القافر في إحدى القرى العُمانية، وتحكي قصة سالم بن عبدالله، أحد مقتفي أثر الماء، تستعين به القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية.
وتقع أحداثها في عالم الأفلاج، وهو النظام الفلاحي لريّ البساتين، المرتبط بالحياة القروية في عُمان ارتباطاً وثيقاً الذي دارت حوله الحكايات والأساطير.
ويطرح الكاتب زهران القاسمي، سؤالاً مهماً على القارئ: ماذا لو أن هذه المادة التي تمنح الحياة للكائنات هي مصدر لموتها أيضا من خلال ندرتها أو فيضانها؟.
وترتبط حياة القافر منذ ولادته بالماء، فأمّه ماتت غرقاً، ووالده طُمر تحت قناة أحد الأفلاج حيث انهار عليه السقف، وينتهي القافر سجيناً في قناة أحد الأفلاج ليبقى هناك يقاوم للبقاء حياً.
حضور نسائي قوي في تغريبة القافر
وفي حوار نُشر على موقع الجائزة العالمية للرواية العربية، تطرق زهران القاسمي، إلى الحضور النسائي القوي في روايته: “المرأة تاريخيا هي من أنست البشر، هي من بدأت في التحول الحضاري وفي الزراعة، وكانت السبب في الكثير من التحولات التاريخية المهمة، لذلك حاولت أن أركز على ذلك في العمل، كيف أن المرأة هي سبب التحولات أيضا التي طرأت على الشخصية الرئيسة في الرواية”.
من هو زهران القاسمي
– زهران القاسمي، هو شاعر وروائي عُماني، من مواليد دماء والطائيين، سلطنة عُمان، عام 1974.
– صدر له ثلاث روايات قبل تغريبة القافر، هي “جبل الشوع” (2013)، ” القنّاص” (2014)، و”جوع العسل” (2017)، بالإضافة إلى عشرة دواوين شعرية و”سيرة الحجر 1 (قصص قصيرة، 2009) و و”سيرة الحجر 2″ (نصوص، 2011).
– القاسمي هو أول روائي عُماني يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية، والرواية صادرة عن دار رشم في السعودية.