خاص- السابعة الإخبارية
عبر هذا التقرير ترصد “السابعة الإخبارية” التفاصيل الكاملة لتهديدات المناخ العالمي، وأبرز المؤشرات التي تهدد حياة البشر، وتؤثر على مستقبل الكوكب ما ينذر عن نهاية تدريجية تدمر التنوع والطقس وتخنق رئة الطبيعة نتيجة الكثير من السلوكيات والكوارث والحروب والتلوث وغيرها”، كما تستعرض هنا الحلول والمبادرات والخطط واتفاقيات التعاون بين الدول حول مستقبل التغير المناخي، وكذلك الحلول التي تساهم في الحفاظ على التنوع واستمرار الحياة للأجيال المقبلة.
ماهو تغير المناخ
بداية يجب أن نعرف ماهو تغير المناخ: يعني بشكل واقعي أن تلك اللحظة التي نعيشها الآن، لن تكون شبيهة بالأوقات المقبلة، بل أسوأ من السنوات الماضية، حيث يشهد الطقس حالة تغير مستمر، من “ارتفاع درجات الحرارة، ذوبان القمم الجليدية، وارتفاع مستوى المحيطات”، وغيرها من تأثيرات عديدة، تشكل خطرًا يهدد أنواع الحياة على كوكب الأرض.
ما هو تغير المناخ؟
بمرور الوقت، سنشهد خللًا في توازن الطبيعة، مما يهدد حياة البشر وسائر المخلوقات على الأرض، نظرًا إلى التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، والتي يمكن أن تكون “طبيعية”، بسبب تغيرات في نشاط الشمس، أو انفجارات بركانية كبيرة، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة.
وحسب المنظمة، منذ القرن التاسع عشر، كانت الأنشطة البشرية هي المحرك الرئيسي وراء تغير المناخ، والسبب الرئيسي هو حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز.
كيف يؤثر تغير المناخ على حياتنا؟
هل تريد أن تعلم كيف يؤثر تغير المناخ على حياتنا؟.. “إن صحة الإنسان وسبل العيش، وميزانيات الأسرة، والاقتصادات الوطنية، تتدهور، إذ يخرج إدمان البشر على استخدام الوقود الأحفوري عن السيطرة”.
بتلك الكلمات عبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن الكارثة التي تواجه العالم، نتيجة تغير المناخ، ومدى تأثيراته السلبية على الأشخاص والحياة بشكل عام، التي تتعاون في صنعها (الطبيعة مع البشر)، من أجل تدمير كوكب الأرض.
أسباب تغير المناخ وآثاره على كوكب الأرض
حتى الآن لا يتم إنتاج سوى ربع نسبة الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى، بينما يتوم توليد النسبة الأكبر، عن طريق حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي، وهو أبزر أسباب تغير المناخ، التي تسبب جزءًا كبيرًا من الانبعاثات العالمية.
وكذلك تعتمد أغلب قطاعات الصناعة، على حرق الوقود الأحفوري، لإنتاج الطاقة وصنع الإسمنت والحديد، والفولاذ والإلكترونيات والبلاستيك، وغيرها، بالإضافة إلى التعدين والعمليات الصناعية الأخرى، مما يؤدي إلى زيادة الانبعاثات.
قطع الأشجار، يتسبب في إنتاج انبعاثات، حيث تطلق الكربون المخزّن بعد قطعها، كما يحد إزالتها من قدرة الطبيعة على حماية الغلاف الجوي من الانبعاثات، نظرًا لأن الغابات تمتص ثاني أكسيد الكربون.
وتؤدي أسباب تغير المناخ إلى آثار خطيرة على كوكب الأرض، حيث تلتف انبعاثات الغازات الدفيئة، حول الأرض، لتحبس حرارة الشمس، وهو ما يؤدي إلى ما تسمى ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ، وبالتالي ارتفاع درجة الحرارة حول العالم بسرعة لم يسبق لها مثيل، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة.
تأثير تغير المناخ على الاقتصاد
في تقرير لمؤسسة ديلويت، عام 2022، توقع أن يصل قيمة تأثير تغير المناخ على الاقتصاد العالمي، ما قيمته 178 تريليون دولار حتى عام 2070، نتيجة الكوارث الناتجة عن التغير المناخي..
الخسائر الاقتصادية الناتجة عن تغير المناخ، ليست سوى جانبًا من تأثيرات أكثر كارثية، ستلحق الضرر بجميع الكائنات الحية على وجه الأرض، وربما تقطع سبل الحياة.
تأثير تغير المناخ على الزراعة
“يتسبب تغير المناخ في انخفاض إنتاج المحاصيل الأساسية، مثل القمح والذرة، حول العالم”.. وفقًا لدراسة أجراها باحثون في جامعة إكستر في إنجلترا ، ونشرت في Nature Communications.
وشددت الدراسة على ضرورة إتباع استراتيجيات التكيف لضمان الأمن الغذائي لمواجهة تأثير إنتاج الغذاء، وتغير المناخ والزراعة.
تأثير تغير المناخ على التنوع البيولوجي
“لقد دمرنا 75 بالمائة من سطح الكرة الأرضية، وأكثر من 60 بالمائة من الطبيعة البحرية، و85 بالمائة من الأراضي الممطرة تم العبث بها”.. ملخص تحذير من السكرتيرة التنفيذية للاتفاقية الأممية للتنوع البيولوجي، من أجل سرعة التصرف أو لن يكون هناك مستقبل، لأطفالنا وأحفادنا
الممثلة الأممية، إليزابيث ماروما مريما، تصف التنوع البيولوجي، بأنه أساس الحياة، ومن دونه لن توجد حياة، لذلك طالبت بالانتهاء من بوضع خريطة طريق بحلول عام 2030، لوقف انهيار التنوع البيولوجي، الذي وصل حدا غير مسبوق في تاريخ البشرية، وفقًا لتصريحات نقلتها “بي بي سي”.
وكشفت دراسة نشرت في Nature Climate Change، عن تأثير تغير المناخ على التنوع البيولوجي، حيث درست الآثار طويلة المدى على الأنواع الرئيسية ، مثل الطيور والفراشات والنحل في غابات الولاية الأمريكية.
ووجدت الدراسة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا ، سان دييغو، أن تلك الأنواع معرضة للخطر مع ارتفاع درجات الحرارة، كما سيتأثر التنوع البيولوجي بشكل كبير مع تغير المناخ، مما يؤدي إلى انخفاض عام في ثراء الأنواع.
تأثير تغير المناخ على المحيطات
استكشفت دراسة أجراها باحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، تأثير تغير المناخ على دوران المحيطات، حيث أظهرت بيانات الباحثون من المحيط الجنوبي، تغير دوران المياه في المنطقة، وتحديدًا وجدوا أن المحيط أصبح أكثر تراكبًا، مع وجود مياه أكثر دفئًا على السطح، وأكثر برودة في القاع.
وتشير الدراسة التي نشرت في مجلة Nature Communications، إلى تأثير تلك الظاهرة تأثير المباشر على قدرة المحيطات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون ، ما يؤدي بدوره لمزيد من تغير المناخ.
تغير المناخ وتأثيره على البيئة
تغير المناخ وتأثيره على البيئة، سيكون كارثًيًا.. حسب وصف علماء، حذروًا من احتمال إطلاق كميات هائلة من البكتيريا مع ذوبان الأنهار الجليدية في العالم. ومن بين آلاف الميكروبات التي يمكن أن تتسرب إلى الأنهار والبحيرات، يحتمل أن تكون ضارة، كونها من مسببات الأمراض.
وتقدر الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة أبيريستويث البريطانية، أن ذوبان الجليد حول العالم، يمكن أن يؤدي إلى إطلاق أكثر من 100 ألف طن من الميكروبات، مثل البكتيريا، في البيئة، على مدار 80 عامًا قادمة. الدراسة شملت المياه الذائبة من ثمانية أنهار جليدية عبر أوروبا، وأمريكا الشمالية وموقعين في غرينلاند.
كيف يؤثر تغير المناخ على المجتمع؟
“يؤثر تغير المناخ على المجتمع، بصورة مباشرة وغير مباشرة على التمتع الكامل والفعلي للبشر في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الحق في الحياة”.. وفقًا لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
وحسب التقرير، تعد الظاهرة المتزايدة للكوارث الطبيعية، وارتفاع مستويات البحر، والفيضانات، والجفاف، والتصحر، ونقص المياه، وانتشار الأمراض الاستوائية، بعضًا من الأسباب الناتجة عن عن تغير المناخ، وتؤثر في حصول الأشخاص على الحق في حياة آمنة.
تقوّض آثار #تغير_المناخ #الحق_في_التعليم، إذ تُسفر عن تعطّل المدارس وتفاقم الفقر والنزوح والحواجز اللغوية.
— اليونسكو (@UNESCOarabic) April 22, 2023
في #يوم_الأرض، اقرؤوا آخر دراسة أجرتها اليونسكو بشأن هذه المسألة المُقلقة: https://t.co/iaWL9dMQG2#التعلم_من_أجل_كوكبنا pic.twitter.com/1XcoxilYxM
وأشار التقرير إلى أن تلك الظواهر، تؤثر في الحصول على مياه الشرب الصالحة، والغذاء، والرعاية الصحية، والحصول على السكن، وخدمات الصرف الصحي، بالإضافة إلى الحق في تقرير المصير، والثقافة، والعمل، والحق في التنمية.
تغير المناخ وتأثيره على الصحة
4.7 مليون حالة وفاة على مستوى العالم عام 2020، بسبب التعرض لتلوث الهواء، بينها 1.3 مليون، ما يعادل 35 في المئة، مرتبطة بشكل مباشر باحتراق الوقود الأحفوري.. أرقام تكشف بعضًا من تأثير تغير المناخ على الصحة.
وحسب تقرير لانسيت “العد التنازلي”، زادت الوفيات المرتبطة بالحرارة على مستوى العالم، بمقدار الثلثين خلال العقدين الماضيين، مشيرًا إلى أن اعتماد العالم المستمر على الوقود الأحفوري، يزيد من مخاطر الأمراض المعدية والمرتبطة بالحرارة.
وأدى تغيرالمناخ وتأثيره على الصحة، إلى زيادة الضغط على الخدمات الصحية حول العالم، نظرًا إلى تفاقم حالات مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والجهاز التنفسي، والتسبب في حدوث ضربات شمس وضعف الصحة العقلية.
بدورها منظمة اليونيسيف، طالبت باتخاذ إجراءات عاجلة لزيادة التمويل لحماية الأطفال والمجتمعات الضعيفة من موجات الحر المتفاقمة، حيث أدى التغير في المناخ لزيادة انتشار الأمراض المعدية، وزاد انتقال الملاريا في مناطق المرتفعات في الأمريكتين وأفريقيا في السنوات الـ60 الماضية.
وتجاوزت درجات الحرارة أرقاما قياسية في جميع أنحاء العالم عام 2022، بما في ذلك بريطانيا، التي سجلت فيها 40 درجة مئوية في يوليو، بخلاف أجزاء من أوروبا وباكستان والصين.
مخاطر تغير المناخ على الصحة، تلخصها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، بعنوان “أكبر تهديد للصحة يواجه البشرية، وعبر نقاط صادمة، جاءت على النحو التالي:
- يتوقع أن يسبب تغير المناخ، في الفترة من عام 2030 إلى 2050، نحو ربع مليون حالة وفاة سنويًا، بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.
- تقدر التكاليف المباشرة لضرر تغير المناخ على الصحة، بين 2 و4 مليارات دولار سنويًا، بحلول عام 2030، وبدون احتساب التكاليف في القطاعات المحددة للصحة مثل الزراعة والمياه وخدمات الصرف الصحي.
- الدول النامية، والتي تفتقر إلى البنية التحتية المتينة في مجال الصحة، ستكون أقل قدرة على التعامل مع الأضرار.
٨ دول عربية الأكثر تلوثاً في العالم
تخطّى تلوّث الهواء في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا أرقاماً قياسية وفق التقرير الجديد لتلوّث الهواء الذي نشرته “آي كيو اير- iqair”، معزّزا بذلك الإنذارات المتكرّرة المشيرة إلى خطر تلوّث الهواء على الصحة.
وتتصدر 8 دول عربية، قائمة الـ 20 الأكثر تلوثاً في العالم، من ناحية مستوى الجسيمات الدقيقة فئة 2.5، لـ 131 دولة، من بينها 10 عربية، وهي: (العراق- البحرين- الكويت- مصر- الإمارات- السودان- قطر- السعودية- الجزائر- و سوريا).
ووفقًا لتقرير تلوث الهواء الذي نشرته “آي كيو اير- iqair”، تخطت تلك الدول المستوى السنوي المحدد من قبل منظمة الصحة العالمية، 5 ميكروغرام لكل متر مكعّب.
تغير المناخ في الإمارات
“حماية كوكب الأرض من التغيرات المناخية، وضمان جودة حياة أفضل للبشر”.. هكذا يرى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، طريق الشامل للنهوض بالعمل المناخي.
تعد الإمارات أول دولة في المنطقة تلتزم بخفض الانبعاثات في جميع القطاعات الاقتصادية بحلول عام 2030، وأول دولة خليجية تصدق على اتفاق باريس، عام 2015، للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، كما أعلنت مبادرتها الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وحتى الآن، قامت الإمارات باستثمار ما يزيد على 150 مليار دولار في تغير المناخ، مع امتلاكها خططًا طموحة، لمزيدٍ من الاستثمارات المستقبلية.
تعتبر الأرض مكان العيش الوحيد المتوفر لنا، لكن النشاط البشري يساهم بشكل كبير بالضرر بها وينعكس سلباً على التغير المناخي. في #يوم_الأرض دعونا نلتزم بنمط حياة يحافظ على الأرض بما يعزز استدامتها وبالتالي يعزز استدامة مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة. pic.twitter.com/u05u5ykDhU
— وزارة التغير المناخي والبيئة (@MoCCaEUAE) April 22, 2023
ووفقًا للشيخ محمد بن زايد، تمتلك الإمارات، تجربة ملهمة في مواجهة التغير المناخي أقليميًا وعالميًا، محققة السبق في مجالات مختلفة، حيث تضععه في صميم استراتيجيتها الهادفة لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، مع التزامها تجاه البيئة والأجيال القادمة.
تغير المناخ في مصر
خلال مشاركته في منتدى الاقتصادات الرئيسية الخاص بالطاقة وتغير المناخ “MEF”، بدعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن الشرط الوحيد لنجاح العالم في مواجهة تغير المناخ وآثاره السلبية.
وقال السيسي في وجود عدد من قادة ورؤساء حكومات العالم: “نجاح المجتمع الدولي، في مواجهة تغير المناخ، مرهون إلى حد كبير، بتوفير التمويل المناسب والكافي”.
في منتصف عام 2022، وبتكلفة 324 مليار دولار، أطلقت مصر “الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050″، بهدف ضمان جودة واستمرار مشاريع التنمية، والنجاة مما وصفته كوارث تغير المناخ.
وتساهم استراتيجية مصر لتغير المناخ، تسهيل عملية تخطيط وإدارة تغير المناخ، بطريقة تدعم تحقيق الأهداف الاقتصادية والتنموية للدولة، باتباع نهج منخفض الانبعاثات.
وتستهدف استراتيجية مصر 2050، تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتنمية منخفضة الانبعاثات في مختلف القطاعات، مع مرونة وقدرة على التكيف مع تغير المناخ، وتخفيف الآثار السلبية، بالإضافة لتحسين حوكمة وإدارة العمل.
وتشمل خطة مصر لمواجهة تغير المناخ، تحسين البنى التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، وتعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة والوعي لمكافحة تغير المناخ، وزيادة الوعي بشأن تلك الظاهرة.
ما المقصود بقمة المناخ؟
قمة المناخ.. مؤتمر يشارك فيه أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، الخاصة بالتغير المناخي، حيث تجتمع تلك الدول سنويًا في بلد جديد، لمناقشة الخطط والسياسات لمعالجة مخاطر وآثار تغير المناخ.
وتعود انطلاقة قمة المناخ إلى بروتوكول كيوتو، الصادر عام 1997، والخاص بتطبيق اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بتغير المناخ عام 1992، التي تلزم الدول الصناعية، بتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة.
ونصت الاتفاقية على تخفيض الدول الصناعية انبعاثات الغازات الدفينة، بنسبة 5 في المائة عن مستوياتها عام 1990، بحلول عام 2012. وانعقدت الدورة الأولى لمؤتمر أطراف كيوتو في مونتريال الكندية، عام 2005، مع تشكيل فريق يتابع ما تم الاتفاق عليه.
بعد ذلك توالت المؤتمرات، كان آخرها Cop27 التي أقيمت في مدينة شرم الشيخ 2022، من 6 نوفمبر، حتى 18 من نفس الشهر.